توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان؟

  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان

بقلم : عماد الدين حسين

صباح السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان: «سباق انتخابات ثنائى.. أم ثلاثى؟»، تساءلت فيه هل سيكون السباق الانتخابى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وسامى عنان وخالد على، أم بين السيسى وخالد على فقط؟

فى إحدى فقرات المقال قلت بالنص: «هل سيستمر عنان فى السباق الانتخابى أم لا؟.. استمعت إلى الصديق عبدالله السناوى وهو يتحدث للزميل أحمد عثمان فى قناة العربية صباح أمس مستبعدا أن يكمل عنان السباق لنهايته. شخصيا لا أملك معلومات ولكن تخمينى يكاد يوصلنى إلى نفس النتيجة التى توصل إليها السناوى ما لم تحدث معجزة».

هذا ما كتبته وللأمانة كانت عندى بعض الإشارات التى تقول إن عنان لن يصل إلى السباق النهائى لأسباب متعددة، وصباح يوم الاثنين الماضى كنت أناقش زملائى فى إدارة تحرير الشروق فى التصور النهائى للمرشحين وقلت لهم نصا: «أراهنكم على عزومة غداء لمدة أسبوع متواصل إذا دخل عنان الانتخابات».. وجميعهم أحياء يرزقون!!

مرة أخرى لم تكن عندى معلومات موثقة من مصادر رسمية بأن عنان لن يكمل السباق، لكننى قرأت مجموعة من المؤشرات والأخبار المتناثرة والحكايات المبعثرة والتصريحات الغامضة، والتهديدات المتعلقة بمحاربة الفاسدين، ثم وجدت كلام الصديق عبدالله السناوى لقناة العربية فاتكأت عليه.

أمس تم التحفظ على عنان، وإحالته إلى التحقيق بعد بيان القوات المسلحة أمس. هذا البيان وجه لعنان اتهامات مباشرة بالتحريض المباشر ضد القوات المسلحة، وإحداث الوقيعة بينها وبين الشعب، والتزوير فى المحررات الرسمية بما يفيد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة على غير الحقيقة، وعدم الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له.

من أى زاوية يمكن فهم تطورات القبض على عنان، تمهيدا لمحاكمته، بعد ان حلم البعض بوصوله لمنصب رئيس الجمهورية؟

الإجابة هى أنه لا يمكن فهم الأمر وقصره على المخالفات الدستورية أو اللوائح والقواعد والقوانين.
بالطبع هى محددات مهمة، لكنها لم تكن بمفردها هى التى قادت إلى التطورات الدراماتيكية التى شهدناها طوال الأيام الماضية، منذ إعلان سامى بلح من حزب «مصر العروبة» لترشح عنان، وانتهاء بالقبض على عنان أمس.

ظنى الشخصى أن عنان لم يقرأ المشهد السياسى فى مصر قراءة دقيقة، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه أحمد شفيق قبل انسحابه.

تقديرى أن شفيق يمكن أن نلتمس له عذرا كبيرا، لأنه كان مقيما فى الإمارات، منذ مغادرته القاهرة إلى أبوظبى منتصف يونيه عام 2013 عقب خسارته الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل أمام مرشح جماعة الإخوان الرئيس الأسبق محمد مرسى.

شفيق لم يرَ كل التطورات التى حدثت فى مصر، وتصور الرجل أن الحياة تجمدت فى مصر عند اللحظة التى غادرها فيها، ولم يتخيل أن غالبية المصريين التفوا حول عبدالفتاح السيسى الذى غامر وخلصهم من كابوس الإخوان.

لكن ما هو عذر عنان؟ الرجل مقيم فى مصر ويعرف إلى حد ما كامل الصورة والتحديات والظروف وكل شىء والمؤكد أكثر أنه يدرك أن التجربة الديمقراطية المصرية لا تشبه ما يحدث فى دول اسكندنافيا، أو غالبية بلدان الغرب!!

أقول ما سبق ليس ذما أو إدانة لعنان أو شفيق، ولكن أتحدث من زاوية سياسية وليست قانونية أو دستورية.

العقبات أمام عنان كانت كثيرة من أول ضعف التوكيلات، مرورا بالبلاغات الموجودة فى القضاء وبعضها يتحدث عن كسب غير مشروع واتهامات بالتزوير فى محررات رسمية، نهاية بعدم قراءة الواقع بشكل صحيح وتلك هى الخطيئة الكبرى التى وقع فيها.

سيقول البعض ولكنك تنسف اساس التعددية واللعبة الديمقراطية وتحاول التماس اعذار لاجراءات قد تكون انتقامية؟

والاجابة هى لا واطلاقا.. لكن من المهم ان نفهم الواقع الذى نعيش ونتحرك فيه، وكل الظروف المحيطة.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان كيف يمكن فهم ما حدث لعنان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon