توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحل مكان أمريكا فى المنطقة؟

  مصر اليوم -

من يحل مكان أمريكا فى المنطقة

بقلم: عماد الدين حسين

من الذى سيلعب دور ضابط الإيقاع الرئيسى فى المنطقة العربية عموما، والشرق الأوسط خصوصا، إذا نفذت الولايات المتحدة توجهها بالانسحاب من مشاكل المنطقة، والتوجه أكثر إلى جنوب شرق آسيا؟!
بالأمس تحدثنا عن مؤشرات الانسحاب، رغم وجود مؤشرات أخرى تقول إنه يصعب انسحاب أمريكا تماما من المنطقة. وكما كتب نديم قطيش فى الشرق الأوسط أمس: «فإنه حتى لو ترك بايدن المنطقة، فإن هذه المنطقة لن تتركه»!!.
منذ انهيار الاتحاد السوفييتى والكتلة الشرقية أوائل التسعينيات، وانفراد الولايات المتحدة، بكونها القوة العظمى الأولى والرئيسية، فى العالم، صارت هى ضابط الإيقاع الرئيسى، فى المنطقة العربية، خصوصا حينما جاءت قواتها، وساهمت فى إخراج القوات العراقية من الكويت أوائل عام ١٩٩١. منذ هذا الوقت، وواشنطن هى من يتخذ القرارات المصيرية فى المنطقة، وتبارك الانتقالات السلمية وغير السلمية للسلطة فيها. وسمعنا من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب يقول بوضوح إنه لعب دورا واضحا فى بعض عمليات انتقال السلطة فى منطقة الخليج، بل وسمعناه يتحدث بصراحة مفجعة مطالبا العديد من بلدان المنطقة بأن يسددوا ثمن الحماية الأمريكية لبلدانهم وعروشهم وأنظمتهم.
محاولات وراثة الدور الأمريكية، بدأت حتى قبل أن تفكر واشنطن فى الخروج من المنطقة.
ولدينا بالفعل محاولات محمومة، لوراثة الدور الأمريكى.
فى المقدمة تأتى روسيا الموجودة فى المنطقة منذ منتصف الخمسينيات، دورها تراجع لأسباب متعددة، لكنها تحاول تعزيز دورها بطرق وأساليب كثيرة.
هى موجودة بالفعل فى سوريا بقوات عسكرية لعبت الدور الأبرز فى منع سقوط نظامها على أيدى القوى المتطرفة والإرهابية.
وموسكو تحاول بلا يأس التمدد فى المنطقة بأكملها من ليبيا غربا إلى الخليج شرقا عبر العديد من الوسائل، من أول الدبلوماسية نهاية بالتدخل الخشن مرورا بالاقتصاد، والنفط والغاز، وعروض علنية بالحماية.
اللاعب الأبرز الثانى هو إيران. هى دولة كبرى لا شك وصاحبة حضارة كبيرة. ترفع شعارات إسلامية، لكن جوهر سياستها قومى فارسى، وأهم أذرعها للتدخل والهيمنة بعض الأذرع الطائفية فى العديد من بلدان المنطقة خصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن، إضافة للخليج العربى.
شاه إيران كان شرطى المنطقة نيابة عن أمريكا والغرب، وإيران الخومينية تريد أن تستعيد نفس الدور لكن بلافتة إسلامية، ومعضلتها أن غالبية العرب ينظرون لها بصورة سلبية، بسبب تدخلها الفج فى شئونهم الداخلية.
اللاعب الثالث هو تركيا، التى تلعب بنفس الطريقة الإيرانية، لكن مع فارق بسيط هو أن لافتتها سنية. رئيسها رجب طيب أردوغان يطمح أن يكون السلطان أو الخليفة لكل المسلمين، وذراعه الرئيسية هى جماعة الإخوان، التى تصنفها دول عربية كبرى كجماعة إرهابية، ويتوجس منها بقية العرب إلا قليلا.
وبجانب اللافتة الطائفية، لجأ أردوغان إلى التدخل العسكرى المباشر، كما فعل ويفعل فى العراق وسوريا وليبيا، فى حين يستخدم دبلوماسية المساعدات والموانئ البحرية فى أفريقيا. مطامع أردوغان صارت مكشوفة، ورغم ذلك هو تسويق نفسه كفتوة للمنطقة مقابل التهديدات الإيرانية.
اللاعب الرابع هو إسرائيل، والواقع العملى يقول إنها الرابح الأكبر من كل التطورات التى حدثت فى المنطقة منذ عشر سنوات.
وبعد أن كانت تتخفى وراء واشنطن بحثا عن مكسب هنا أو هناك، صار عدد كبير من البلدان العربية يخطب ودها، كى تحل محل أمريكا. إذا قررت الخروج، ورأينا فى الشهور الأخيرة تطبيعا عربيا سريعا ومجانيا ومفاجئا وفى بعض اللحظات عبثيا.
هناك طبعا محاولات أوروبية متناثرة هنا وهناك خصوصا من فرنسا، مثلما حاولت مثلا فى لبنان أو ليبيا، لكن معظم المحاولات الأوروبية كانت زيلية أى مرتبطة بأمريكا بالأساس.
كنا نتمنى أن يكون هناك فى المقدمة «اللاعب العربى» سواء كان جامعة الدول العربية، أو عبر تحالفات ثنائية أو متعددة، لتكون قادرة على ضبط الإيقاع إلى حد كبير، لكن للأسف الشديد ظلت أحوالنا تتدهور، حتى سمعنا أن البعض قد يتحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران!
وللأسف الأكبر أنه لا يلوح فى الأفق أى أمل لإفاقة عربية تمنع هذا الانهيار فى كل المجالات، من أول المفاهيم والقيم، التى كنا نظن أنها ثابتة، نهاية بالاستقلال الفعلى للأوطان.
السؤال: ما الذى يجب أن تفعله مصر فى ظل هذه التغيرات، خصوصا ما يتعلق بحماية أمننا القومى وفى مقدمته مياه النيل؟.
الحديث موصول إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحل مكان أمريكا فى المنطقة من يحل مكان أمريكا فى المنطقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon