توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

45 دقيقة مع وزير خارجية فرنسا

  مصر اليوم -

45 دقيقة مع وزير خارجية فرنسا

بقلم: عماد الدين حسين

فى الرابعة إلا ربع من عصر يوم الأحد الماضى، كان مفترضا أن ألتقى وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان مع خمسة من الأصدقاء والزملاء الكتاب والصحفيين، هم عمرو الشوبكى وعلاء ثابت وياسر عبدالعزيز وأكرم ألفى ودينا زهرة، فى فندق ملاصق لمطار القاهرة.
اللقاء تم بمبادرة كريمة من السفارة الفرنسية بالقاهرة، وروعى أن يكون فى نهاية زيارة الوزير الفرنسى، بحيث يغادر بعدها مباشرة عائدا إلى باريس.
قبل اللقاء التقى الوزير الفرنسى مع السفير سامح شكرى وزير الخارجية، ثم التقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وبعدها مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
اللقاء الأخير طال أكثر من الموعد المحدد له، ولذلك فإن الوزير الفرنسى جاء إلى لقائنا فى الخامسة والنصف مساء وجلسنا معه ٤٥ دقيقة.
لم يكن اللقاء مؤتمرا صحفيا، حيث إن الوزير فعل ذلك عقب لقائه وزير خارجيتنا فى مقر الوزارة. كان اللقاء محاولة من الوزير ليوضح وجهة نظر بلاده فى الأزمة التى بدأت بذبح مدرس تاريخ فرنسى شمال باريس على يد شاب شيشانى متطرف احتجاجا على قيام المدرس بعرض صور الإساءة إلى نبينا الكريم محمد (عليه الصلاة والسلام) فى الفصل الدراسى.
غالبية العالم الإسلامى بمعتدليه ومتطرفيه غضبوا من التصريحات التى قالها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وفُهم منها أنه يخلط بين الإسلام كدين والتطرف والإرهاب، وأن ديننا يعانى من أزمة.
نعرف جميعًا أن الغضب امتد إلى غالبية العالم الإسلامى، وأن فرنسا تحاول من وقتها التوضيح بأن التصريحات تم إخراجها من سياقها.
زيارة لودريان كانت فى هذا الإطار، وتم اختيار مصر لكونها واحدة من أكبر الدول الإسلامية، وبها الأزهر الشريف، الذى كان موقفه حازمًا فى هذا الشأن.
كما أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، كانت موفقة وواضحة، وخلاصتها أن الحريات لا يمكن أن تكون مبررا للإساءة إلى الأديان والأنبياء.
حينما جاء دورى فى الحديث قلت للوزير الفرنسى: «لماذا لا تتحلُّون بالشجاعة وتعتذرون للعالم الإسلامى عن تصريحات الرئيس ماكرون التى أراها غير موفقة، خصوصًا أن المتطرفين فى عالمنا العربى والإسلامى استغلوها بمهارة لتصوير الأمر على أنه صراع بين الإسلام والمسيحية؟.
الوزير الفرنسى أصر على أن ماكرون لم يخطئ، ولم يتحدث عن الإسلام بسوء، وأن الجميع فهم الأمر خطأ، وأن بلاده تكنُّ كل التقدير للإسلام، وتراه جزءا من تاريخ فرنسا، وأن مشكلتها فقط مع المتطرفين باسم الدين. وهذا المعنى كرره الوزير فى الرد على كل أسئلة ومداخلات الزملاء الخمسة.
هو قال إن اللقاء مع شيخ الأزهر كان طيبا، وأنه تم الاتفاق على استمرار النقاش والتواصل مع الإمام الأكبر، بما يعنى أن الأزمة لم يتم حلها بالكامل، خصوصا أن بيان الأزهر عقب اللقاء كان واضحًا منه أن الإمام الأكبر أسمعَ الوزير الفرنسى كلامًا واضحًا وبلغه صريحة لا تزويق دبلوماسيًا فيها، ومفادها أنه ينبغى التوقف عن الإساءة للدين وللرسول تحت راية حرية التعبير، وأن الأزهر سيلاحق المسيئين أمام المحاكم الدولية.
خلال لقائنا مع الوزير كان واضحًا بأن الدولة الفرنسية لا يمكنها أن تمنع الناس من حرية التعبير أو من حرية الاعتقاد، لكنه قال إن هذه الحرية مسئولية صاحبها، وليست باسم الدولة الفرنسية، وأن كثيرين لا يريدون أن يستوعبوا أن ذلك حجر الأساس فى سياسة فرنسا وهويتها.
ياسر عبدالعزيز سأل الوزير: لو افترضنا أن رسامًا آخر قام بنشر رسوم مسيئة للرسول، هل ستسمحون بها؟ إجابة الوزير كانت نعم ضمنية.
وعمرو الشوبكى، قال له إن هناك مشكلة بأن بلدية باريس الرسمية سمحت بوضع الرسوم على منصاتها، وعلى فرنسا أن تتحاور وتناقش العرب والمسلمين وتتفهم مشاعرهم فيما يتعلق بالرسول ورمزيته، وعلاء ثابت سأله عن دور أردوغان فى إشعال الأزمة، وما هو موقف فرنسا من استفزازات تركيا المستمرة فى شرق المتوسط.
الوزير لودريان يعرف المنطقة جيدا، وهو صديق حقيقى لمصر، وأتصور أنه نجح إلى حد ما فى مهمته، لكن مرة أخرى أتصور أن ماكرون أخطأ من البداية بتصريحاته التى كانت تحتاج فقط توضيحا أو استدراكا يقول: «إننا لا نخلط بين الإسلام والتطرف». وبالتالى فإنه أهدى كل المتطرفين، خصوصا أردوغان، هدية لا تُقدر بثمن، فبعد أن كان غالبية العرب يتحدثون عن مقاطعة البضائع التركية، صار غالبية المسلمين يتحدثون عن مقاطعة البضائع الفرنسية!!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

45 دقيقة مع وزير خارجية فرنسا 45 دقيقة مع وزير خارجية فرنسا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon