بقلم: عماد الدين حسين
أمس الخميس الماضى انطلقت سبع رحلات طيران استثنائية لشركة مصر للطيران من القاهرة إلى واشنطن وموسكو والبحرين وبومباى وجوانزو وكازابلانكا وأمستردام، وكذلك رحلتان لشركة «إير كايرو» إلى فرانكفورت والمالديف، لإجلاء المصريين العالقين هناك، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بإعادة المصريين العالقين فى الخارج، وهو ما أكده، أمس الأول الأربعاء، حينما خاطب العالقين خلال افتتاحه بعض المشروعات القومية قائلا: «أنا بطمنكم.. حتى لو كانت ظروفنا صعبة مش هنسيبكم».
الرحلات بدأت منذ فترة، وتستمر لنهاية إبريل، إضافة إلى رحلات أخرى تمت عقب قرار تعليق الطيران بسبب انتشار فيروس كورونا، منذ ١٩ مارس الماضى.
لماذا بدأت مقالى اليوم بهذه المقدمة الخبرية؟!
الإجابة لأننى كتبت مقالا يوم الجمعة الماضى بعنوان «التواصل مع المصريين فى الخارج»، طالبت فيه الحكومة المصرية، بأن تكون أكثر تواصلا مع المصريين فى الخارج، وبكل الوسائل الحديثة، حتى تقطع الطريق على القوى الإرهابية أو التى تحاول الاصطياد فى الماء العكر.
وبعد كتابة المقال، تبين لى أن هناك العديد من النقاط، لم تكون واضحة أمامى، وأن هناك جانبا آخر من الصورة يتضمن الآتى:
منذ بداية الأزمة، تقرر تشكيل لجنة حكومية لإدارة الأزمة تتكون خصوصا من وزارة الهجرة ومعها وزارات الخارجية والصحة والطيران، ويرأسها رئيس الوزراء شخصيا، وطلبت اللجنة بيانات كل العالقين المصريين فى الخارج، وتم عمل خريطة بالجداول الزمنية المقترحة لعودتهم.
مصطلح العالقين ينطبق بالأساس على المصرى الذى سافر للخارج من أجل السياحة أو العلاج، أو الدراسة وفوجئ بإغلاق مقر السكن الجامعى، أو لأى مهة قصيرة، ومعظم هؤلاء ليست معهم نقود تكفيهم للإقامة المستمرة بالخارج، هؤلاء لهم الأولوية للعودة، وتم إعادة بعضهم، وكانت البداية من السعودية والكويت ثم إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة، وهناك رحلة يفترض أنها وصلت من كندا السبت الماضى.
فيما يتعلق بالجالية المصرية فى الكويت فما حدث، هو أن الكويت قررت أن ترحِّل كل العمالة المخالفة من كل الجنسيات وليس فقط من مصر.
الحكومة كما فهمت لم تُقصر مع هؤلاء أو غيرهم، وتم إعطاء مهلة لكل من يريد العودة لمصر أربعة أيام قبل إغلاق المطارات، وبالتالى فمن كان يريد العودة من أى بلد فى هذا التوقيت كان بإمكانه أن يفعل.
ثم إن غالبية هؤلاء كانوا يعملون بالكويت ولهم بيوت يقيمون فيها، وليسوا عالقين، ورغم ذلك فقد تواصلت معهم الحكومة، ومع السلطات الكويتية، التى قررت مشكورة أن يقضوا فترة العزل، وتقدر بأسبوعين، داخل الأماكن التى خصصتها لهم الحكومة الكويتية، حتى يعودوا مباشرة لبيوتهم فى مصر، وتم تمديد تأشيراتهم لثلاثة أشهر.
الحكومة تعاملت مع جميع المصريين بالخارج بالعدل، ولم تتخل عن الموجودين بالخليج، كما يدَّعى البعض، بل إن أولى الطائرات لإعادة المصريين بالخارج، كانت خمس رحلات من السعودية وكذلك من الكويت.
وليس صحيحا أن الحكومة لم تتواصل مع المصريين بالخارج، فوزارة الهجرة تفعل ذلك بصورة منهجية، وعرفت من زميل صحفى أن وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم تتواصل بنفسها مع بعض المصريين، وترد عليهم بنفسها، وقبل أيام شاهدت الوزيرة فيديو لسيدة مصرية تقيم فى سلطنة عمان، تشكو فيها أنها تريد أن تجمع شمل بناتها فى إنجلترا، وطلبت من بناتها التسجيل على أول رحلة عودة، وبعض القنوات الإخوانية المعادية لمصر حاولات استغلال قصة هذه السيدة التى روت الحقيقة، وفضحت من يحاول الإساءة للوطن والدولة.
أيضا تواصلت الوزيرة مع الكنيسة المصرية والبابا تواضروس، وطلبت منه مساعدة بعض المصريين العالقين فى كينيا، وقام مسئول الكنيسة المصرية هناك بفتح أبوابها للمصريين العالقين وتقديم كل أنواع المساعدة لهم.
وقبل فترة أطلقت الوزارة مبادرة «خلينا سند ليك فى الخارج»، وجوهرها يقوم على التواصل مع كل الجاليات المصرية فى الخارج، خصوصا القادرين منهم لتقديم المساعدة لأى مصرى عالق فى الخارج سواء بالمال أو الأدوية أو النصيحة حتى يعود لمصر.
عرفت أيضا من مصدر حكومى أن هناك مراحل وأولويات فى حل مشكلة العالقين، فى ضوء العديد من العوامل وأهمها الموارد والقدرة الاستيعابية واللوجيستيات، وهناك عدد كبير من المصريين يريدون العودة فورا، حتى لو كان لا ينطبق عليهم لفظ عالقين.
مرة أخرى فإن جوهر ما كتبته يوم الجمعة كان يتعلق بزاوية محددة وهى ضرورة وجود تواصل منهجى بكل الوسائل خصوصا السوشيال ميديا مع المصريين بالخارج، حتى لا نعطى فرصة لمحترفى إطلاق الشائعات والمغرضين والإرهابيين، الذين يحاولون استغلال فيروس كورونا فى الإساءة للحكومة والدولة ومصر بأكملها.