توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية

  مصر اليوم -

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى الأولوية فى الوقت الراهن.. هل هى تنفيذ مشروع نيوم فى المملكة العربية السعودية وامتداده فى مصر والأردن، أم تحقيق تنمية مستدامة وحقيقية، أم مواجهة الإرهابيين فى المنطقة، أم أنه يمكن السير فى كل المسارات فى وقت واحد؟!

وبصورة أوضح: هل مشروع نيوم ينبغى أن يسبق القضاء على الإرهاب، أم العكس هو الصحيح؟! والسؤال الأهم هل يمكن أن يتحقق ذلك قبل تحقيق تسوية حقيقية للصراع العربى الصهيونى؟!

هذا السؤال خطر على بالى خلال اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان فى منزل السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان الذى صار وزيرا للشئون الإفريقية.

اللقاء كان يوم الإثنين الماضى، وقال خلاله ولى العهد السعودى: إن امتداد مشروع نيوم إلى مصر والأردن سيحول منطقة البحر الأحمر إلى «ريفيرا جديدة» فى إشارة إلى منطقة الريفيرا الفرنسية.

فى تقدير محمد بن سلمان أن تنفيذ هذا المشروع سيجذب ملايين السائحين الأجانب، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل، ويغير حياة وشكل هذه المنطقة تماما.

جيد أن تكون هناك مشروعات كبرى، لكن الأهم أن تأتى فى إطار رؤية شاملة للمكان والزمان والتحديات التى تواجه هذه المنطقة، حتى لا يتم إهدار الأموال فى هذه الرمال المتحركة.

مشروع نيوم يفترض أن يمتد بطول الشواطئ السعودية على البحر الأحمر، كما أن التعاون الثلاثى المنتظر بين السعودية ومصر والأردن سيكون قرب خليج العقبة. وعلى بعد أمتار من هذه المنطقة هناك إسرائيل، وعلى بعد كيلومترات قليلة هناك الإرهابيون فى سيناء، فكيف يمكن التوفيق بين كل هذه المتناقضات؟!

المنطق البسيط يقول إنه لابد من وجود تنمية شاملة فى المنطقة بأكملها، وأن يكون هناك حل حقيقى وعادل يعيد الحقوق العربية المغتصبة فى فلسطين المحتلة، وبعدها يمكن الحديث عن أى مشروعات.

لكن هناك وجهة نظر أخرى تقول إنه يمكن السير فى كل الملفات والمشروعات بصورة متوازية، لأنه لو انتظرنا القضاء على الإرهاب أو التسوية مع إسرائيل، فقد لا يتم ذلك لسنوات طويلة، فهل المنطق أن نرهن هذا بذاك، أم يتم الشروع فى التنمية، التى قد تؤدى إلى حل العديد من المشكلات؟!

فى سيناء أظن أننا فهمنا الدرس وبدأنا فى تطبيقه،الى حد ما، وهو أنه لا بديل عن التنمية الحقيقية التى تفيد البشر هناك. قد تكون طبيعة محافظة جنوب سيناء تتطلب مشروعات سياحية بحكم الطبيعة الخلابة، لكن الأمر فى شمال سيناء ومع الموجة الإرهابية العاتية يتطلب مشروعات تنموية أولا، وإقامة أكبر قدر من التجمعات والمستوطنات البشرية كى تواجه الإرهاب والمخططات الصهيونية، وظنى أنهما تهديدان متلازمان وربما متعاونان، ويستفيدان من بعضهما البعض.

رأينا المدن الجديدة والطرق والأنفاق تحت قناة السويس. وعندما يكتمل كل ذلك، أظن أنه يحق لنا وقتها القول بأن عمر الإرهاب قد قارب على النهاية.

من دون التنمية الحقيقية، فسوف يقول أهالى المنطقة فى البلدان الثلاثة: كيف يتم إنفاق مليارات الدولارات على إقامة «ريفيرا عربية» فى حين أننا لا نجد فرصة عمل أو الحد الأدنى من الحياة الكريمة؟!

نعود إلى السؤال الآخر المتعلق بدولة الاحتلال، وموقفها من هذه المشروعات، وظنى الشخصى أن إسرائيل لم تعد مشكلة بالنسبة للبلدان الثلاثة خصوصا السعودية. التسريبات المتوالية، تقول إن الأمر قد تم حسمه بالتعامل مع إسرائيل والتطبيع معها، دون الانتظار للوصول إلى التسوية.

وفى ظنى أيضا فإن إسرائيل سيكون لها دور لاحق، فى هذا التعاون الثلاثى، لأنه لا يمكن للبلدان الثلاثة أن تقيم مشروعات تتكلف عشرات المليارات من الدولارات، وهناك «وحش مرابط» يتلمظ. نتذكر جميعا الاعتراض الإسرائيلى الذى عطل إقامة الجسر البرى بين مصر والسعودية قبل ثورة يناير ٢٠١١.

أتمنى فى المشروعات الجديدة أن يتم الرهان على المستقبل، والتوازى والتناسب بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية التى تهم غالبية المواطنين العرب، وبين التنمية السياحية التى تفيد قلة خصوصا أصحاب الثروات الكبرى علينا أن نتعلم من دروس الماضى ولا نكرر الأخطاء.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية «نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon