توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا

بقلم-عماد الدين حسين

رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، تحدث مساء الأحد الماضى، وأطلق تصريحات غير تقليدية تخص سد النهضة التى تبنيه إثيوببيا الآن، ويثير قلقنا نحن فى مصر، لأنه قد يؤثر بصورة سلبية على حصتنا من مياه النيل.
آبى أحمد، قال إن هناك صعوبات شديدة تواجه استكمال السد، وأن حكومته سوف تطلق مناقصة لتلقى عطاءات شركات مقاولات جديدة لاستكمال مشروع السد، مطالبا بضرورة استبعاد هيئة المعادن والهندسة «ميتنك» التابعة للقوات المسلحة الإثيوبية، وإلا فإن مشروع السد، قد لا يرى النور أبدا.


بطبيعة الحال فإن هذه التصريحات جعلت بعض المصريين يشعرون بالارتياح لأن أى تعثر فى بناء السد، يعتبرونه مصلحة وطنية، لكن السؤال المهم هو أليس نتيجة هذه التصريحات هو معالجة الخلل لديهم وبالتالى الإسراع بإنشاء السد وليس العكس؟!!.
تقديرى المتواضع أنه يجب علينا كمصريين أن نلتزم الحذر الشديد فى هذا الملف، ونتعامل معه، بمنتهى الحساسية، بدلا من اندفاع البعض إلى إبداء مشاعر، قد نكتشف لاحقا، أنها لا تقوم على معلومات صحيحة!.
بالطبع لا يمكن منع أى مواطن من إبداء مشاعره إزاء هذه التطورات، لكن ينبغى ألا نتسرع فى استنتاج أحكام نندم عليها لاحقا!!.


علينا أن نفهم الموضوع بهدوء وعمق، ثم نحاول استخلاص النتائج السليمة، حتى يمكننا أن نسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافنا القومية.
أول نقطة هى أن تدرس الجهات المعنية ذات الصلة كل حرف وكلمة تلفظ بها رئيس الوزراء الإثيوبى أخيرا، وماذا كان يعنى بمشاكل «تمويلية وفنية وهندسية» واجهت السد.


علينا أن نقول للإثيوبيين بمنتهى الوضوح أنه بعد تصريحات أحمد، فالمفترض أن يتوقفوا عن سياسة المراوغة والملاوعة والهروب والتملص، ويطلعوا مصر على التفاصيل الفنية للسد، لأنه سيؤثر على كل المصريين من دون مبالغة.
قال أحمد إن هناك مشكلة نقص كفاءات، لديهم، وبالتالى يمكننا أيضا أن نستغل هذه النقطة بقوة سواء لحض الإثيوبيين على التروى فى إنشاء السد، أو تقديم الخبرة المصرية فى بناء السدود بما يخدم مصلحة كل الأطراف.
النقطة الثانية، هى أنه علينا أن نستمر فى بذل كل الجهود والتحركات لمنع تقديم أى مساعدات مالية خارجية لإثيوبيا فى تمويل السد، واعتبار من يفعل ذلك يرتكب عملا عدائيا ضد كل المصريين.
ثالثا، علينا أن نحاول بكل الطرق فك التحالف الإثيوبى السودانى فى مسألة سد النهضة، وأن نقنع الأشقاء السودانيين، بأن من حقهم أن يدافعوا عن مصالحهم القومية، وأن يستفيدوا من السد فى حمايتهم من الفيضانات أو توفير الطاقة الكهربائية بأسعار تفضيلية لكن شرط ألا يكون ذلك على حساب شقيقتهم الكبرى مصر.


رابعا، علينا أن نفهم جيدا السياق الذى تحدث فيه رئىس الوزراء الإثيوبى، بل علينا أن نعود للوراء لشهور قليلة، منذ صعد أحمد إلى صدارة المشهد عقب إبعاد سلفه هيلى ماريام ديسالين. 
الموضوع الإثيوبى صار معقدا للغاية، هناك صراع داخل النخبة الحاكمة، وصراع أكبر بين القوميات المتعددة خصوصا الأرومو ذات الأكثرية التى تتهم قومية التيجراى الأصغر، بالسيطرة على مقاليد الحكم.
وجاء صعود آبى أحمد ليعصف بالكثير من المسلمات هناك، الرجل اتخذ قرارات ومواقف ثورية فعلا، كان أبرزها إقدامه على المصالحة مع إريتريا، وهو أمر يمثل خطا أحمر لدى كثير من الإثيوبيين بعد الحرب الحدودية الطويلة بينهما، ولا ننسى أيضا أن أحمد تعرض لمحاولة اغتيال فى 23 يونيه الماضى، ولا ننسى أن مدير سد النهضة سيمجنيو بيكلى تم اغتياله فى أحد أشهر شوارع أديس أبابا فى 26 يوليو الماضى.

وقال أحمد قبل أيام إن القتيل خدم وطنه بإخلاص، ولا ننسى أيضا أن رئيس الوزراء أصر على استبعاد شركة «ميتنك» التابعة للجيش كضمانة لنجاح واستمرار المشروع، ولا ننسى أخيرا أنه فتح الباب لمناقصة جديدة للإسراع باستكمال بناء السد، وليس لتعطيله.
كل ما أتمناه أن نفكر بهدوء فى الموضوع. آبى أحمد ليس زعيما عاديا، وتحركاته وقراراته تقول إنه قد يكون صاحب دور تاريخى. علينا ألا نقفز للاستنتاجات والتعميمات، وأن ندرس بهدوء هل ما حدث فى مصلحتنا أم لا، وهل الأفضل أن نراهن على تعثر إثيوبى، أم على صلابة موقفنا ودعم الأشقاء والأصدقاء خصوصا فى الخليج، أم على كل الأوراق؟! كل التوفيق للمفاوضين المصريين فى مهمتهم الصعبة.

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا كيف نتعامل مع ما يحدث فى إثيوبيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon