توقيت القاهرة المحلي 07:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاقة الوثيقة بين الأنبا صمويل وشرم الشيخ

  مصر اليوم -

العلاقة الوثيقة بين الأنبا صمويل وشرم الشيخ

بقلم - عماد الدين حسين

كيف نقرأ الحادث الإرهابى الأخير، الذى استهدف أتوبيس رحلات كان متجها من سوهاج إلى دير الأنبا صمويل المعترف فى جبل القلمون الغربى، قبالة مركز العدوة فى المنيا، وأدى إلى استشهاد سبعة وإصابة سبعة آخرين، طبقًا للمصدر الأمنى؟!
حادث يوم الجمعة الماضى يمكن أن نقرأه من أكثر من زاوية.
الأولى زاوية التوقيت، فهو يريد أن يسحب الاهتمام والتركيز من افتتاح مؤتمر الشباب فى مدينة شرم الشيخ، المؤتمر بدأت فاعلياته غير الرسمية منذ الأربعاء الماضى، والرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح مسرحه الرئيسى مساء الجمعة، ثم افتتح الحدث الأصلى مساء أمس السبت. غالبية وسائل الإعلام المحلية والعربية، بدأت الاهتمام بالمؤتمر والتركيز على ندواته وورش عمله وفاعلياته، وجاء الحادث الإرهابى، ليجعل العديد من وسائل الإعلام تركز عليه، وتهتم به.
بعد الحادث بساعة واحدة تلقيت اتصالات من قناة عربية وأخرى دولية للتعليق على هذا الحادث، علما أن قناة عربية أخرى كانت تريدنى التحدث عن مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، لكنها غيَّرت جدول تغطيتها لتتحدث عن الحادث الإرهابى، إذن الإرهابيون سجلوا نقطة وحققوا هدفا مؤقتا.
فى زاوية التوقيت أيضا فإن الإرهابيين يريدون بعث رسالة لأجهزة الأمن وسائر المصريين بل والليبيين، بأن نجاح الجيش الوطنى الليبى فى القبض على الإرهابى وضابط الجيش المصرى المفصول هشام عشماوى قبل أسابيع فى مدينة درنة الليبية، لا يعنى أن عملياتهم الإرهابية سوف تتوقف. وأظن أن هذه الرسالة هدفها أن تصل أيضا إلى أولئك الذين يمولون هذه العمليات الإرهابية، حتى يستمر ضخ الأموال والإمداد بالأسلحة.
هذا فيما يتعلق بالتوقيت، لكن أظن أن الرسالة الأهم هى الموجهة من هذه التنظيمات إلى أعضائهم وأفرادهم ومؤيديهم، بأنهم لا يزالون قادرين على شن الهجمات.
المتابع لحجم ومستوى العمليات سوف يكتشف أنها تتراجع بصورة مطردة منذ بداية العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، وبالتالى فالإرهابيون يريدون أن يطمْئنوا أنصاربهم وداعميهم، بأنهم لا يزالون قادرون على التحرك والتأثير، حتى لو كان ضئيلا.
الزاوية الثانية أن الإرهابيين لا يزالون يعتقدون أن استهداف الإخوة الأقباط، سيكون له رد فعل أقوى، خصوصا فى الخارج. هم فعلوا ذلك ضد كنائس طنطا والإسكندرية والكاتدرائية، بل واستهدفوا نفس زوار هذا الدير فى مايو ٢٠١٧، وقتلوا يومها ٢٨ شخصا. لكن علينا ألا ننسى أن هؤلاء الإرهابيين عمليا لا يفرقون بين مسيحى ومسلم، والدليل هو عمليتهم الإجرامية غير المسبوقة، حينما اقتحموا مسجد قرية الروضة بوسط سيناء وقتلوا أكثر من ٣٠٠ طفل وشيخ وشاب كانوا يؤدون صلاة الجمعة قبل أكثر من عام.
وبالتالى، وحتى مع أهمية التوقيت والرسائل، فإن الإرهابيين ينفذون عملياتهم، حينما يكونون قادرين على ذلك، حتى لو لم يكن هناك توقيت معين أو دلالة خاصة بمناسبة أو حدث أو ذكرى.
الزاوية الثالثة.. نعلم تماما أن هناك صعوبة كبيرة فى السيطرة الدائمة واليقظة المستمرة لأى جهاز أمنى طوال ٢٤ ساعة وكل يوم. خصوصا إذا كانت منطقة صعبة جدا، جغرافيا كتلك المحيطة بدير الأنبا صمويل. لكن المؤكد أن هناك ضرورة للتفكير فى وسائل أخرى لضمان تقليل هذه العمليات وإجهاض معظمها قبل وقوعها. نعم يصعب تماما منع أى عمل إرهابى والدليل أن العمليات تقع كل يوم وفى كل العالم مثلما شاهدنا قبل أيام ضد أحد مراكز الشرطة فى قلب تونس، أو ضد أحد المعابد اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية. لكن أتصور أنه حان الوقت للتفكير فى استغلال التكنولوجيا لمطاردة الإرهابيين فى هذه المنطقة الوعرة جغرافيا.
الإرهاب لن يتلاشى أو يختفى بين عشية وضحاها. لكن بمزيد من اليقظة والفهم يمكن تقليل آثاره حتى نصل إلى مرحلة القضاء التام عليه. وهى مرحلة لا تخص فقط الإجراءات الأمنية، لكنها تخص المجتمع بأكمله.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة الوثيقة بين الأنبا صمويل وشرم الشيخ العلاقة الوثيقة بين الأنبا صمويل وشرم الشيخ



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon