توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل استفاد المواطن من نقص وزن الرغيف؟!

  مصر اليوم -

هل استفاد المواطن من نقص وزن الرغيف

بقلم: عماد الدين حسين

من العجائب أن نسمع من المتحدث باسم وزارة التموين أحمد كمال قوله: «إن المواطن استفاد من نقص وزن الرغيف».
هذا الكلام قرأته على موقع جريدة «الوطن» نقلا عن برنامج «على مسئوليتى» على قناة صدى البلد مساء الأربعاء الماضى.
المتحدث قال أيضا إنه بعد تخفيض وزن الرغيف من ١٢٠ جراما إلى ٩٠ جراما، فإن أى مخبز لن يستطيع المساس بحجمه من الآن. ولأن كلام المتحدث غير منطقى، سمعنا مقدم البرنامج أحمد موسى ــ الذى لا يشك أحد فى تأييده للحكومة ــ يرد عليه قائلا: «حضرتك مصدق الكلام ده؟!».
بيان وزارة التموين الذى صدر مساء الأربعاء الماضى، يقول إن أى نقص فى وزن الرغيف بعد التخفيض الحالى سيتم المحاسبة عليه بالسعر الحر، وفى حالة نقص الوزن عن عشرة جرامات، سيتم مضاعفة السعر، وذلك للحفاظ على أموال الدعم.
يقول البيان أيضا إنه تم توحيد أوزان جميع أنواع الخبز البلدى ليكون ٩٠ جراما للمساهمة فى ضبط وإحكام منظومة الإنتاج والرقابة.
هذا أيضا منطق غريب، ويعلم واضعو البيان أن انعدام الرقابة أو ضعفها أو عدم فعالية المنظومة الرقابية، هو الذى يتسبب فى وجود ثغرات ينفذ منها بعض أصحاب المخابز الجشعين؟!
يقول البيان أيضا: «إنه من ضمن إيجابيات القرارات الأخيرة، إعطاء أصحاب المخابز تكلفة حقيقية للإنتاج، وأن الأسعار السابقة كانت تجعلهم غير راضين، مما كان ينعكس على جودة ومواصفات الرغيف، وكان لابد من الاستجابة لمطالبهم بتعديل التكلفة، إضافة إلى التأمين على عمال المخابز».
لا أحد عاقلا يجادل فى ضرورة حصول أصحاب المخابز على حقوقهم، إذا كانت عادلة. وأى عاقل لابد أن يرحب بالتأمين على عمال المخابز، وهم جنود مجهولون يؤدون دورًا مهمًا كل يوم.
لكن الأسئلة المنطقية هى: هل كان أصحاب المخابز يخسرون فى السابق، وهل يعقل أن يستمروا فى العمل بالخسارة طوال السنوات الماضية؟!.
لو كان الأمر كذلك لأغلقوا مخابزهم واتجهوا للعمل فى مجالات أخرى.
ثم إن الجزء الأول من بيان الحكومة قال بوضوح إن معظمهم كان يبيع الخبز بأقل من وزنه بعشرين أو ثلاثين جراما لكل رغيف، فكيف يعقل أنهم كانوا يخسرون؟!
ولنفترض جدلًا أنهم لا يربحون، فهل الحل بأن يدفع المستهلك الثمن كاملا، أم يتحمله الجانبان، أم يقنع أصحاب المخابز بربح معقول؟!
مساء الأربعاء استمعت إلى النائب عمرو الجوهرى وهو يشتبك كلاميا مع المتحدث أحمد كمال الذى قال إن المواطن استفاد من نقص وزن الرغيف.
النائب قال للمتحدث إن تصريحاته وكلامه متناقض، وسأله: «أين مصلحة المواطن فى تخفيض حجم الرغيف، علما أن الوزارة حذفت ٥ ملايين مواطن من دعم الرغيف؟!».
وسأله أكثر من مرة أين ستذهب فوارق حجم الرغيف، ولماذا لم يأتِ الوزير ليخبر مجلس النواب عن قرار تخفيض وزن الرغيف، وأن الوزارة لم يكن من حقها خفض الوزن قبل استئذان مجلس النواب، حتى لو كان الأمر على سبيل التجربة.
مرة أخرى كنت أتمنى أن يكون كلام الوزارة والمتحدث باسمها مباشرا وصريحا وأكثر منطقية واحتراما لعقول المواطنين.
كان يمكنه مثلا التركيز على أن الميزانية لم تعد تتحمل الاستمرار فى إنفاق ٨٩ مليار جنيه للدعم، منها 53 مليارا لدعم الخبز، وأن سعر الرغيف فى مصر هو الأرخص عالميا، وأنه تم صرف سلع مجانية شهريا بقيمة 450 مليون جنيه ضمن فارق نقاط الخبز.
لكن التركيز فقط على أن ٣٠ ألف مخبز يعمل بها ٧٥ ألف عامل لم تستجب الدولة لمطالبهم منذ عام ٢٠١٨ برفع التكلفة رغم ارتفاع أسعار الكهرباء والسولار، فهو أمر غريب يجعل الرجل وكأنه المتحدث باسم أصحاب المخابز وليس وزارة التموين!.
أما أطرف ما قاله المتحدث فهو أن أى مواطن يكتشف وجود نقص فى الوزن عليه أن يتصل فورا بالخط الساخن لحماية المستهلك وهو ١٩٥٨٨ أو الخط الساخن لمجلس الوزراء وهو ١٦٥٢٨.
جيد أن يكون هناك خط ساخن للشكاوى، لكن هل يعتقد المتحدث أن غالبية سكان الريف، حينما يذهبون إلى المخابز ويكتشفون وجود نقص فى وزن الرغيف، هل يعرفون آلية الاتصال بالخط الساخن أو البارد ؟!!.
أليس الأجدى أن يمارس بعض مفتشى التموين عملهم الذى يتقاضون عليه أجرا، ويطبقون القانون بأقصى درجة ممكنة على أصحاب المخابز المخالفين؟!
والسؤال الأخير: من المفترض أن يراقب رغيف الخبز خارج منظومة الدعم؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل استفاد المواطن من نقص وزن الرغيف هل استفاد المواطن من نقص وزن الرغيف



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon