توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعرف أولادنا عن حرب أكتوبر؟

  مصر اليوم -

ماذا يعرف أولادنا عن حرب أكتوبر

بقلم: عماد الدين حسين

 فى الخامسة من مساء يوم الجمعة الماضى كنت أمر من مدينة نصر إلى التجمع الخامس، شاهدت شبابا كثيرين يحتفلون بنصر أكتوبر ويحملون أعلام بلدهم، وفى المساء كان هناك حفل غنائى لعدد من كبار نجوم الغناء.
فى نفس الليلة تحدثت مع الإعلامى معتز الدمرداش فى برنامج ٩٠ دقيقة، وكذلك مع قناة النيل للأخبار عن مغزى وأهمية الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد.
فى المداخلتين وبعد تهنئة الشعب المصرى بهذا الانتصار العظيم، وبعد الإشادة بفكرة الاحتفالات طالبت بضرورة التأكد من مدى معرفة غالبية المصريين بانتصار أكتوبر ومعناه وأهميته.
جيد أن نحتفل بانتصار أكتوبر، وجيد أن يتجمع الناس خصوصا الشباب فى الشوارع والميادين للاحتفال بالانتصار، لكن الأهم أن نتأكد أن المحتفلين وغالبية المصريين خصوصا الشباب يعرفون ويدركون نصر أكتوبر ومعناه.
أطرح هذه النقطة لأننى أعرف أن حجم الوعى بنصر أكتوبر بل وصراعنا مع إسرائيل، لم يعد كما كان سابقا.
دليلى على ذلك أننى سألت عددا متنوعا من التلاميذ الذين يدرسون فى مدارس لغات أو أجنبية أسئلة مباشرة عما يعنيه لهم حرب أكتوبر فكانت النتيجة صادمة.
أسباب ذلك كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن مادة التربية الوطنية المقررة على طلبة الثانوية العامة خصوصا فى الشهادات البريطانية «IG» ليست مادة نجاح ورسوب.
أحد التلاميذ لم يكن قد فتح الكتاب حتى قبل الامتحان بأسبوع واحد، وعندما ناقشته، فجعت بأن المشكلة لا تخصه فقط بل تخص غالبية زملائه، الذين يتلقون تدريسا جيدا وجادا فى مدرستهم بالنسبة للغات والمواد العلمية الأخرى، لكنهم لا يكترثون كثيرا لمادة التربية الوطنية التى يفترض أنها إحدى أهم الأدوات لغرس الانتماء لبلدهم فى نفوسهم.
لا أقول إن جميع التلاميذ الصغار لا يعرفون ماذا حدث فى أكتوبر ١٩٧٣، ولكن الصورة ليست وردية، وليست كما نتمنى.
الدليل الثانى أننى شاهدت واستمعت فى السنوات الماضية لحوارات تليفزيونية ميدانية فى الشارع، لمذيع أو مذيعة تسأل عينات عشوائية من الشباب عن أكتوبر وماذا يمثل لهم؟!
الإجابات كانت أكثر من صادمة، جزء لا يعرف عن أكتوبر إلا أنها كوبرى أو جسر مهم فى القاهرة!!!، وجزء ثان قال إنها مدينة فى الجيزة، وجزء ثالث قال إنها الحرب التى انتصرت فيها مصر على إسرائيل.
وأظن أيضا أن هناك إهمالا لمادة التربية الدينية التى لم تعد مادة نجاح ورسوب، علما أنها مادة شديدة الأهمية أولا للتصدى للأفكار المتطرفة والظلامية، وثانيا للتشديد على الروادع الأخلاقية التى يتحدث عنها الدين. أتمنى أن نجد طرقا جديدة ومبتكرة لزرع الوعى فى نفوس وعقول الشباب الجديد فيما يتعلق بتاريخهم وهويتهم وانتصاراتهم المجيدة، خصوصا أننا نواجه الآن هجمة شرسة جدا، تحاول إقناعنا بأن إسرائيل دولة عادية جدا، وأن المشكلة كانت فينا نحن العرب الذين فهمناها غلط!!
قبل سنوات قليلة زرت اليابان، وكان البرنامج يتضمن زيارة متحف مدينة هيروشيما التى ضربتها الولايات المتحدة بالقنبلة الذرية فى صيف عام ١٩٤٥. فى هذا اليوم وأنا داخل متحف هيروشيما رأيت تلاميذ المدارس اليابانية يزورون المكان مع معلميهم، لكى يعرفوا تاريخهم وما الذى حدث.
نحتاج إلى وجود نشاط منظم لكى يعرف أولادنا انتصاراتنا ومعاركنا وأعداءنا الحقيقيين وأصدقاءتنا كذلك، حتى لا يتم غسل عقول هؤلاء التلاميذ حينما يكبرون سواء لمصلحة التنظيمات المتطرفة، أو الدول المعادية. أتمنى أن ينشغل المسئولون عن إعداد المناهج الدراسية والجامعية بهذه القضية، ويفكروا فى وسائل فعالة لكى نعلم أولادنا تاريخنا ومعاركنا وقضايانا الكبرى ليس بصورة صماء، ولكن بصورة جذابة وبعرض كل وجهات النظر الوطنية، حتى يكون لدينا عقول تفكر بصورة نقدية وتستطيع أن تواجه الخصوم والأعداء وما أكثرهم هذه الأيام!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعرف أولادنا عن حرب أكتوبر ماذا يعرف أولادنا عن حرب أكتوبر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon