توقيت القاهرة المحلي 06:54:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوقت.. وثغرة مجلس النواب

  مصر اليوم -

الوقت وثغرة مجلس النواب

بقلم: عماد الدين حسين

مساء الأحد الماضى، كنت ضيف برنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامى محمد مصطفى شردى على قناة «الحياة». فى نفس الفقرة كان الضيف الثانى، هو المهندس حسام الخولى عضو مجلس الشيوخ، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، وكان موضوع النقاش هو الدور المنتظر لمجلس الشيوخ، الذى يفترض أنه يبدأ الانعقاد قريبا بعد أن أصدر مجلس النواب لائحته الداخلية.
لفت نظرى عبارة وردت على لسان الخولى، حينما قال إن ضغط الوقت جعل مجلس النواب السابق يصدر قوانين كثيرة جدا، بعضها تضمن معوقات، ضاربا المثل بقانون الاستثمار، الذى قال إنه ليس عيبا أن يتم إعادة النظر فيه، حتى لو كان قد صدر قبل عام فقط، ليتم تذليل العقبات أمام الاستثمار عموما.
هذه النقطة شديدة الأهمية، وأظن أن وجود مجلس الشيوخ، يمكن أن يعالج هذه الثغرة الخطيرة.
المراقب الموضوعى للحياة السياسية المصرية، يعذر مجلس النواب السابق على هذه النقطة. فالمشكلة لم تكن راجعة فقط إلى مجلس النواب، بل إلى مجموعة من العوامل أهمها أن الفترة الانتقالية التى لم يكن فيها برلمان من ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وحتى انتخاب المجلس أواخر 2015 شهدت إصدار الرئيس المؤقت عدلى منصور لعدد 342 قرارا بقانون.
وطبقا للدستور كان لزاما على مجلس النواب الجديد، أن يمرر هذه القوانين فى غضون ١٥ يوما، وإلا تم اعتبارها باطلة، وكأن لم تكن، وهو الأمر الذى كان يعنى فتح أبواب الجحيم الدستورية والسياسية والتشريعية على البلاد، خصوصا أن هذه القوانين كانت قد دخلت حيز التنفيذ بالفعل، وصار لها أوضاع قانونية مستقرة.
وعمليا لم يكن المجلس مهما بلغت درجة قدرة أعضائه وجهدهم وتفانيهم، أن يراجع ويناقش هذه القوانين باستفاضة، ويصلح الثغرات الموجودة فيها، أو حتى تلك التى تغيرت بفعل عامل الوقت. وهكذا تم تمرير هذه القوانين من دون مناقشة كافية، لأن الوقت لم يكن ليسعف بذلك. فى حين بلغ إجمالى القوانين التى أصدرها المجلس نحو 891 قانونا بواقع 10556 مادة، ونوقشت فى 372 جلسة برلمانية، امتد بعضها لـ12 ساعة عمل متواصلة. كما أصدر المجلس نحو 308 اتفاقيات دولية.
هذا عامل قهرى، لكن أظن أن هانك عاملا آخر ليس قهريا بالمرة، ويتعلق بأن الحكومة وأجهزتها المختلفة كانت ترسل بعض القوانين فى اللحظات الأخيرة، وتريد من المجلس أن يناقشها ويجيزها فى وقت قياسى، بحكم أن البلد كانت فى حاجة إليها. وبالتالى فإن هذه الثغرة كات تتسبب فى ظهور العديد من الأخطاء، وأوجه القصور فى بعض القوانين التى صدرت عن المجلس السابق.
هذا ما حدث فى الماضى، فهل هناك إمكانية لتجنب حدوثه مع هذا البرلمان؟!
الإجابة هى نعم، والهدف الرئيسى من هذا المقال، هو الطلب من، والتمنى على الحكومة أن تلجأ إلى وسيلتين متاحتين لكى لا نكرر الأخطاء السابقة.
الاولى أن نقوم بإرسال أى مشروع قانون تريد تمريره إلى مجلس الشيوخ، بحيث يقوم المجلس بمناقشته مناقشة مستفيضة ويقدم تقريره بشأنه إلى الحكومة أو الرئيس.
والخطوة الثانية هى إرسال مشروعات القوانين سواء لمجلس الشيوخ، أو مباشرة إلى مجلس النواب فى وقت مبكر قدر المستطاع، ليتمكن من مناقشته بصورة مستفيضة، بعد مناقشة مجلس الشيوخ، وخلال هذه الفترة يكون النقاش المجتمعى قد حدث سواء داخل مجلس الشيوخ أو وسائل الإعلام، أو كل مؤسسات المجتمع المدنى. وبالتالى حينما يذهب فى النهاية لمجلس النواب، ستكون الصورة واضحة ومكتملة إلى حد كبير. والنتيجة المؤكدة هى صدور قانون يخلو من أى ثغرات من أى نوع.
تخيلوا لو تم تطبيق هذه القاعدة على القوانين المسقبلية!
أظن أننا وقتها لن نشهد مشاكل مثل تلك التى شهدناها فى قانون الاستثمار، أو التصالح فى مخالفات البناء، أو حتى الجدل بشأن بعض المشروعات، مثل «عين القاهرة» أو جسر كنيسة البازليك فى مصر الجديدة أو كوبرى الفردوس والمقابر المحيطة به.
تقديرى أن ضربة البداية لمجلس النواب الحالى موفقة إلى حد كبير. وأتمنى أن يلعب مجلس الشيوخ دورا مماثلا وأكثر عمقا فيما يتعلق بالمناقشات المجتمعية المستفيضة، بحيث يتم قطع الطريق على أى كل محاولات التربص من الداخل أو الخارج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوقت وثغرة مجلس النواب الوقت وثغرة مجلس النواب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon