توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عرب مع إسرائيل ضد سوريا!

  مصر اليوم -

عرب مع إسرائيل ضد سوريا

بقلم - عماد الدين حسين

كيف يمكن أن نفهم موقف مواطن عربى ينحاز إلى العدو الإسرائيلى ضد سوريا والجيش السورى والشعب السورى؟!

وأتفهم وأفهم أن ينحاز بعض العرب ضد بشار الأسد ونظامه، لصالح المعارضة المدنية السورية، بل ويمكننى تفهم أن ينحاز ضد بشار لمصلحة القاعدة والنصرة وسائر التنظيمات الإرهابية إذا كان قد أصيب باليأس الكامل أو حتى فقد عقله معتقدا أن هناك أملا فى هذه التنظيمات!

لكن أن يراهن سورى أو عربى على إسرائيل ويفرح لها ولعدوانها فذلك هو الجنون الكامل.
يوم السبت الماضى واصلت إسرائيل شن غاراتها العدوانية فى العمق السورى، واستهدفت مطار T4 شمال شرق حمص، ودمرت منشآت عسكرية، وقتلت ثلاثة سوريين، وأثناء عودتها تصدت لها أنظمة الدفاع الجوى السورى، فأسقطت إحداها، فى إجراء هو الأول من نوعه منذ حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣.

شخصيا فرحت جدا حينما سمعت خبر إسقاط الجيش السورى للطائرة الإسرائيلة ــ رغم رأيى السلبى فى نظام بشار الأسد ــ وكانت المفاجأة الكبرى لى أن هناك سوريين وعربا لم يسعدهم إسقاط الطائرة الإسرائيلية.

لم أصدق ذلك على الفور، حتى وجدت حسابات كثيرة حزينة لسقوط الطائرة الصهيونية. ثم قرأت خبرا لم أتأكد تماما من دقته، نقلا عن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، يقول بأن صالح الحموى، أحد مؤسسى جبهة النصرة السورية أى فرع القاعدة، دعا إسرائيل إلى الاستمرار فى قصف مواقع الجيش السورى، مضيفا: «سكوتكم عن تدخل إيران فى سوريا سينقلب عليكم لا محالة، فعجلوا باجتثاثه».

الحموى انفصل عن جبهة النصرة عام ٢٠١٢ وانضم إلى جماعة «أحرار الشام» الأكثر تطرفا.
مرة أخرى لا أعرف إذا كان هذا الحساب حقيقيا، أم لا، لكن الذى أعرفه جيدا أن المعنى الوارد فيه، يردده كثير من العرب كل يوم للأسف الشديد. نسمعه من أفراد وتنظيمات، بل ودول عربية، تتودد إلى إسرائيل وتتمنى أن تنوب عنها، هى والولايات المتحدة فى إسقاط الأسد، وضرب إيران.

مرة أخرى أتفهم وجهة نظر كل المعارضين لبشار الأسد ولإيران، وأتمنى أن تعود سوريا قلب العروبة النابض وليست قلب فارس الملتحفة بالراية الشيعية زورا، لكن شرط أن يتم ذلك على أساس شعبى وديمقراطى ومدنى. وليس عبر داعش والنصرة وأمثالهما.

رأيى الواضح والمسجل فى هذا المكان أن هذه التنظيمات أداة فى يد إسرائيل والولايات المتحدة، لتدمير المنطقة العربية بأكملها أو تفكيكها، وإقامة دويلات طائفية، تبرر إعلان إسرائيل دولة يهودية.
لسوء الحظ وصلنا إلى مرحلة لا يرى فيها بعضنا البديهيات وأن إسرائيل هى الذئب الذى سيلتهم الجميع، وبالتالى فعلى «الغنم» ألا تثق به تحت أى ظرف. ويفترض بعد سبع سنوات من بدء المأساة أن يكون كل الابرياء والحالمين والسذج قد أدركوا الحقيقة، وهى أن سوريا تدمرت، وصرنا نرى الجيش الذى كان يقول عن نفسه إنه «سورى وحر»، وقد تحول إلى مجرد فيلق فى الجيش التركى الذى يغزو عفرين، لمقاتلة ابناء بلدهم أكراد سوريا!

مرة أخرى رأيى فى الأزمة السورية مسجل هنا منذ اندلاعها، وكتبت كثيرا منتقدا بشدة نظام بشار، وقلت بوضوح إن مجمل سياساته المستبدة وغياب الحريات ورهاناته الطائفية، هى التى مهدت وقادت إلى هذا الوضع المأساوى، الذى يدفع ثمنه الشعب السورى الشقيق.

كنت أتمنى أن تتمكن المعارضة المدنية من الانتصار سلما فى بدايات الثورة، لكن لسوء الحظ، تدخلت قوى ودول وأجهزة لعسكرة هذه الثورة السلمية، وسرقتها حتى تفكك سوريا بالكامل وهو امر ساهم فيه نظام الاسد ايضا حتى يشيطن المعارضة المدنية.

المعارضة المدنية اختفت أو تلاشت، أو تبعثرت وما بقى لدينا هو داعش والنصرة وكل التنظيمات المتطرفة. وإذا كان الخيار بينها وبين الجيش السورى حتى تحت قيادة بشار الأسد، فالعقل السليم لا يمكن أن يراهن على هذه القوى الظلامية، وعليه أن يسعى دائما حتى تعود سوريا وطنا لكل أبنائها وطوائفها وقواها الحية. أما المراهنون على الولايات المتحدة وإسرائيل فيفترض أن يفيقوا من كل الأوهام، ولا يراهنون إلا على شعوبهم وليس على طوائفهم أو اجهزة مخابرات دولية واقليمية حولت بلدهم إلى حقل تجارب للصراعات واختبار الاسلحة الجديدة!!

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عرب مع إسرائيل ضد سوريا عرب مع إسرائيل ضد سوريا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon