توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستوطنات سيناء البشرية

  مصر اليوم -

مستوطنات سيناء البشرية

بقلم: عماد الدين حسين

الذى سيوجه الضربة القاضية للإرهاب فى سيناء، ولكل المخططات الشريرة التى تحاك ضد هذه المنطقة الغالية من تراب هذا الوطن، هو أن يتم تنميتها بصورة شاملة واستراتيجية وبالأخص بزرعها بأكبر قدر من المستوطنات البشرية.
أقول ذلك بعد أن حضرت افتتاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكى فى شرق التفريعة ببورسعيد قبل نحو أسبوعين، وهى المنطقة الواقعة إداريا فى نطاق محافظة شمال سيناء، واستمعت إلى إرهاصات قد تقود إلى بدء التفكير الجدى فى تنفيذ هذه الاستراتيجية.
يومها قال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال إحدى مداخلاته فى الاحتفالية: «مش هنسيب سيناء بس تعالوا معانا وعيشوا واستثمروا فى بحيرة المنزلة وغيرها من المشروعات فى هذه المنطقة وغيرها من مناطق سيناء».
المفترض أن هناك تصورا متكاملا لتعمير وتنمية سيناء فى إطار المنطقة الاقتصادية لإقليم قناة السويس، الذى يبدأ من العين السخنة جنوبا إلى بورسعيد وسيناء شمالا، مرورا بالسويس والإسماعيلية وجنوب سيناء فى الوسط والشرق.
فى إطار هذا المشروع الأضخم سيكون تطهير بحيرة المنزلة، من كل العشوائيات والتعديات حتى تعود لحالتها الطبيعية. وفى إطار هذا المشروع أيضا بناء العديد من المدن مثل الإسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة وبئر العبد. وضمن هذا المشروع أيضا هناك زراعة نحو ٤٥٦ ألف فدان بوسط وشمال سيناء بمياه سيتم معالجتها بالطريقة الثلاثية عبر ترعة السلام. والمفترض أنه يجرى الآن إنهاء البنية الأساسية لرى وزراعة هذه المساحة، على أن يتم ذلك بداية من ٣٠ يونية المقبل. وحينما يتم إنجاز مشروع المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى، فسوف يساهم ذلك فى إعادة الحياة لبحيرة المنزلة التى عانت كثيرا من التعديات والعشوائيات، وكذلك بسبب الصرف الصحى فيها، مما أثر على جودة وكميات الأسماك فيها.
ظنى الشخصى، ومن خلال الحديث مع أكثر من مهتم بهذه القضية، فإن أهم متغير حدث بالنسبة لتعمير سيناء بطريقة صحيحة، كان إنشاء الأنفاق أسفل قناة السويس القديمة والجديدة بواقع نفقين عند الإسماعيلية ونفقين عند بورسعيد، إضافة لنفق الشهيد أحمد حمدى عند السويس. هذه الأنفاق جعلت زمن عبور السيارة بين سيناء والوادى لا يزيد على خمس دقائق، بعد أن كان يصل أحيانا إلى خمس ساعات عبر المعديات، خصوصا أن كوبرى السلام كان دائم الإغلاق لأسباب مختلفة. الأنفاق هى أفضل هدية لأبناء سيناء، فى حركتهم وتنقلاتهم، وهى مفيدة أيضا لعبور السلع والخدمات بحركة التجارة بين مصر والمشرق العربى خصوصا منطقة الخليج. لكن الأهم من كل ذلك، أنها قد تساعد فى إقناع عدد كبير من أبناء الوادى والدلتا بالتحرك نحو سيناء والاستيطان فيها، أو حتى العمل والاستثمار كمرحلة أولى.
سهولة التنقل والحركة والمواصلات خطوة مهمة أساسية، والمفترض أن يعقبها العديد من المشروعات الاستراتيجية الكبرى خصوصا البنية التحتية، ومشروعات تجعل المواطنين يقبلون على الانتقال للمكان. كنا فى الماضى نتحدث بشعارات وجمل عاطفية عن لماذا لا ينتقل المصريون إلى سيناء ليعمروها ويزرعوها. ثم اكتشفنا أنه لا يمكن للناس أن تنتقل وتتوطن هناك إلا إذا كانت هناك طرق وكبارى ومدن تشمل المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس ومحطات الكهرباء والمياه وجميع ما يحتاجه الناس من أجل الحياة الطبيعية، وبالطبع لابد من وجود مصانع ومزارع يعملون بها ويكسبون منها، حتى يكون هناك حافز ودافع للانتقال.
جنوب سيناء نجحت فى بناء مدن سياحية متميزة، خصوصا فى شرم الشيخ التى تحولت إلى مقصد سياحى عالمى لكن السياحة وحدها مع كل أهميتها، لا تبنى عمرانا كاملا والدليل أنه مع حوادث إرهابية، مثل سقوط الطائرة الروسية، أو انتشار أوبئة وفيروسات مثل كورونا، أو أى مشكلة أو كارثة بشرية أو طبيعية، فإن السياحة توقفت تقريبا فى كل العالم، وعندنا فى معظم المقاصد السياحية خصوصا شرم الشيخ.
ما نريده فى سيناء خصوصا شمالها مستوطنات بشرية كثيفة، تتضمن حياة كاملة، بحيث تنتهى خرافة أن سيناء أرض فراغ بلا بشر، وبالتالى يسهل فصلها عن الوادى والدلتا، سواء بالحروب العسكرية المباشرة كما حدث أعوام ٤٨ و٥٦ و٦٧ و١٩٧٣، أو بترك الإرهابيين يتولون تنفيذ هذه المهمة بالنيابة منذ عام ٢٠١١ وحتى هذه اللحظة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستوطنات سيناء البشرية مستوطنات سيناء البشرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon