بقلم: عماد الدين حسين
لاعب الأهلى صالح جمعة كان يقود سيارته فى السابعة من صباح يوم الجمعة الماضى فى شارع محمد مظهر بالزمالك. عجلة القيادة اختلت فى يده، فاصطدم بسيارتين كانتا تقفان فى الشارع، مما أدى إلى حدوث تلفيات كبيرة فى السيارتين.
مصدر أمنى قال إنه تم إجراء تحليل للفصل هل كان اللاعب سكيرا أثناء القيادة أم لا، والنيابة حققت معه، وأمرت بإخلاء سبيله، عقب إتمام إجراءات التصالح مع المتضررين والتعهد بإصلاح التلفيات، واللاعب قال إنه هو من طلب إجراء تحليل مخدرات، وإن من كانت تجلس بجانبه أثناء الحادث هى زوجته وليست طليقته أو أى شخصية أخرى.
لست مشغولا بالقضية أو مهموما باللاعب الذى لم يعد يلعب كثيرا فى صفوف فريقه.
لكن الذى شغلنى هو ما كشفته تحريات المباحث فى الحادثة، بأن السيارة التى كان يستقلها اللاعب ماركة بى إم دبليو، هى سيارة شقيقه لاعب الزمالك عبدالله جمعة، وتلك ليست مشكلة، لكن الذى لفت نظرى، أن نجم الكرة لم يكن يحمل رخصة قيادة، لأنها منتهية، كما أن رخصة التسيير المؤقتة منتهية أيضا منذ الثالث من مارس عام ٢٠١٩.
السؤال البسيط الذى يفترض أن كثيرين سألوه لأنفسهم: كيف يمكن لشخص أن يقود سيارة رخصتها منتهية منذ ١٨ شهرا؟!
قد يقول البعض إنها ليست سيارته، بل تخص شقيقه، ولهؤلاء نسألهم، ولماذا ركبها وهى من دون رخصة أو حتى إيصال سليم؟!
وكيف لا يكلف اللاعب نفسه تجديد رخصة السيارة، أو إرسال أى شخص من طرفه ليقوم بتجديد الرخصة وهو أمر لا يستغرق ساعة؟!
سألت نفسى: كيف يمكن لشخص أن يسير فى الشوارع بسيارته غير المرخصة لمدة تزيد على ١٨ شهرا؟!
أطرح هذا السؤال لأن هناك نشاطا ملحوظا فى معظم إدارات المرور فى الفترة الأخيرة، وألمح تدقيقا مستمرا فى الكشف عن تراخيص السيارات، والقيادة فى العديد من الشوارع، سواء كانت فى وسط القاهرة أو أطرافها، أو الطرق السريعة بين المحافظات.
هذا النشاط مهم وإيجابى ويجعل الناس تشعر بالأمان، وبالتالى فالسؤال مرة أخرى: ألم يتم توقيف عبدالله جمعة أو شقيقه فى أى كمين للشرطة فى أى مكان طوال 18 شهرا؟!
وربما يكون قد تم توقيف صالح أو عبدالله جمعة فى أحد الأكمنة، وكانت الرخصة منتهية، وتصرف رجال المرور بصورة شديدة التهذيب مع اللاعبين بحكم الشهرة، فإذا افترضنا أن ذلك حدث، ألم يكن الأمر كافيا، لكى يتحرك اللاعب لتجديد رخصة سيارته؟!.
السؤال الجوهرى هو: لماذا يتصرف بعض نجوم المجتمع، خصوصا إذا كانوا لاعبين أو فنانين أو أى شخصيات عامة، وكأنهم فوق القانون، ولماذا لا يتم تطبيق القانون عليهم، كما يتم تطبيقه على المواطن العادى؟!
أرجو ألا يفهم البعض طرحى للموضوع كصراع بين الأهلى والزمالك، أو أننى زملكاوى، بل إن القصة تتضمن شقيقين أحدهما فى الأهلى والآخر فى الزمالك.
لكن أطرح الموضوع مرة أخرى، وهو أن بعض هؤلاء النجوم يفهم النجومية بصورة عكسية وخاطئة، ويعتبرها جواز مرور لتجاوز القانون وارتكاب أى جريمة.
يندر أن نجد مثل هذه الحوادث تتكرر مع النجوم فى البلدان الأجنبية التى تطبق القانون على الجميع، ونتذكر واقعة تحقيق الشرطة البريطانية مع النجم العالمى محمد صلاح فى أغسطس قبل الماضى، لأنه تحدث فى الموبايل أثناء القيادة، رغم أنه فعل ذلك لعدة أمتار فقط خلال محاولة بعض المعجبين تحيته!!.
لاحظ يا مؤمن أن التوقيف تم، لأنه يتحدث فى الهاتف، وليس لعدم امتلاك رخصة قيادة لمدة 18 شهرا، وناديه ليفربول هو الذى حوّل المخالفة للشرطة حينما عرفوا بالفيديو!!.
على الأندية خصوصا الكبيرة أن تعلّم لاعبيها ونجومها أن عليهم مسئولية أكبر من تلك المفروضة على الناس العاديين، وأنهم قدوة لملايين الشباب فى كل ما يفعلونه، وأن مخالفة القانون وارتكاب أى سلوكيات سيئة هو الوصفة الأسوأ للأجيال المقبلة، وعلى أجهزة الشرطة أن تتشدد فى تطبيق القانون على الجميع، خصوصا النجوم حتى تبعث برسالة للمجتمع بأكمله، أن الجميع سواسية أمام القانون خصوصا المشهورين منهم.