توقيت القاهرة المحلي 15:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

25 يناير.. الذين حلموا بالعيش والحرية

  مصر اليوم -

25 يناير الذين حلموا بالعيش والحرية

بقلم: عماد الدين حسين

بعد عشر سنوات كاملة مايزال البعض يصر على الخلط عمدا أو بحسن نية بين ثورة الشعب خصوصا الشباب، فى ٢٥ يناير ٢٠١١، وبين ركوب جماعة الإخوان الإرهابية لهذه الثورة، وخلفها بعض القوى ذات المصالح.
غالبية من خرجوا فى ٢٥ يناير ٢٠١١، والأيام الـ ١٨ التالية لها، حتى تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كانوا يريدون العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهى شعارات أظن أنه لا يوجد عاقل فى أى مكان بالعالم يختلف معها من قريب أو بعيد، إلا إذا كان فى قلبه مرض أو فى عقله مس!
أنا كنت واحدا من الذين تواجدوا فى ميدان التحرير يوم ٢٥ يناير، وبعض الأيام التى تلته، وكنت موجودا يوم الجمعة ١٨ فبراير٢٠١١، حينما تنحى مبارك فى الخامسة مساء. يومها فرحت وهللت مثل معظم المصريين. كانت عندى آمال عظيمة فى المستقبل، كانت زوجتى معى وغادرنا الميدان ليلا عائدين إلى البيت، وأتذكر جيدا أننى رغم فرحى، حاولت كثيرا تهدئة حماسها بأن «الجو صار بديعا والدنيا ربيعا»، وقلت لها إن الطريق لن يكون سهلا ومليئا بالورود، لأن التحديات والظروف صعبة وكبيرة للغاية داخليا وخارجيا.
لكن للموضوعية لم أكن أدرك خطورة جماعة الإخوان والقوى السلفية المتطرفة، التى تمكنت من السيطرة على مجمل المشهد السياسى، بعد أن سيطرت على الشارع والميدان وقتها. هى تمكنت من الاستحواذ والتكويش على البرلمان بمجلسيه ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، فى ظل ضعف القوى السياسية والحزبية المدنية، التى تقاعست كثيرا لكنها للموضوعية، تعرضت لحصار طويل وممتد طوال ثلاثين عاما هى عمر نظام حسنى مبارك.
غالبية من تواجدوا فى ميدان التحرير طوال الـ ١٨ يوما، كانوا شبابا مثل الورد، يأملون فى حياة مختلفة، سيادة القانون على الجميع وتعليم وصحة وخدمات متطورة، ودولة مدنية حقيقية.
ركوب جماعة الإخوان للثورة ومحاولات تكويشها على كل مؤسسات الدولة والمجتمع، أيقظ كل المخاوف فى نفوس المواطنين والقوات المسلحة والشرطة.
ما سهل هذا التكويش ــ إضافة لضعف وهشاشمة الأحزاب والقوى السياسية المدنية ــ أن العديد مما سمى بائتلافات شباب الثورة كان شديد الهشاشة، وأقرب إلى المراهنة السياسية، الأمر الذى مكن جماعة الإخوان من ضرب هذه القوى بالقوات المسلحة والشرطة، تم ضربها ببعضها البعض كى يسهل عليها الانفراد بالمشهد، وهو ما حدث حينما تركت بعض الشباب يشتبك مع قوات الأمن فى شارع محمد محمود والميدان، وتفرغت هى للانتخابات!!
المشاهد والأحداث والأسرار والتسريبات والتحالفات التى ظهرت فيما بعد أوضحت أن كثيرا من الناس تصرفوا بتلقائية، ولم يكونوا يعرفون «غدر الإخوان» أو «كيد المتربصين»، أو «صعوبات الواقع وتعقيداته»، وبالتالى كان منطقيا على بعض من نزلوا للتظاهر فى يناير، وأصيبوا بالإحباط أن يشعروا بحنين جارف للأيام التى سبقت ٢٥ يناير.
الموضوعية والأمانة تحتمان علينا أن نفرق بين من خرجوا فى يناير مطالبين بدولة مدنية حقيقية، وبين من حاولوا سرقة الثورة وعملوا لمصلحة قوى خارجية، وبين بعض الشباب الذين لم ينضجوا سياسيا.
٢٥ يناير كانت حلما جميلا من أجل الحياة الكريمة، ودولة القانون والدستور. فشلها لا يعيب من آمنوا بها، ولكن يعيب من جعلوها تفشل وسهلوا فشلها.
ربما تكون ميزة ٢٥ يناير، وكل ثورات الربيع العربى، أنها كشفت الواقع العربى على حقيقته. هى أظهرت أيضا أننا متأخرون عقودا وربما قرونا عن العالم المتقدم، وأن أمراض القبلية والجاهلية والتطرف والتخلف والاستبداد ماتزال كامنة فى نفوس معظمنا، وليس فقط فى عقول حكوماتنا وأحزابنا السياسية.
ثورة ٢٥ يناير جعلت معظمنا يدرك خطورة القوى المتاجرة بالإسلام، والتى كانت تتخفى خلف شعارات عمومية تدغدغ مشاعر البسطاء، ثم استفقنا على كابوس كبير أنها تعمل على جرنا جميعا لقرون مضت، ولا تستنكف أن تكون أدوات فى يد قوى خارجية لتدمير كل المنطقة، من أجل أن تبقى هى فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

25 يناير الذين حلموا بالعيش والحرية 25 يناير الذين حلموا بالعيش والحرية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon