توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام فكرت فى الكتابة عن إمكانية استنساخ التهدئة فى شبه الجزيرة الكورية، ونقلها إلى منطقتنا العربية، لكن من سوء الحظ فإن تطورات الأوضاع السلبية فى منطقتنا تتسارع، وصارت أقصى أمانينا ألا تندلع الحرب.
حتى شهرين مضيا كانت الآمال عظيمة، أن تتجه المنطقة للهدوء خصوصا بعدما أعلن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان أن بلاده تدرس التعامل مع بشار الأسد طالما ابتعد عن إيران.

اليوم المنطقة تتجه إلى حرب يقول البعض إنها قد تكون محدودة، ويخشى البعض أن تتحول إلى شرارة لحرب عالمية ثالثة. السؤال الجوهرى: هل مضى وقت الحديث عن حل سلمى يحفظ أرواح وثروات ومقدرات المنطقة؟ الإجابة صعبة، لكن فى عالم السياسة لا يوجد مستحيل.

السؤال الثانى: هل هناك ملائكة وشياطين فى هذا الصراع؟

من وجهة نظرى فإن غالبية اللاعبين والفاعلين متورطون، خصوصا إسرائيل، فى حين أن الضحية أو الملائكة هم شعوب المنطقة، خصوصا الشعب السورى، المغلوب على أمره منذ شهر مارس ٢٠١١.

كدنا نستبشر خيرا بإمكانية التهدئة فى المنطقة، وشهدنا بعض المؤشرات على ذلك، خصوصا إعلان ترامب عزمه الانسحاب من سوريا. فجأة تبدل كل شىء، وتم ــ على ما يبدو ــ اختراع حكاية الكيماوى فى الغوطة الشرقية، وهكذا حدث العدوان الثلاثى الأمريكى الفرنسى البريطانى على سوريا، وقبلها وبعدها العدوان الإسرائيلى المستمر.
وقبل أيام تمت أكبر ضربة إسرائيلية ضد مواقع سورية، يقول البعض إنها الأشد منذ فض الاشتباك عام ١٩٧٤، ويقول البعض الآخر إنها الأعنف منذ عام ٢٠١١. وتتحجج إسرائيل بأنها مواقع إيرانية.

السؤال الذى يراه البعض متأخرا جدا هو، لماذا لا نفكر كعرب فى الوصول إلى تسوية مع إيران بدلا من تكرار مأساة حرب الثمانى سنوات «١٩٨٠ ــ ١٩٨٨»، بين العراق وإيران، والتى أدت لمقتل الملايين وإهدار ثروات ومقدرات الأمة بأكملها وليس العراق وايران، ولم يستفد منها إلا إسرائيل وتجار ومصانع السلاح فى الدول الكبرى؟!!.
كانوا يقولون إن رئيس كوريا الشمالية غريب الأطوار، ويمارس هواية اللعب بالرءوس النووية والصواريخ البالستية، ثم فوجئنا بأنه تصرف كرئيس مسئول جدا ــ حتى الآن على الأقل ــ والتقى رئيس كوريا الجنوبية وزار الصين، ثم التقى بوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قبل أيام، ويستعد للقاء ترامب فى ١٤ يونيه المقبل فى سنغافورة.
السؤال البديهى: إذا كنا كعرب قد جلسنا مع قادة ومسئولى العدو الصهيونى، ووقع بعضنا اتفاقيات سلام معه، وبعضنا الآخر يعيش الآن معهم فى مرحلة الحب والخطوبة ويستعد للتوقيع، فلماذا لا نفكر فى تكرار ذلك مع إيران؟!!!.
سوف يرد على البعض منتقدا، ويقول وهل تحمل المسئولية للعرب فقط، وهل تنظر لإيران باعتبارها الملاك والحمل البرىء؟.

الإجابة هى لا قطعا، وحكومة إيران تتحمل المسئولية نفسها، التى تتحملها غالبية الحكومات العربية، وأحد الأسباب الرئيسية لهذه المأساة أنها تسعى لاستغلال اللافتة الطائفية الشيعية، لتحقيق مصالح ونفوذ قومى فارسى، ولولا تدخلها فى اليمن والعراق ولبنان وسوريا، ما وصلت المنطقة إلى هذه الحالة البائسة.
العرب هم الأضعف حالا للأسف هذه الأيام، وصاروا مفعولا به. ولذلك فإن إيران وحكومتها، ومرشدها يتحملون الجانب الأكبر من المسئولية، وعليهم أن يأخذوا زمام المبادرة، ويثبتوا فعلا أنهم يريدون أن يكونوا جارا طيبا وحقيقيا للعرب.

أتمنى أن تبادر إيران وتوقف دعمها للحوثيين فى اليمن، وترفع يدها عن التدخل فى العراق ولبنان وسائر المنطقة.
أحلم بأن يعلن المرشد على خامنئى، صاحب السلطة الحقيقية، وليس حسن روحانى، عن مبادرة توقف المد والشحن الطائفى.

فى المقابل أتمنى أن يبادر الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد وأى مسئول عربى، إلى الاعلان عن استعداده لزيارة إيران ومد اليد العربية لها، حتى يوقف اندلاع حريق بدأنا نرى شرره يتطاير، فوق سماوات الشام المستباحة، اضافة إلى الحريق المستمر فوق اليمن والسعودية.

سيقول البعض إننى أحلم، ويقول البعض الآخر إننى أخرف، لكن إذا كنا نتباهى بالجلوس والاتصال بالصهاينة، أليس من حقنا أن نسأل ولماذا لا نجلس مع الإيرانيين؟!!. على الأقل لكى نثبت لنا ولهم وللعالم أجمع أننا سننقب وننبش ونبحث عن كل فرصة للتوصل إلى سلام، قبل اندلاع الحريق الكبير؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير لماذا لا نجلس مع الإيرانيين قبل اندلاع الحريق الكبير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon