توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثقوب فى قانون الأحوال الشخصية

  مصر اليوم -

ثقوب فى قانون الأحوال الشخصية

بقلم: عماد الدين حسين

«نتمنى من الحكومة ووزاراتها المختلفة التأنى فى إعداد التشريعات وضبط سياساتها التشريعية، وعليها أن تشاركنا نحن النواب فى إعداد التشريعات لأن هناك مشكلة فى صياغة هذه التشريعات، وهناك مجلس نواب يقف فى المواجهة مع الشارع».
الكلمات السابقة ليست لأحد معارضى الحكومة، بل لزعيم الأغلبية فى البرلمان أشرف رشاد الذى استشهد بمشروع قانون الأحوال الشخصية الذى قدمته الحكومة للبرلمان، قائلا إن به ٣٧ مادة يشوبها مشكلات من عدم الدستورية.
هذا القانون يهم كل بيت فى مصر، وإذا خرج قانون جيد، فسيساهم فى حل كثير من مشكلات المجتمع، والعكس صحيح.
وبالتالى فلا يوجد أى مبرر للاستعجال فى تمريره.
القانون داخل البرلمان السابق فى شهر سبتمبر الماضى وتم تأجيله بعد الجدل الذى أثاره. وبما أنه لم يحدث أى جديد حقيقى فى مواد ونصوص القانون، فأغلب الظن أن تمرير القانون بهذا الشكل، سيفجر العديد من القنابل داخل البيوت المصرية، خصوصا إذا علمنا مثلا أن نسبة الطلاق فى مصر تزيد عن ٤٠٪.
الملاحظة الجوهرية على مشروع قانون الأحوال الشخصية المعروض الآن على اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أنه لا يرضى أحدا.
وسائل التواصل الاجتماعى، اختزلت القانون فى مادة أو مادتين فقط، خصوصا المتعلقة بضرورة قيام الزوج الذى ينوى الزواج للمرة الثانية بإخطار زوجته الأولى، وإلا تعرض للحبس وغرامة تصل إلى ٥٠ ألف جنيه، مع معاقبة المأذون، الذى لا يقوم بنفس المهمة. وقرأت لنقيب المأذونين قبل أيام يقول: لماذا يدفع الزوج ٥٠ ألف جنيه للحكومة، هل هو تزوج عليها أم على زوجته؟!
وهناك مادة شديدة الغرابة تعطى والد الزوجة أو أقاربها الذكور حق طلب تطليقها خلال عام من الزواج بحجة عدم التكافؤ. ولا أعرف ما هى العقلية التى فكرت فى هذه المادة للدرجة التى جعلت البعض يقول إنه يعيد حقوق المرأة لمائة عام إلى الوراء!
الجمعيات النسوية غاضبة من مشروع القانون وتراه لم يحل أى مشكلة حقيقية، بل وترى بعض هذه الجمعيات أن القانون يعصف ببعض المكاسب التى حققتها المرأة فى العقود الماضية. هذ الجمعيات تقول إن مشكلة النفقة ما تزال بنفس الطريقة القديمة. وأن الزوجة المطلقة هى المطلوب منها إثبات دخل مطلقها لتقدير النفقة، وهو أمر غريب، يفترض أن تتولاه جهات رسمية تقدم بيانات محددة.
السيدات أيضا غاضبات جدا من قضية الولاية التعليمية التى تعطى الأب أو أقاربه الذكور الحق المطلق فى التقديم للأولاد بالمدارس فى حين أن الأم لا يمكنها أن تفعل ذلك بمفردها.
هناك أيضا مشكلة ضخمة تتعلق باستضافة المحضون من قبل غير الحاضن، وترك الأمر بشكل تقديرى للقاضى، وليس بنص واضح وملزم وهناك اعتقاد أيضا بين المطلقات بأن تبديد الزوج «للقائمة»، كان حاسما ومحددا فى القانون القديم، وأما فى المشروع الجديد، فقد انتقل الأمر إلى محكمة الأسرة.
كان البعض يعتقد أن القانون الجديد قد يتدخل لتقييد الطلاق الشفهى، وبالتالى، الحد من نسب الطلاق المرتفعة، ونعلم أن هذه النقطة تحديدا كانت محل اعتراض من الأزهر الشريف، رغم أن هناك وجهة نظر مهمة تقول إن الطلاق أمام القاضى، قد يلغى ٥٠٪ من مشاكل الطلاق على الأقل.
والنقطة الايجابية هو وجود ملحق ملزم فى وثيقة الطلاق يتفق فيه المطلقان على جميع التفاصيل اللاحقة من نفقة ومصاريف دراسة وكيفية تنظيم الرؤية وكل ما يتعلق بالمشاكل المحتملة.
ومن خلال خبرة القوانين المثيرة للجدل التى غرقت فيها الحكومة فى السنوات الأخيرة، فالأفضل لها وللمجتمع أن تتريث تماما فى هذا القانون، وأن تتركه لنقاش مجتمعى حقيقى.
وقد عرفت أن النائب طارق الخولى قد طلب تشكيل لجنة استطلاع ومواجهة، لإجراء حوارات مع كل الأطراف التى يتعامل معها القانون، وكذلك مع الخبراء والمختصين، حتى يقف النواب على الصورة الأفضل لمشروع القانون الجديد، وإلى أن يحدث ذلك أتمنى أن تجمد الحكومة هذا المشروع، وتتركه لنقاش هادئ، بدلا من أن ينفجر فى وجه المجتمع مثلما كان يحدث مع قانون الشهر العقارى، ومع غيره من القوانين مثل التصالح فى مخالفات البناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقوب فى قانون الأحوال الشخصية ثقوب فى قانون الأحوال الشخصية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon