توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

11 مليون قرص مخدر!

  مصر اليوم -

11 مليون قرص مخدر

بقلم: عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية من توجيه ضربة قوية لتجار المخدرات، حينما ضبطت حاوية قادمة من دولة عربية، عبر ميناء دمياط البحرى وبداخلها ١١ مليون قرص كبتاجون المخدر، بقيمة تصل إلى ٣٨٥ مليون جنيه تقريبا.
الحاوية كان مسجلا أنها تحتوى على فلاتر مياه داخل ١١٨ كرتونة، وتم وضع أقراص المخدرات داخلها.
وفى يوم ٢٠ نوفمبر الماضى تمكنت نفس الإدارة من ضبط ثلاث حاويات قادمة من الخارج إلى ميناء الإسكندرية، كانت أوراقها الرسمية تقول إنها تحتوى على ورق الغار «اللورى»، لصالح شركة استيراد وتصدير بمحافظة الإسكندرية، لكن أصحابها قاموا بإخفاء ٢٫٥ طن من مخدر الحشيش بقيمة تصل إلى ٢٠٠ مليون جنيه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وضبط شخصين يقيمان فى مدينة نصر متهمين فى هذه القضية.
والتقديرات أنه تم ضبط مخدرات خلال أسبوعين فقط بقيمة تزيد على مليار جنيه.
هذان الخبران الفاصل بينهما لا يزيد على ثمانية أيام، وهما يكشفان حجم الخطر الكبير الذى يتهدد مصر من جراء تجارة المخدرات.
هذه التجارة المدمرة، ليست مجرد تاجر وبضاعة، ولكنها فى جزء كبير منها يتورط فيها أجهزة ودول تستهدف دولا أخرى لتدميرها بصورة بطيئة، وأحيانا يمكنك أن تحقق أهدافك بالمخدرات، حينما تفشل فى تحقيقها بالسياسة أو الاقتصاد، وكلنا يتذكر، كيف نجح الاستعمار الإنجليزى فى إنهاك الشعب الصينى بالأفيون.
فى القضايا الأخيرة أولا: لابد من توجيه التحية والتقدير والتشجيع لكل من ساهم فى ضبط هذه الشحنات الضخمة، التى إن تمكن أصحابها من إدخالها، كانت ستعنى مزيدا من المدمنين فى مصر.
ثانيا: إذا كانت إدارة المخدرات مشكورة نجحت فى إجهاض هذه الشحنات، فكم شحنة مماثلة يحتمل أن تكون قد دخلت إلى البلاد؟!
ثالثا: أعرف أن التحديات التى تواجه مصر كثيرة ومتنوعة، من أول الإرهاب إلى نقص الموارد إلى مياه النيل إلى التهديدات التركية والإسرائيلية، بل وأحيانا ممن نحسبهم «إخوة وأشقاء»، لكن أتمنى أن نبدأ فى التركيز أكثر على سلاح المخدرات التى يهدد شبابنا بصورة خطيرة.
كتبت قبل ذلك وأكرر الآن، أن خطر المخدرات وصل إلى الريف، بصورة خطيرة. آباء مسافرون فى الخارج يكدون ويتعبون من أجل تعليم أولادهم ومعيشتهم، وأمهات لا يستطعن أن يفعلن كل شىء، ويعجزن عن تربية هؤلاء الشباب، والنتيجة هى إدمان البعض للمخدرات، بحجة أنها عنوان الرجولة.
بعضنا كان يظن فى الماضى أن السجائر هى الرجولة! ثم وصلنا إلى قاع جديد بأنواع متعددة من المخدرات خصوصا الرقمية.
إدارة المخدرات وسائر إدارات وزارة الداخلية تبذل جهودا جيدة لمكافحة المخدرات، ووزارة التضامن الاجتماعى تبذل جهودا مماثلة فى مجالها، خصوصا مبادرات «أنت أقوى من المخدرات»، وكذلك الكشف المفاجئ على سائقى سيارات النقل والمدارس والموظفين. لكن من الواضح أن حيل وأساليب المهربين متجددة ومتنوعة، والدليل هو استمرار نشاط تجار المخدرات.
لا نريد أن نكرر خطورة هذه الظاهرة، خصوصا نوعية الجرائم الجديدة التى تجعل شبابا صغيرا يرتكبون جرائم خطيرة بمنتهى السهولة، والسبب الوحيد هو المخدرات. علينا أن نحلل بهدوء نوعية الجرائم الأخيرة فى المجتمع، من أول بعض سائقى التكاتك نهاية ببعض جرائم الطبقة الراقية، وسوف نكتشف أن المخدرات كانت عنصرا أساسيا فيها.
وزارة الداخلية أدت دورها فى كشف الشحنات الأخيرة، والسؤال هل أدت بقية أجهزة ومؤسسات وهيئات المجتمع الأخرى دورها؟!!
ماذا فعلت المدارس والمساجد والكنائس والنقابات ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، فى مقاومة إدمان المخدرات والسهولة النسبية التى تنتشر بها؟!
الدولة تبذل جهودا كبيرة فى عملية البناء والتنمية، لكن من المهم أن يتواكب مع ذلك تحصين وحماية المجتمع خصوصا الشباب من إدمان المخدرات، لأنه إذا فشلنا فى ذلك لا قدر الله، فسوف تذهب كل جهودنا سدى.
أظن أنه حان الوقت لكى يتم شن حرب لا هوادة فيها ضد الإدمان والمدمنين خصوصا كبار التجار ومموليهم وداعميهم فى الخارج.
هؤلاء أخطر مئات المرات من الإرهابيين، على الأقل الإرهابى نعرف أنه عدو ظاهر، فى حين أن تاجر المخدرات يعيش بيننا ويدمر شبابنا ويتظاهر بالعكس!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

11 مليون قرص مخدر 11 مليون قرص مخدر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon