بقلم: عماد الدين حسين
ظهر يوم الأحد قبل الماضى، قلت للواء هشام البرادعى مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون: «أتمنى أن تتوسع وزارة الداخلية فى الزيارات التى تنظمها للإعلاميين والحقوقيين للسجون بحيث تشمل كل السجون، خصوصا تلك التى تتحدث تقارير عن أنها شديدة الحراسة، وأن الأوضاع بها ليست على ما يرام».
اللواء البرادعى قال بوضوح: «سيتم تحقيق ذلك فى القريب العاجل، ونحن لا نخفى شيئا، والسجون مفتوحة أمام الجميع، وفى أى وقت».
كلمات اللواء البرادعى لاقت استحسان الوفد الإعلامى والحقوقى الذى زار سجن القناطر الخيرية، وضم العديد من أعضاء قادة وكوادر بعض المنظمات الحقوقية المصرية وعددا قليل جدا من الإعلاميين وفضيلة الشيخ على جمعة. أعضاء الوفد سألوا اللواء البرادعى بصيغ مختلفة عن نفس الموضوع وكان رده طوال الوقت هو: «الواقع أمامكم وأنتم قابلتم المسجونين فى العديد من السجون، ودوركم هو نقل الحقيقة للناس، خصوصا أننا نجحنا والحمد لله فى الخروج سالمين من جائحة كورونا».
البرادعى قال: «لا نفرق بين المتهمين على أى أساس سواء كان دينيا أو أيديولوجيا، وأى مسجون هو إنسان بالنسبة لى، وفى اللحظة التى يدخل فيها السجن، ننسى كل شىء عن هويته، باستثناء أنه إنسان. هو جاء إلينا ليقضى فترة عقوبة محددة، وطالما التزم بالقانون، فسوف يجد منا كل ترحيب وتقدير».
الدكترة نيفين مسعد الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، سألت عن ضرورة زيارة الزنازين، فرحب اللواء البرادعى ووعد بتطبيق ذلك فى أقرب وقت.
قلت للواء البرادعى أيضا: «طالما أن الوزارة لا تخشى شيئا، وطالما أنكم تقولون طوال الوقت أن كل شىء تمام، فما المانع، من فتح كل السجون أمام زيارات الإعلام والمنظمات الحقوقية؟!». الرجل رد مرة أخرى مؤكدا أن السجون مفتوحة أمام الجميع.
قلت له أيضا: هل هناك ما يمنع من الالتقاء ببعض المساجين خصوصا المنتمين لأحزاب وقوى وتنظيمات سياسية؟! فرد بقوله: إطلاقا لا يوجد أى مانع.
البرادعى يقول: فى كل زيارة سوف تجدون شيئا جديدا ومختلفا.
السجون متاحة أمام أى منظمة دولية أو محلية، ونحن نؤدى رسالة، ولولا ظروف كورونا، لجعلنا الزيارة أسبوعية، لكل السجون فى كل المحافظات.
أحد الحاضرين الحقوقيين قال: إن فتح الأبواب أمام زيارات السجون التى يدعى الإعلام المتربص أن بها تجاوزات سوف تكشف الحقيقة، بل وسوف تبطل كل الإشاعات التى يطلقها البعض.
أتمنى أيضا أن تدعو وزارة الداخلية كل المنظمات الدولية لزيارة السجون وتفقدها والالتقاء بالمساجين.
من واقع ما رأيته، فإن ذلك سوف يكون أفضل رد على كل ما يثار بشأن السجون وأوضاعها.
من الملاحظات الجديدة أن السجون بدأت تفتح أبوابها، وشخصيا زرت مجمع سجون طرة مرتين فى العامين الأخيرين، ومن الجيد أكثر أن تدعو، ليس فقط الإعلام المصرى بل العربى والدولى. وفى المرة الأخيرة فى سجن القناطر رأيت زملاء من فضائيات عربية ودولية كثيرة منها سكاى نيوز عربية، وروسيا اليوم ورويترز والعربية، إضافة إلى الفضائيات المصرية.
وأتمنى أن تدرس وزارة الداخلية ومعها الأجهزة المعنية إمكانية دعوة وسائل إعلام دولية أكثر، بما فيها من يختلف معنا، طالما التزم بالموضوعية والمهنية.
اللواء البرادعى يقول دائما أنهم يتلقون الدعم الكامل من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية لتطوير السجون فى كل المجالات، وأنه واثق أن الزائرين سوف يجدون فى كل زيارة شيئا جديدا ومختلفا.
السؤال الذى شغلنى بعد زيارة سجن القناطر هو: إذا كانت الأحوال والأوضاع جيدة داخل السجون، كما يقول اللواء البرادعى، فما سبب كل الضجة عن السجون والمسجونين فى مصر؟!.
أحد الأسباب الاساسية هى أن كثيرين يخلطون بين السجون العمومية التابعة لقطاع السجون، وبها من صدرت ضدهم أحكام قضائية نهائية بالسجن، وبين من يقضون فترات حبس احتياطى قبل تحويلهم للمحاكمة أو يتم محاكمتهم بالفعل، لكن لم تصدر ضدهم أحكام نهائية وهؤلاء موجودون فى مراكز الاحتجاز فى أقسام الشرطة أو السجون المركزية التابعة لمديريات الأمن المختلفة بالمحافظات.