توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تصل رسالة الكبار للشباب؟

  مصر اليوم -

كيف تصل رسالة الكبار للشباب

بقلم: عماد الدين حسين

إذا فشل المسئول أو ولى الأمر فى توصيل رسالته إلى المواطنين.. هل نلومه أم نلوم المواطنين والأهم كيف نجعل هذه الرسالة تصل بصورة صحيحة؟!
أطرح هذا السؤال لأنه من الواضح أن الفجوة الجيلية خصوصا بين جيل الكبار وجيل الشباب تزيد ولا تقل.
هذه الأزمة مطروحة طوال الوقت، وفى كل زمان تقريبا، لكن أتصور أنها مع ثورة التكنولوجيا صارت أكثر اتساعا.
الذى يدعونى لطرح هذا السؤال مجموعة من المؤشرات والشواهد.
قبل أيام قابلت مسئولا تنفيذيا مهما، قال إن أولاده لا يعلمون ماذا يفعل، ولا الإنجازات الكثيرة التى تحققت فى وزارته أو فى البلد بأكمله.
وبالتالى فهو لا يستطيع أن يلوم المواطن العادى، إذا كان لا يشعر بقيمة أو حتى وجود أى إنجازات تحققت. وبالتالى فهناك شىء خطأ فى الأمر ينبغى اكتشافه وعلاجه.
هذا المسئول يقول إن هناك فجوة بين الإنجازات والرأى العام، بل وهناك تصورات خاطئة لدى قطاع كبير من الطبقة المتوسطة بشأن العديد من القضايا.
هذا القطاع كما يقول المسئول يعتقد اعتقادا راسخا بأن الحكومة تركز فقط على بناء وتشييد الجسور والكبارى والبنية التحتية عموما، لكنها لا تركز على بناء الإنسان، رغم أن الأرقام ــ على عهدة هذا المسئول ــ تقول العكس، فحجم ما تم إنفاقه على قطاعات مثل الصحة والتعليم والثقافة، وكل المجالات ذات الصلة ببناء الإنسان، كبير جدا مقارنة بما تم إنفاقه على البنية الأساسية، علما أن البنية الأساسية مهمة جدا لكى نشرع فى بناء الإنسان. فالتعليم الجيد يحتاج مدرسة على الأرض، والصحة السليمة تحتاج مستشفيات وأجهزة وطرق وكبارى وطاقة.
نموذج آخر لإعلامى معروف حكى لى قبل أيام أن أولاده وأعمارهم تحت سن الخامسة والعشرين، لا يقرأون ما يكتبه، ولا يشاهدون ما يقدمه من برامج تليفزيونية. يضيف حاولت مناقشتهم أكثر من مرة، لكنهم غير مهتمين بالشئون الجارية أصلا سواء تأييدا أو معارضة.
وإعلامى آخر يقول لى إن أولاده وسائر أسرته يتابعون ما يفعله، لكنهم يتخذون موقفا معارضا تماما لما يقوله، إحساسا منهم بغياب التنوع والحرية، مما يجعلهم يتجهون لوسائل إعلام أخرى بعضها معادٍ ومتربص بالدولة كلها وليس فقط بالنظام.
ظنى الشخصى أنه لا يمكن بالمرة أن نلوم الشباب أو الشعب عموما، فإذا كان أبناء الوزير أو الإعلامى لا يتابعون آباءهم، فهل نلوم المواطنين العاديين؟!
بعض الوزراء يصر على أنه أدى رسالته وتحدث فى الصحف أو القنوات الفضائية عن أفكاره وآرائه وأن العيب على الشعب الذى لا يتابع أو يهتم!
هذا قول خاطئ بالكلية، لأن عبء توصيل الرسالة يقع على عاتق المرسل وليس على المستقبل، كما تقول أبجديات وبديهيات العمل الإعلامى. وحينما لا تصل الرسالة لمن يهمه الأمر، فالخطأ يقع على المرسل وحده ومعه الوسائل الإعلامية وليس على المستقبل الذى هو الشعب.
ربما يكون هناك خطأ فى تصميم أو مضمون الرسالة، وبالتالى لا تصل، وربما تكون الرسالة صحيحة، لكنها لا تذهب إلى الجمهور المستهدف، أو تصل إليه لكن فى توقيت خاطئ تماما.
وأفضل دليل على ذلك هو المعالجة الحكومية الخاطئة لموضوع وقانون وتداعيات التصالح فى مخالفات البناء. القانون الجديد فكرته نبيلة وهدفه سليم، لكن الحكومة أخفقت فى توصيل الفكرة للناس بصورة صحيحة، واختارت توقيتا خاطئا، ولغة تخاطب كارثية وتصرفات عشوائية، لولا أنها بدأت تتحرك فى الاتجاه الصحيح فى الفترة الأخيرة، مما نزع فتيل الأزمة، الذى كان يمكن أن ينفجر بصورة خطيرة.
لعلاج هذا الأمر تحتاج الحكومة إلى التفكير بأسلوب علمى وهادئ وواقعى، وتحتاج أن تكون رسالتها الإعلامية صادقة، وأن تكون وسائل الإعلام التى تنقل هذه الرسالة تتمتع بالمصداقية، حتى يتابعها الناس ويصدقوها. وبعد ذلك تكون هذه الرسالة الإعلامية جذابة ومن يقدمها محبوبا، وينال احترام المشاهدين والقراء. وقبل ذلك وبعده أن يكون هناك قدر كبير من التنوع والحريات فى إطار القانون والدستور. حتى يمكن جذب جيل الشباب للمتابعة والانهماك فى قضايا الوطن، بدلا من هذه العزلة الجيلية الخطيرة بين الكبار والشباب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تصل رسالة الكبار للشباب كيف تصل رسالة الكبار للشباب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon