قبل نحو أسبوعين هاجمنى الإخوانى حمزة زوبع على احدي القنوات الإخوانية، واتهمنى بأننى «عميل للنظام»، ويوم الثلاثاء الماضى هاجمنى تامر عبدالمنعم على قناة «العاصمة» ولمح إلى أننى إخوانى.. فماذا أفعل؟!!!.
ولمدة تقترب من الساعة ظل زوبع «يستظرف»، ويوجه لى كل التهم، لأننى كتبت، عقب عودتى من قاعدة شرق القناة فى سيناء أن الحرب على الإرهاب يصعب تحديد موعد لنهايتها.
«الإخوانى السمج» يرى أننى ألتمس الأعذار للنظام، وأننى لم أجرؤ على كتابة ذلك إلا بعد استجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى لطلب رئيس الأركان بمد مهلة القضاء على الإرهاب.
ولأنه متربص وصاحب هوى، لم يكلف نفسه هو أو فريق إعداده، أن يقرأ ما كتبته فى هذا المكان يوم الثانى من ديسمبر، بعنوان «هل يمكن دحر الإرهاب فى ٣ أشهر فقط؟!». وكان ذلك بعد ثلاثة أيام فقط من طلب رئيس الجمهورية من رئيس الأركان القضاء على الإرهاب خلال ثلاثة شهور.
يومها كتبت أنه يصعب تحديد موعد للقضاء على الإرهاب، وأن الإرهابيين سيحاولون إلقاء «شوية بمب» بعد نهاية المهلة، حتى يحرجوا الرئيس، ليقولوا إن الدولة غير قادرة على الوفاء بوعدها، وقلت أيضا إننى كنت أتمنى ألا يطلب الرئيس هذا الوعد علنا.
لا أشاهد قنوات الإخوان منذ زمن طويل. أشاهد فقط بعض الفيديوهات التى يرسلها لى أحيانا زملاء وأصدقاء، خصوصا المواد «الفاقعة»، وطبقا لرأى معظم من أعرفهم من المتعاطفين مع هذه الجماعة، فإن أكثر من 90% من برامج هذه القنوات يفتقر إلى المهنية وأشبه بـ«الترامادول الإعلامى».
ومن زوبع إلى تامر عبدالمنعم فقط اكتشفت أنهما لا يختلفان كثيرا خصوصا فى ادعاء خفة الدم والاستظراف والسخرية، فقد اختار عنوان مقال لى، واعتبره دليلا على أننى إخوانى أو قريب منهم أو متعاطف معهم!!!.
تامر يفترض ــ بحكم عمله ممثلا ــ أن يدرك ما يسمى بـ«السياق العام»، وأن الأمانة كانت تحتم عليه عدم إصدار حكم نهائى لمجرد قراءة العنوان، أو بضعة سطور مبتسرة.
أنا كتبت بالفعل مقالا بعنوان «جربوا الإفراج عن بعض مسجونى الإخوان» فى 15 مارس 2017، كما كتبت مقالا فى 17 يناير 2017 بعنوان «أفرجوا عن مهدى عاكف»، وطالبت فى المقالين بالإفراج عن أى إخوانى يثبت فقط أنه برىء، كما اقترحت إطلاق سراح المرضى من الذين تجاوزوا الثمانين سواء كانوا إخوانا أو غيرهم. لكن ولأنه صاحب هوى فلم يقرأ المقال كاملا أو قرأه و«طنش»، ليتأكد أننى اقترحت الإفراج عن كل المرضى وكبار السن فقط ولاعتبارات إنسانية، وأن يكون ذلك بتدابير احترازية، وألا ينطبق على المدانين بالعنف، أو المحرضين عليه. يسخر منى الأستاذ تامر لأننى طالبت بإطلاق سراح المظلومين ممن لم تتم إدانتهم، ولا أعرف ما العيب فى ذلك؟
الذى قال ذلك قبلى، هو الرئيس السيسى حينما طالب بمراجعة أوضاع المسجونين، وإطلاق سراح المظلومين، وشكل لجنة لمراجعة أوضاع المسجونين، وقد تم إطلاق سراح البعض بالفعل.
هذا هو المعنى الرئيسى فى المقال وأتمنى أن يتحلى تامر عبدالمنعم بالشجاعة، ويقرأ المقال أو المقالين كاملين غير مبتسرين فى برنامجه، وسأترك الحكم لضميره ولمن يشاهده.
الأستاذ تامر لا يعرف أن مواقع إخوانية كثيرة هاجمتنى وقتها، لأنهم يحلمون أن يتم الإفراج عنهم باعتبارهم «معتقلين مظلومين ومناضلين من أجل الحرية» وهو ما أختلف معه تماما.
والطريف أننى كتبت فى هذا المقال يومها أن اقتراحى سيتعرض للنقد والسب والشتم، من كلا الطرفين المتطرفين أى غلاة الإخوان وغلاة معارضيهم.
فى اليوم التالى وجه تامر هجومه ضد المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، واتهمه بأنه من الذين كانوا يدعمون «ألتراس الأهلى». لن أدافع عن المعلم فهو أقدر منى على ذلك، لكن الذى لفت نظرى أن تامر فى تقريره عن ظاهرة الألتراس، قال إنها دخلت مصر عام 2007، فى حين أن المعلم خرج من مجلس إدارة الأهلى عام 2004، أى قبلها بثلاث سنوات، وحتى يناير 2011، لكن سوء النية حاضر فى ظل الأعمال الإجرامية التى ارتكبها بعض الألتراس فى مباراة الأهلى الأخيرة.
أفهم تماما أن يهاجمنى غالبية الإخوان لأننى مختلف معهم جوهريا فى فكرهم وممارساتهم، ورأيى واضح أن جماعتهم إرهابية، وتتاجر بالدين، لكن أن يتهمنى أحد، بأننى إخوانى أو قريب منهم، فلا أعرف هل أضحك أم أبكى؟!!.
بصفة عامة لا أرد على مثل هذه التخاريف، لأن المهنة صارت مرتعا لكل من هب ودب، لكن أحد الأصدقاء نصحنى، بأن المدعين وأرباع الموهوبين، يفهمون الصمت والترفع باعتباره ضعفا، وبالتالى لابد من مواجهتهم.. والحديث موصول.
نقلا عن الشروق القاهرية