توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناة مصر الأولى

  مصر اليوم -

قناة مصر الأولى

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن أن تنجح تجربة «القناة الأولى» فى شكلها الجديد، فى وقت يعيش الإعلام المصرى المقروء والمرئى أصعب فتراته؟!

ابتداء من السابعة من مساء أمس الأول السبت، انطلق الشكل الجديد للقناة الأولى، بالتليفزيون المصرى بمجموعة متنوعة من البرامج الجديدة والمختلفة على رأسها برنامج السهرة الرئيسى «مصر النهاردة» الذى يقدمه إعلاميان متميزان مهنيا هما خيرى رمضان ورشا نبيل، إضافة إلى تجديد برنامج «صباح الخير يا مصر».

يفترض أن «وكالة أخبار اليوم» هى التى تدعم الشكل الجديد، كما أن برامج كثيرة سوف تدار على أساس اقتصادى، ومدى قدرتها على تغطية نفقاتها إعلانيا، بل وتحقيق هامش من الربح.
هناك دعم كبير من جانب الحكومة وأجهزة الدولة لدعم التجربة الجديدة، والشخص الذى تمكن من إقناع خيرى رمضان، ورشا نبيل ببدء هذه التجربة أو المغامرة يستحق التحية والتقدير، المؤكد أن هناك نوايا حسنة كثيرة تريد إصلاح التليفزيون المصرى ماسبيرو، لكن نعلم جميعا حجم التحديات والعقبات الكثيرة التى ينبغى أن تكون ماثلة أمام أصحاب التجربة الجديدة، حتى يكونوا قادرين على التغلب عليها.

المبنى يحتاج إلى نحو ٢٥٠ مليون جنيه شهريا تقريبا كمرتبات للعاملين الذين يتراوح عددهم بين ٣٥ ــ ٤٠ ألف موظف وهناك أيضا تحدى إدارة هذا المكان الصعب، الذى يتراكم فيه تراث طويل من الروتين القاتل والترهل المميت، رغم أنه أيضا به العديد من الكوادر البشرية التى تبدع خارج المبنى، لكنها محاصرة بقيود كثيرة فى الداخل، هناك أيضا المقاومة الداخلية من «جيش كبير من الموظفين» لأى تطوير لأنه يهدد استمرار ترهله.

لكن التحدى الحقيقى الذى يواجه التليفزيون المصرى عموما والقناة الأولى وقطاع الأخبار خصوصا، هو نوعية المحتوى المفترض أن تقدمه أولا، ويكون قادرا على جذب المشاهدين ثانيا.
السؤال الجوهرى فى هذا الصدد هو: ما هو حجم مساحة الحرية المتاح أمام التجربة الجديدة؟!
خلال استعراض ملامح التجديد والتطوير ليلة السبت، كانت هناك فقرة متميزة مع مجموعة من المواطنين، تحدثت من الشارع عما تتمنى أن تراه.

المواطنون طالبوا بأن تعبر القناة والتليفزيون المصرى عموما عنهم وعن همومهم ومشاكلهم وأحوالهم، وأن تعكس الحقيقة كما هى، وليست كما يرددها المسئولون فى تصريحاتهم الوردية.
التقرير تم عرضه بأمانة، ولو أن القناة استجابت لهذه التوصيات فستصبح بالفعل «قناة مصر الأولى»، وليس فقط كما هو وارد فى الحملة الإعلانية التى غزت الشوارع منذ أسابيع.

برنامج «مصر النهاردة» القديم والذى كان الأفضل فى التليفزيون المصرى قبل ثورة ٢٠١١، نجح، بسبب هامش الحرية الذى حصل عليه، ولا تزال المعادلة أو الخلطة صالحة، بمقدار هامش الحرية الذى سيحصل عليه البرنامج الجديد، فسوف تزيد فرص النجاح له.

لست قادما من الفضاء حتى يتصور البعض، أننى أطالب بتحول التليفزيون المصرى، بين يوم وليلة ليصبح مثل الفضائيات الغربية، لكن على الأقل أن يصبح تليفزيونا لكل المصريين فعلا، طالما كانوا تحت راية ومظلة القانون والدستور والدولة المدنية.

يوقن كل المراقبين أننا نعيش تقريبا «إعلام الصوت الواحد» الآن، وبالتالى نتمنى أن تتبنى القناة الأولى سياسة التنوع، وفتح أبوابها لكل الأصوات الوطنية، طالما كانت تقدم آراء موضوعية، هذا التمنى ليس فقط حبا أفلاطونيا لحرية الصحافة والإعلام، ولكن ــ ومن وجهة نظر برجماتية فإن الكثير من المصريين انصرفوا عن مشاهدة الفضائيات عموما، والتليفزيون القومى خصوصا، بل أن بعضهم بدأ يشاهد فضائيات الإخوان التى تبث من قطر وتركيا وبريطانيا.

نحتاج فعلا إلى تليفزيون قومى، ينافس على أسس حقيقية، ويقدم برامج متميزة وجذابة، تراعى كل الأذواق، وتقدم وجبة دسمة ومتنوعة من البرامج، ونشرات أخبار رشيقة، تراعى المهنية أولا قبل أى شىء آخر، نحتاج قناة تقدم برامج مبهجة بجانب البرامج الجادة، حتى يعود التليفزيون المصرى لكل المصريين.

كل التمنيات الطيبة للتجربة الجديدة بالنجاح، والشكر لكل من يقف وراءها وأمامها.. ويظل السؤال: ماذا تريد الدولة من ماسبيرو وهل ستواصل دعم التجربة حتى النهاية؟!


نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة مصر الأولى قناة مصر الأولى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon