توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مسألة الأيام والسنين

  مصر اليوم -

فى مسألة الأيام والسنين

بقلم : عماد الدين حسين

النهارده الأربعاء أول يوم فى السنة الميلادية الجديدة ٢٠٢٠. لا أؤمن كثيرا بمسألة اختلاف السنوات بعضها عن بعض، أو أن هذه السنة أفضل من غيرها، أو العكس، ولا أؤمن بنظرة البعض، بتف

الأيام والأسابيع والشهور والسنوات هى نتاج أعمالنا خيرا أو شرا، وبالتالى فإن تعليق فشلنا أو تقصيرنا أو إهمالنا على الأيام، هو عملية هروب مكشوفة، ثم إن محاولة تصوير سنة على أنها جيدة أو سيئة، مسألة غير علمية بالمرة، لأن الأيام متداخلة بعضها البعض، وما يمكن اعتباره حدثا مهما فى سنة معينة، قد يكون بدأ بالأساس فى السنة التى سبقتها أو اكتمل فى السنة التى تليها.

الزمن محايد تماما، ونحن نصبغه ونلونه بأعمالنا وأفعالنا ومواقفنا ومشاعرنا. وبالتالى فإن ما يفعله بعضنا على صفحات السوشيال ميديا، ينتمى فقط إلى عالم الخرافات !!
أصدقاء كثيرون يكتبون على صفحاتهم أن يوم «الثلاثاء» يوم نحس وصعب وسيئ!!! لا أعرف من الذى بدأ هذه التقليعة الغريبة، لكنها انتشرت كالنار فى الهشيم، صدقها البعض، وبدأ يكررها، حتى اعتقد البعض أنها أمر مسلم به وبديهى. قد يكون من بدأ ذلك شخص، تعرض لموقف صعب فى أحد أيام الثلاثاء، لكن المؤكد أن هناك الملايين غيره، فى كل أنحاء العالم، قد صادف أحداثا طيبة فى اليوم نفسه!!

آخرون يكتبون أن سنة ٢٠١٩ مثلا كانت الأسوأ. هو أمر يتكرر لدى البعض فى كل السنوات تقريبا. المشكلة ليست فى ٢٠١٩ أو غيرها من السنوات. المشكلة فينا نحن وليس الزمن، الذى يفترض ألا نسبّه، كما ورد فى الحديث الشريف.

علينا أن نلوم أنفسنا فقط، ونحاسبها بجدية، بدلا من تعليق الفشل على الأيام والسنين.
البعض الآخر يكتب أنه متفائل بالسنة الجديدة. نعم شىء طيب جدا أن نتفاءل، لكن على أى أساس بنينا هذا التفاؤل؟!
تخيلوا أن طالبا فى شهادة مدرسية، اعتمد هذا المنهج، ولم يذاكر أو يجتهد، فالمؤكد أنه سوف يرسب، وبعدها تجده يتهم السنة بأنها كانت
«تعيسة وبائسة وكبيسة، وكان باين عليها من الأول !!!». هذا المنهج فى التفكير ليس قاصرا على بعض طلبة المدارس والجامعات، ولكنه يمتد إلى تفكير بعض المسئولين، الذين يكون اعتمادهم الأساسى على الحظ أو الدعاء أو الغرق فى الأساطير والتفاؤل والتشاؤم.

هم لم يستعدوا ويتأهلوا ويتدربوا، ويبذلوا الجهد الكافى للنجاح. وحينما يفشلون، يتهمون الأيام والسنين! المأساة أن من يؤمن بهذه الخرافات ليس فقط بعض الأميين، ولكن العديد من المتعلمين، بل من يحملون شهادات عليا جدا، ودرسوا فى أرقى الجامعات والمعاهد المصرية والعالمية.
حينما أقرأ بعض هذه العبارات الخرافية على صفحات بعض هؤلاء المتعلمين والجامعيين، أتعجب من أنهم يفكرون بمثل هذه الطريقة. وبالتالى يكون السؤال المنطقى هو: كيف وصل بعضنا إلى هذه الحالة التى تجعله يرمى كل إخفاقاته على شماعة الزمن؟!

لست خبيرا فى علم النفس أو الاجتماع أو السلوكيات البشرية، لكن أظن أن الحالة التى وصل إليها التعليم فى العقود الماضية كانت السبب الأساسى فى هذه الحالة.
لم يعد هناك معلمون كثيرون يتفرغون لتربية الأولاد بالصورة الصحيحة، لأن حالهم «يصعب على الكافر» ثم إنهم هم أنفسهم لم يتلقوا تعليما نقديا وتقدميا. والعامل الآخر المهم هو «التدين الشكلى» الذى يقتصر على الطقوس والأزياء، بعيدا عن جوهر كل الأديان التى تدعو إلى التفكير والتدبر وأعمال العقل.

بعض هذه النماذج تذهب ليل نهار إلى المساجد والكنائس، لكن عقولها تنتمى إلى عالم ما قبل ظهور الأديان، يمارسون كل السلوكيات المتناقضة مع التوحيد وعدم الشرك بالله.
يضاف إلى ذلك منظومة القيم الحاكمة لأى مجتمع، وهل هى تمجد التفكير العلمى المنظم، أم «إلغاء العقل والفهلوة وشغل الثلاث ورقات» وكل ما ينتمى إلى عالم الخرافات والأساطير؟!!

عموما، كل عام، وكل الشرفاء فى مصر والوطن العربى والعالم بألف خير. وعام سعيد على الجميع بالعمل والاجتهاد والمثابرة وأعمال العقل وترك الخرافات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مسألة الأيام والسنين فى مسألة الأيام والسنين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon