توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طارق شوقى.. والذين عارضوه

  مصر اليوم -

طارق شوقى والذين عارضوه

بقلم - عماد الدين حسين

بالأمس كتبت مشيدا بقرار الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، الخاص بالتراجع التكتيكى، بتأجيل تطبيق نظام التعليم الجديد على المدارس التجريبية.

واليوم أحاول أن أناقش قضية ــ أراها ــ فى غاية الأهمية مرتبطة بتطورات الأحداث فى هذا الملف.

أولا أعرف وأدرك أن الوزير تعرض لحملة شنيعة من الهجمات والانتقادات بعضها موضوعى، وغالبيتها هدامة.

بل إنه من الغريب أن هناك قوى داخل الحكومة نفسها، وبعض مؤسسات الدولة، ربما تكون تورطت فى عملية استهداف الوزير.

شوقى قال فى كلمته خلال اجتماع لجنة التعليم المنعقدة بالبرلمان قبل أيام: «إن نصف المتظاهرين أمام وزارة التربية والتعليم اعتراضا على مشروع تطوير التعليم ليس لديهم أبناء، ولازم تعرفوا إن فيه جروبات على الواتس آب، وفيه ناس بتدفع، لازم نفهم مين بيوجه الناس دول».

بالطبع هناك مافيات ولوبيات تدافع عن مصالحها أو مفاسدها واحتكاراتها، ومخطئ من يقلل أو يستهين بهذه المافيا، لكنه مخطئ أكثر من لا يعرف كيفية التعامل مع هذه اللوبيات وهزيمتها.

البعض يقول أن الخطأ الذى وقع فيه الوزير أنه لم يمهد للنظام بصورة جيدة.. وانه كان مطلوبا منه جمع أكبر قدر من الخبراء والمختصين وأولياء الأمور لمناقشة المشروع بصورة جادة وموضوعية حتى يمكن الوصول لاتفاق بشأنه.

لكن الوزير يرد علي هذا الانتقاد بالقول: «إزاى لما نيجى نعمل حاجة كويسة يعاملونا معاملة الأعداء، إحنا بنصلح القرف الموجود، فيه.. ولاد بيطلعوا المرحلة الخامسة والسادسة الابتدائية مش بيعرفوا يقرأوا.. إحنا قربنا نموت من التواصل، إحنا مفيش حد تواصل قدنا، مش عارفين نشتغل من التواصل، وأنا مش عارف ايه هو الحوار المجتمعى أكتر من اللى بنعمله الحقيقة؟!».

هنا يقول المعارضون ان العبرة بالتواصل هي الوصول لنتيجة، أى إما الموافقة الكاملة اوالنسبية او الرفض، شرط أن تكون هناك آلية حرة وشفافة للوصول إلى هذه النتيجة.

أتفق مع الوزير في أن هناك أصواتا عالية حاولت الغلوشة على الموضوع. هو يقول: «إن النظام الجديد لا يتحدث عن إلغاء مدارس بل الأنظمة داخل المدارس ولم نتحدث عن اللغة، وتصدير قضية غير الواقع هذا أمر آخر، ومفيش حاجة اسمها تعريب ولا إلغاء للمدارس التجريبية».

يقول أيضا: «نحن لم ولن نستهدف المدارس التجريبية، بل بها 851 مدرسة من أصل 59 ألف مدرسة، والمستهدف نظام تعليم يليق بمصر، وما أثير عن المدارس التجريبية هو تفسير أحد الأشخاص لبيان إعلامى، والمدارس الحكومية تمثل 86% من إجمالى المدارس، وهى تدرس عربى، وبالتالى لا نعرب مدارس هى بالعربية من الأساس».

إذا كان الأمر كذلك فكيف تمكنت بعض وسائل الإعلام من قلب الطاولة على الوزير؟ هل الأمر لقوة فيها أم لضعف فى الوزارة، او ان بعض أجهزتها اخفق فى توصيل الرسالة بوضوح؟!.

النقطة الأخرى، وهى أنه اذا كانت القوى المعارضة شخصنت الأمر، فإن هناك قوي كثيرة لها تحفظات واعتراضات على النظام الجديد.

فى كل الأحوال ما تم من تعديل مفيد للمجتمع من جهة قد لا يلتفت إليها كثيرون، وهى أن المجتمع عندما يكون منظما يمكنه إقناع الحكومة بتعديل أو تأجيل تطبيق قرارات وإجراءات جوهرية.

المهم أن نبتعد عن لغة التخوين والعمالة والتآمر. علينا أن ننظر إلى الجانب المهم فى الموضوع، وهو أن تتعلم الحكومة وسائر الوزارات كيفية عرض القضايا الجوهرية على المجتمع، بصورة صحيحة وعلمية ومنظمة، وأن تتعامل مع الأمر باعتباره أمرا سياسيا وليس فنيا أو تكنوقراطيا فقط!!!. وفى المقابل أن تتوقف بعض المنابر الإعلامية عن التعامل مع أى قرار أو توجه حكومى باعتباره قرارا خاطئا ومدمرا حتى قبل مناقشته.

عندما يحدث ذلك فإن العديد من القضايا ستجد طريقها للحل، أما استمرار هذا الاستقطاب فى العديد من المجالات فإن آثاره شديدة السوء.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق شوقى والذين عارضوه طارق شوقى والذين عارضوه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon