توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية تلعب فى العراق.. منتهى السياسة

  مصر اليوم -

السعودية تلعب فى العراق منتهى السياسة

بقلم - عماد الدين حسين

الرياضة يمكنها أن تقرب بين الشعوب وتصلح ما تفسده السياسة، كما يمكنها أن تباعد وتدمر كما حدث فى المباراة المشئومة بين مصر والجزائر فى أم درمان عام 2009.

مساء الأربعاء الماضى لعب المنتخب السعودى لكرة القدم مباراة ودية دولية مع المنتخب العراقى فى استاد جذع النخلة بالبصرة، انتهت بفوز العراق بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.

كرويًا هى نتيجة ثقيلة نظرًا لمستوى المنتخب السعودى الذى كان أول المتأهلين عربيًا لنهائيات كأس العالم فى روسيا، لكن هذه المباراة تحديدًا، لم تكن مجرد مباراة كروية، هى المرة الأولى التى يلعب فيها المنتخب السعودى فى العراق منذ أربعين سنة، بسبب الظروف السياسية والأمنية الصعبة التى عاشها العراق الشقيق منذ الحرب مع إيران من ١٩٨٠ إلى ١٩٨٨، ثم غزو الكويت عام ١٩٩٠، وبدء الحصار الأمريكى الغربى على العراق، حتى غزوه عسكريًا فى مارس ٢٠٠٣، والتداعيات المأساوية التى نتجت عن الغزو، خصوصًا استنبات وزرع المنظمات الإرهابية هناك والتى لا تزال بقاياها موجودة هناك.

العراق يهدف من هذه المباراة، ومباريات أخرى مشابهة لرفع الحظر الذى فرضه الاتحاد الدولى عليه بمنع استضافة المباريات الرسمية، ويتمنى أن تكون هذه المباراة فاتحة خير لبدء تدفق المنتخبات العربية لتلعب فى ملاعبها، حتى لو كانت مباريات ودية أو لا.

كان منظرا جميلا تصافح اللاعبين معا، وهتافات الجماهير التى زادت عن ٥٠ ألف متفرج للسعودية، بل وتدشينها هاشتاجًا قبل المباراة عنوانه: «دارك يا الأخضر».

بالنسبة لى الموضوع أكبر بكثير من مباراة كروية، أو حتى محاولة الحكومة العراقية كسر الحظر الدولى، الموضوع يتعلق بضرورة احتضان البلدان العربية للعراق، حتى لا يغرق فى الدوامة الإيرانية.

غالبية البلدان العربية، ارتكبت خطيئة استراتيجية عظمى، حينما تركوا العراق فريسة للأطماع الإيرانية، بعد الغزو الأمريكى الهمجى عام ٢٠٠٣، علاقة صدام بالخليج كانت ملتبسة، وأعتقد أن الطرفين وقعا فى أخطاء كارثية قادت إلى تدمير العراق أولا، ويجرى الآن تنفيذ الجزء الثانى من المخطط بتدمير منطقة الخليج، بل والمنطقة العربية بأكملها.

معظم العرب اعتقدوا أن الذهاب للعراق بعد الغزو الأمريكى سيعنى تطبيعا ومباركة للاحتلال. ونتيجة لهذه الرؤية القاصرة، فإن إيران ــ التى كانت ولا تزال تصف أمريكا بـ«الشيطان الأكبر»، هى التى دخلت العراق، فى ظل الوجود الأمريكى، واستثمرت فى غالبية السياسيين العراقيين. وكانت أفضل فتراتها حينما تولى نور المالكى رئاسة الحكمة العراقية، حيث فتح بلاده أمام إيران، بحيث صارت تتحكم فى قطاعات مختلفة هناك، مستغلة الإرهاب الأسود الذى ضرب العراق خصوصا بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على مساحات واسعة بالعراق، بدأت بالموصل فى يونيو ٢٠١٤، وتمددت إلى مناطق شاسعة غرب العراق، إلى أن تمكن الجيش العراقى من دحر داعش قبل شهور إلى حد كبير.

نتيجة الابتعاد العربى عن العراق، وأحيانا التأييد الخليجى لداعش والقاعدة، وتنظيمات كثيرة مشابهة، زادت النبرة المذهبية والطائفية، وهو الأمر الذى شجعته إيران، لأنه أتاح لها دخول العراق وفرض كلمتها هناك بفعل وجود ميليشيات الحرس الثورى التى يقودها قاسم سليمانى هناك، إضافة إلى التغلغل الاقتصادى حيث تتحدث تقارير متواترة عن سيطرة إيرانية على العديد من المجالات الاقتصادية.

العراق كان عربيا وسيظل عربيا، ونحن أخطئنا كثيرا، حينما تركناه هدفا سهلا أمام الأطماع الإيرانية تارة، والأمريكية تارات أخرى.

يحسب للدبلوماسية السعودية، أنها بدأت تقترب أكثر فأكثر من العراق، حيث استقبلت العديد من الرموز السياسية العراقية مثل مقتدى الصدر الذى تقول تقارير أنه يضيق ذرعا بالهيمنة الإيرانية، كما استقبلت أيضا رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، الذى خفف إلى حد ما من القبضة الإيرانية الخانقة على بلاده.

يحتاج العراق من كل العرب أن يذهبوا إليه، وألا يتركوه سواء لإيران أو لأمريكا أو للإرهابيين حتى يعود فعلا بوابة العرب الشرقية، ويحتاج العرب إلى البحث عن صيغة خلاقة تمنع سقوط سوريا أيضا فى نفس المصير، للأسف صار العديد من المسئولين الإيرانيين يتحدثون بلغة استعلائية فارسية، عن سيطرتهم على صناعة القرار فى سوريا والعراق واليمن ولبنان، نريد من الإيرانيين أن يكونوا جيرانًا طيبين يربط بيننا العديد من الوشائج، والموقع الذى لن يتغير، لا نريدهم أن يتعاملوا معنا باعتبارنا مختلفين عنهم مذهبيا، أو أننا مجرد قبائل هائمة فى الصحراء ينبغى أن نخدمهم فى ديوان كسرى!.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية تلعب فى العراق منتهى السياسة السعودية تلعب فى العراق منتهى السياسة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon