توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطنا الأحمر مع إثيوبيا هل تأخر إعلانه؟!

  مصر اليوم -

خطنا الأحمر مع إثيوبيا هل تأخر إعلانه

بقلم: عماد الدين حسين

أظن أن إجابة الرئيس عبدالفتاح السيسى على سؤال الزميل الإعلامى نشأت الديهى رئيس قناة تن ظهر يوم الثلاثاء قبل الماضى بشأن أزمة سد النهضة وحقوق مصر المائية، هى أهم إعلان سياسى مصرى فى السنوات الأخيرة.
الديهى سأل الرئيس: «سيادتكم طمأنتم العالم على تجارته بحل أزمة السفينة الجانحة فى القناة، فمتى تطمئنون المصريين على نيلهم ومياهم؟.
والرئيس رد بكلمات حاسمة جازمة وقال: «العمل العدائى قبيح، ومعركتنا فى أزمة سد النهضة معركة تفاوضية، لكن لا أحد يستطيع أن يأخذ نقطة مياه واحدة من مصر. نحن لا نهدد أحدا على الإطلاق، نحن لا نهدد أحدا على الإطلاق، ولن يتم المساس بمياه مصر، ولا أحد يتخيل أنه بعيد عن قدرة مصر والمساس بالمياه خط أحمر وسيعرض المنطقة لحالة من عدم الاستقرار، واللى عايز يجرب يجرب».
كلام الرئيس السيسى هو أهم تصريح مصرى منذ اندلاع أزمة سد النهضة حينما أعلنت إثيوبيا تحويل نهر النيل لبدء إنشاء السد فى أبريل ٢٠١١.
وأظن أن ما بعده لن يكون مثل ما قبله.
هل أخطأنا فى طريقة التفاوض مع إثيوبيا بحيث إننا حققنا لها معظم ما تريده؟
البعض يرى ذلك، والبعض الآخر يقول إنه كان ضروريا أن نقدم السبت حتى نجد الأحد.
وأنه كان ضروريا أن نبذل كل جهد وفى كل وقت وحين، لنثبت للإثيوبيين وللأفارقة والعالم أجمع أننا بذلنا كل ما نستطيع حتى لا يلومنا أحد، حينما يجد الجد ونتخذ الخيارات الصعبة.
هناك رأى يقول إن مصر كان من الضرورى أن تقول لإثيوبيا إننا لا نعاديكم وإننا لا نمانع من بناء السد طالما أن حقوقنا المائية لن تتأثر.
وهذا الفريق ـ وأنا منهم ـ أيد بوضوح مخاطبة الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب الإثيوبى عبر برلمانه حتى نبرهن للعالم أجمع أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب.
لكن فريقا آخر يرى إن الحكومات والنخب الإثيوبية لا تُكن أى خير لمصر، وأنه إذا كان مهما البرهنة على نوايانا للسلام فإن ذلك، كان ينبغى أن يتوقف فى اللحظة التى ثبت فيها تعنت وتجبر الإثيوبيين.
وهناك فريق يرى أننا أخطأنا خطأ كبيرا حينما وقعنا اتفاق المبادئ فى مارس ٢٠١٥ باعتبار أنه مثل اعترافا منا بحق إثيوبيا فى بناء السد، بل إنها بدأت البناء اعتمادا على هذه الوثيقة، وأن الإعلان لم يفيدنا بشىء.
فى المقابل فإن فريقا آخر يرى أن إعلان المبادئ هو الوثيقة الوحيدة التى تقر فيها إثيوبيا رسميا بعدم الإضرار بحصة مصر المائية، وأنها لن تشغل السد إلا بعد الاتفاق.
تقديرى أنه حينما وقعت مصر الإعلان فى الخرطوم، كانت ظروفها صعبة جدا، والتحديات والتهديدات التى تحيط بها كثيرة ومتنوعة، بل إن هناك تحالفا إقليميا ودوليا شجع إثيوبيا على الاستمرار فى بناء السد من دون أى اتفاق.
فى كل الأحوال فإن الخلاف فى التقديرات سيظل موجودا حسب الزاوية التى ينظر منه كل شخص.
وجهة نظرى الشخصية، أن مصر كان يفترض أن تعلن خطها الأحمر وتوقف مهزلة المفاوضات العبثية فى اللحظة التى هربت فيها إثيوبيا، من التوقيع على الاتفاق المبدئى فى واشنطن فى فبراير قبل الماضى. كانت تلك لحظة كاشفة عن نوايا إثيوبيا الشريرة والمراوغة وكانت إدارة ترامب تؤيدنا تماما بل إن الرئيس الأمريكى ألمح وقتها إلى حقنا فى تفجير السد.
وقتها كان هناك المزيد من الوقت، ولم تكن إثيوبيا قد نفذت الملء الأول فى يوليو ٢٠٢٠.
ورغم ذلك لا أزعم أننى أملك الحقيقة، لأننى لا أملك جميع المعلومات والتقديرات، التى جعلت مصر تتأخر كل هذا الوقت فى إعلان خطها الأحمر، والمهم بالنسبة لى أن نحافظ على حقوقنا المائية.
الحمد لله أن خطنا الأحمر تم إعلانه ورسالتنا ذهبت إلى إثيوبيا، وإلى كل من يهمه الأمر فى الإقليم وفى العالم، وكانت رسالة واضحة وحازمة وقوية، ولا لبس فيها.
حينما تعلن مصر خطها الأحمر، فالمؤكد أن لديها جميع المعلومات والبيانات والآليات والقدرات التى تطبق هذا الكلام عمليا على الأرض.
والمؤكد أيضا أننا وقبل أن نعلن هذا الخط الأحمر قد درسنا جميع الاحتمالات والسيناريوهات وردود الفعل المتوقعة من كل القوى سواء فى القارة الأفريقية أو الإقليم أو القوى الكبرى.
كلام السيسى عن حقوق مصر المائية فى منتهى الأهمية، وننتظر اليوم الذى يتم ترجمته عمليا، أو نصل إلى حل سلمى عادل وملزم بعد أن أوصلنا رسالتنا لإثيوبيا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطنا الأحمر مع إثيوبيا هل تأخر إعلانه خطنا الأحمر مع إثيوبيا هل تأخر إعلانه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon