توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل بايدن منشغل بالعرب؟

  مصر اليوم -

هل بايدن منشغل بالعرب

بقلم: عماد الدين حسين

هل العرب ومنطقة الشرق الأوسط فى مرتبة متقدمة على جدول اهتمام إدارة الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن، أم أنها ليست كذلك؟.
فى تقرير مهم لمجلة بوليتكو الأمريكية يوم الثلاثاء قبل الماضى نفهم أن المنطقة، ليست حتى موجودة فى المرتبة الثالثة، لكن الواقع الذى لمسناه خلال الأيام الماضية، يشير إلى أن اهتمام أمريكا بالمنطقة ما يزال قويا، والدليل العملى هو الموقف الأخير للإدارة الأمريكية من السعودية على خلفية تقرير الـ cia عن مقتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى، إضافة إلى تأكيدها المستمر، بأن ملف حقوق الإنسان سيكون محوريا فى علاقاتها مع العالم عموما، والمنطقة خصوصا.
نعود إلى تقرير المجلة يوليتكو، وللموضوعية فإن ما ذكرته ليس سبقا صحفيا، أو اكتشافا جديدا، بل هو يكاد يكون تحصيل حاصل.
بايدن بدأ ينفذ بالفعل ما أعلنه خلال حملته الانتخابية. على سبيل المثال نفذ وعده، بوقف تأييد السعودية فى حربها ضد الحوثيين فى اليمن، وألغى قرار ترامب بتصنيف «الحوثيين» كجماعة إرهابية. ونفذ وعده أيضا بتجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية، وبعض دول الخليج.
والأهم أنه بدأ يلمح إلى محاولة إحياء الاتفاق النووى «٥+١» مع إيران، وهو الاتفاق الذى ألغاه ترامب إرضاء لإسرائيل.
وقبل أيام سحب بايدن قرارا كانت الإدارة السابقة قد أرسلته للأمم المتحدة يطالب بتجديد العقوبات الدولية الشاملة ضد إيران.
وفى تقدير البعض فإن يأس بايدن من المنطقة وصل إلى حد عدم الاتصال بأى رئيس أو مسئول بارز فى المنطقة، باستثناء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحتى هذا الحليف الاستراتيجى اتصل به فقط بعد شهر من توليه منصبه، وبعد أن اتصل مع العديد من زعماء وقادة أوروبا وآسيا، وقبل أيام اتصل بالعاهل السعودى، بعد تردد طويل، وبعد الاتصال رأينا علاقات البلدين تنزلق إلى منحدر، لم تشهده منذ عقود.
بايدن محبط هو وإدارته من الشرق الأوسط، ومشاكله وهمومه. وللموضوعية أيضا فإن هذا التوجه، لا يخص بايدن بمفرده، أو حتى كل إدارته، لكنه توجه بدأ بالأساس قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ونتذكر ما سمى وقتها بـ«عقيدة أوباما» فى حواره الشهير مع الصحفى جيفرى جولدبرج فى الفصلية المعروفة «ذا اتلانتيك»، والتى ألمح فيها بوضوح إلى ضرورة الانسحاب التدريجى من منطقة الشرق الأوسط ومشاكلها.
وللموضوعية أيضا فإن مواقف بايدن، حتى، قبل أن يصبح نائبا لباراك أوباما، يمكن أن تشكل نقطة إضاءة وفهم لمواقفه الراهنة.
على سبيل المثال خلال وجوده فى الكونجرس نائبا، فقد صوت ضد محاولة غزو العراق فى شتاء ١٩٩١، بعد إنجاز مهمة تحرير الكويت، لكنه صوت مع غزو العراق فى مارس ٢٠٠٣، حينما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. والمعروف أنه أعرب عن أسفه لاحقا لتأييده لهذا الغزو. وفى عام ٢٠٠٧ اقترح بايدن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات طائفية شيعية وسنية وكردية.
وخلال وجوده نائبا لأوباما انتقد بايدن العديد من حلفاء واشنطن فى المنطقة، واعتبر سياساتهم، سببا أساسيا فى صعود تنظيم داعش.
نسمع ونقرأ الآن، لبعض كبار مساعدى بايدن يقولون إن الإدارة الجديدة مصممة على عدم الغرق فى مشاكل الشرق الأوسط، وأنهم سوف يوجهون معظم جهدهم لمسائل عالمية يرونها أكثر إلحاحا، وعلى حد بعض التسريبات فى الأيام الأخيرة فإن الأولوية الأولى لإدارة ترامب، هى آسيا والمحيط الهادى، وفى القلب منها الصين، ثم أوروبا، ومعها حلف الأطلنطى، وثالثا نصف الكرة الغربى أى كندا والمكسيك وجوارهما.
وبعد ذلك يمكن أن تأتى أى قضية أخرى، وعلينا أن نتذكر أن إدارة بايدن عادت بالفعل لاتفاقية باريس للمناخ، التى ألغاها ترامب. السؤال الجوهرى الذى يهمنا إذا صح توقع مجلة بوليتكو بان إدارة بايدن تنوى حتى عدم الانهماك فى قضايا المنطقة بقوة، فمن يا ترى الذى يفترض أن يتقدم كى يملأ هذا الفراغ، وما هى النتائج المترتبة على ذلك، بالنسبة لنا نحن العرب وخصوصا لمصر؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل بايدن منشغل بالعرب هل بايدن منشغل بالعرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon