توقيت القاهرة المحلي 10:09:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إثيوبيا تحترم القوة فقط

  مصر اليوم -

إثيوبيا تحترم القوة فقط

بقلم: عماد الدين حسين

أى مراقب عادل ومنصف لمفاوضات سد النهضة، منذ كان مجرد فكرة فى شتاء ٢٠١١، وحتى الآن، سوف يدرك بوضوح أن إثيوبيا تتهرب وتماطل وتسوّف وتراوغ، ثم أخيرا تريد فرض أمر واقع على مصر والسودان؟!
فما هو الحل للخروج من هذه المعضلة؟!
لا أدعى معرفة كاملة بكل المعلومات والتفاصيل وما يدور فى المفاوضات أو حتى الوساطات ـ إذا وجدت ــ لكنى وبالحكم على نتيجة المفاوضات، فقد صرت على يقين كامل، بأنه لابد من التوقف عن الوقوع فى اللعبة الإثيوبية السخيفة التى نجحت للأسف فى شراء واستهلاك الوقت طوال عشر سنوات كاملة.
أعرف أيضا أنه لا يوجد حل سهل ومضمون يعيد الأمور إلى نصابها، أى يعيد تأكيد حقوقنا التاريخية، إذا استمرت استراتيجية التفاوض مع إثيوبيا بشكلها الراهن، لكن لابد من كسر هذه الملهاة العبثية التى أغرقتنا فيها إثيوبيا.
هل تحدث معجزة ويتغير السلوك الإثيوبى؟
سألت هذا السؤال لأكثر من مسئول على مستويات مختلفة ولمراقبين ومحللين يتابعون هذا الملف منذ فترات طويلة، وكانت إجاباتهم موحدة مع اختلاف الكلمات وهى لا.
طريقة حكومة إثيوبيا لن تتغير، ولن تقدم أى بوادر حسن نية ما لم تشعر أنها مهددة، وأنها ستدفع ثمنا باهظا نظير سلوكها المتعجرف.
قلت وقال غيرى مرارا وتكرارا إن إثيوبيا نجحت فى استنزافنا دبلوماسيا وتفاوضيا وسياسيا منذ سنوات، من أول المفاوضات الثنائية إلى الثلاثية إلى إعلان المبادئ إلى التفاوض فى واشنطن، والاتفاق الفعلى ثم الهروب، وبعدها ذهبنا فى جلسة يتيمة لمجلس الأمن، وتواطأت معها جنوب إفريقيا للتفاوض داخل الاتحاد الإفريقى، وضيعنا وقتا طويلا هناك، ثم انسحبت السودان من المفاوضات العبثية.
ويوم الأحد الماضى أعلن وزير الرى والمياه الإثيوبى، سيليشى بيكيلى، الانتهاء من بناء 78% من سد النهضة. كما أعلنت إثيوبيا أنها سوف تقوم بالملء الثانى للسد فى الصيف المقبل، بعد أن نفذت الملء الأول فى يوليو الماضى بصورة منفردة.
إثيوبيا ترفض وبوضوح شديد، أى اتفاق ملزم وتسعى لاتفاقيات جزئية، بلا التزمات جوهرية، فما هو الحل؟!
أقترح على ذوى الشأن البحث والتفكير فى حل مختلف يجعل إثيوبيا تعود إلى رشدها.
هذا الحل المختلف ليس بالضرورة أن يكون عسكريا، هناك حلول أخرى يمكن أن تؤدى نفس الغرض.
هى تصر على أن تستمر فى مسلكها الراهن والسافر والمتحدى والمتعجرف، معتقدة أن مصر ستقبل الأمر الواقع فى نهاية المطاف.
وظنى الشخصى أننا إذا سمحنا لإثيوبيا بالوصول إلى الملء الثانى من دون اتفاق، فإنها ستعلن وقتها انسحابها الكامل من المفاوضات الشكلية، وتتركنا نصدر البيانات والإدانات فقط، بل ربما قد نتفاجأ وقتها أو بعدها بقليل بأديس أبابا تقطع عنا المياه أو تعرضها للبيع!!
حينما يتحدث الناس عن الحلول غير التفاوضية فإنهم يحصرون الأمر فى قصف السد عسكريا، أو شن حرب على إثيوبيا.
أظن أن هناك مجموعة واسعة من الخيارات غير التفاوضية وغير الحربية، بمعنى أن هذه الخيارات تقع بين التفاوض العبثى والحرب الشاملة. يمكننا أن نفكر فى خيارات تقنع إثيوبيا بأنها لن تستمتع بالسد ومياهه وطاقته ما لم توقع اتفاقا ملزما وعادلا معنا.
يمكننا أن نخبرها أننا لن نقصف السد نفسه، لكن محطات الكهرباء التى ستنقل الكهرباء منه إلى سائر أنحاء البلاد لن تعمل، وأن تعطيلها وإخراجها عن العمل أمر ليس صعبا. ويمكننا أن نخبرها ونخبر من يساندها ويدعمها أنها لن تنعم بالتنمية، إذا لم تنعم مصر بالأمان المائى.
علينا ألا نتوقف عن الذهاب لكل المحافل الإقليمية والدولية من الاتحاد الإفريقى لمجلس الأمن وما بينهما من منظمات وهيئات واتحادات ودول كبرى وصغرى، حتى نقنع الجميع بأننا جربنا كل الحلول السلمية، لكن وبالتوازى علينا أن نجرب حلا مختلفا، لأن التجربة التاريخية مع الحكومات الإثيوبية المختلفة تقول شيئا واحدا، وهو أنهم لا يحترمون غير القوة الواضحة والسافرة والغاشمة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا تحترم القوة فقط إثيوبيا تحترم القوة فقط



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 22:23 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية
  مصر اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن بداياته الفنية

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon