توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للأسف كورونا.. مستمر لسنوات

  مصر اليوم -

للأسف كورونا مستمر لسنوات

بقلم: عماد الدين حسين

يبدو والله أعلم أن نمط الحياة الطبيعى والذى تعودنا عليه قبل ظهور فيروس كورونا، لن يعود أبدا، وأنه ينبغى علينا أن نعود ونمرن أنفسنا على نمط حياة جديد، تكون فيه الكمامة وجميع الإجراءات الاحترازية، خصوصا التباعد الاجتماعى، رفيق درب وحياة.
هذا التوقع المتشائم ليس اجتهادا منى، لكنه رأى وتوقعات صدرت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية من أكثر من جهة علمية وبحثية.
يوم السبت قبل الماضى «٣ فبراير» وفى رسالة مفتوحة نشرتها مجلة لانسيت الطبية المرموقة، حذر خبراء الأمراض من أن تطوير اللقاحات الجديدة، لن ينهى الجائحة ما لم تحصل جميع البلدان على جرعات بطريقة سريعة وعادلة، وأن تخزين اللقاحات فى البلدان الأكثر ثراء، لن يؤدى إلا إلى إطالة أمد حالة الطوارئ الصحية العالمية.
هؤلاء الخبراء حذروا من أن «قومية اللقاح»، قد تؤدى إلى إفشال مبادرة «كوفاكس» التى تهدف إلى إيصال اللقاحات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
كاتب الرسالة الرئيسى أوليفييه ووترز من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، قال إن الحقيقة الصارخة هى أن العالم يحتاج الآن إلى جرعات أكبر من اللقاحات المضادة لكوفيد ــ ١٩، أكثر من أى لقاح آخر فى التاريخ، من أجل تحصين عدد كاف من الناس ليحقق مناعة عالمية.
قبلها بيوم فإن الهيئة الأوروبية للصحة، نبهت إلى أن كورونا يمكن أن يبقى بيننا لفترة طويلة، وعلينا الاستعداد لذلك. أندريا آمون مديرة المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها قالت إن بقاء كورونا هو الأكثر ترجيحا، لأنه تكيف فى شكل كبير مع الإنسان، وبالتالى علينا أن نستعد لفرضية أنه باقٍ بيننا. وحسب المسئولة عن هذه الهيئة ومقرها ستوكهولم، فإنه لن يكون الفيروس الأول الذى سيبقى بيننا دائما.
شهادة ثالثة وردت فى تقرير قاتم لوكالة بلومبيرج يوم الأحد قبل الماضى «٧ فبراير»، تقول إن الفيروس قد يستمر لمدة عشر سنوات، حتى يتم تطعيم العدد الأكبر من سكان العالم، لأن تطعيم عدد أقل يمكن أن يجعل الفيروس ينتشر من دون رادع، ولا تتحقق مناعة القطيع، التى يقول خبراء إنها تحدث حينما يتم تطعيم ٧٥٪ من «السكان بشكل كامل. وإذا كانت أمريكا ستحصل على هذه المناعة العام المقبل، فإن دولة أوروبية مثل البرتغال ستحتاج إلى ٤ سنوات، والصين إلى سبع سنوات، إذا استمرت الوتيرة الراهنة فى عمليات التوزيع والتطعيم.
شهادة رابعة جاءت على موقع «انسايدر بيزنس» يوم الجمعة قبل الماضى، على لسان علماء يثيرون مخاوف من طفرات وسلالات ستكون أكثر عدوى وقادرة على تجاوز الحماية التى توفرها اللقاحات.
يقول العلماء: لا أحد يعرف كيف ستنتهى المرحلة الثالثة من الوباء، وبالتالى فهناك أسئلة حائرة بلا إجابة، مثل هل تنشر سلالة جديدة من دون أن يتم اكتشافها، أم أنها كامنة فى الزاوية، وما مدى فاعلية اللقاحات الموجودة على المدى الطويل، ومتى يمكننا التفكير فى العودة للمدارس والمكاتب والجلوس، مع الأقارب والأصدقاء الأكبر سنا؟.
الموقع نقل عن الدكتور لارى كورى، وهو عالم فيروسات فى مركز فريدها تشينسون لأبحاث السرطان قوله: «البديهية الأولى للأمراض العصرية، هى ألا تقلل من شأن العامل المرضى أبدا».
ورغم عدم وجود يقين كامل بأى شىء، فإن غالبية العلماء كما يقول الموقع، قد قبلوا حقيقة مؤسفة، وهى أنه من المرجح أن يكون فيروس كورونا جزءا من حياتنا إلى الأبد».
أما لدى العلماء المتفائلين فإن الأمل للبشرية، هو أن يتحول الفيروس إلى مرض خفيف شبيه بالأنفلوانزا، بدلا من أن يتحول إلى تهديد مميت طويل الأمد. ولأنه من المستحيل تطعيم الجميع سنويا ضد الفيروس، وبما أن الناس يحتاجون إلى لقاحات قوية مستمرة وقادرة على مواجهة كل تحورات وسلالات الفيروس، فالمرجح جدا أن يستمر الفيروس معنا لفترات طويلة.
تلك هى الصورة التى يراها خبراء كثيرون. أتمنى أن تكون هذه التوقعات خاطئة، حيث نعود إلى حياتنا الطبيعية القديمة بأسرع ما يمكن، لكن من الواضح للأسف الشديد أن حياتنا الطبيعية من الآن فصاعدا، سوف تتضمن وافدا أو صديقا دائما اسمه «فوبيا كورونا»، حتى لو كان صديقا غير مرغوب فيه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للأسف كورونا مستمر لسنوات للأسف كورونا مستمر لسنوات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon