توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كم لدينا من المصانع المماثلة لبرج كرداسة؟

  مصر اليوم -

كم لدينا من المصانع المماثلة لبرج كرداسة

بقلم: عماد الدين حسين

أليس من المنطقى أنه قبل إعطاء ترخيص بإنشاء أى مبنى أو منشأة أو مصنع جديد أن يتم التأكد أنه استوفى كل اشتراطات البيئة والدفاع المدنى؟
الذى ذكرنى بهذا السؤال، هو الكارثة التى حلت بعمارة الطريق الدائرى عند كرداسة وحى الهرم، التى شب فيها حريق استمر مندلعًا أكثر من ٧٢ ساعة متواصلة بسبب عدم قدرة الدفاع المدنى على الوصول السريع لداخل العمارة.
تفاصيل حريق هذه العمارة تصلح نموذجًا مثاليًا لكل أنواع المخالفات، ومثالا سافرا على الثمن الفادح الذى يدفعه المجتمع بأكمله بسبب فساد بعض المسئولين بالمحليات.
البرج الذى يضم ١٤ دورًا و١٠٨ شقق سكنية ومصنعا ومخزنا على مساحة ألف متر بواقع ٣ أدوار عبارة عن بدروم ودورين أول وثانٍ، لم يحصل على ترخيص.
والمصنع بدوره لم يحصل على ترخيص. كتبت عن هذا الأمر قبل أيام، واليوم أركز فقط على نقطة الدفاع المدنى والبيئة.
قبل حوالى ثلاثة أعوم، قابلت مسئولا مهما أسبق فى قطاع البيئة، وتطرق الحديث إلى الاشتراطات البيئية، وفوجئت يومها أن أى شخص يمكنه أن يبنى ويؤسس مصنعًا لأى نشاط، من دون رقابة فعلية. هو يفترض أن يحصل على موافقة وزارة البيئة على هذه الاشتراطات، ولأن هذا الأمر مكلف ماليًا مثلًا، ولنفترض أنه سيدفع مليون جنيه لتلبية هذه المتطلبات، فإنه يتجاهل ذلك.
مقابل أنه يدفع غرامة، ولتكن مائة ألف جنيه مثلًا، وهكذا يهرب بكل سهولة من هذا البند المهم، هو سيوفر فى هذه الحالة ٩٠٠ ألف جنيه نظريًا، لكن حينما تقع الكارثة فإنه خسر البرج والمصنع والمخزن وخسر السكان ١٠٨ شقق سكنية، وهكذا فقد نكتشف فى حالة انهيار أو هدم البرج، وهو أمر محتمل جدًا٬ أن تصل الخسائر الإجمالية لمئات الملايين من الجنيهات ناهيك عن قيمة الثروة العقارية المهدرة.
أصحاب هذا البرج لم يكلفوا أنفسهم اتباع الحد الأدنى من الإجراءات السليمة فى الدفاع المدنى والأمن الصناعى، بل وربما لم يكلفوا أنفسهم عناء إحضار مكتب هندسى محترف. هم شيدوا البرج على قاعدة مسلحة مساحتها ألف متر، والطابق الأول مشيد بالأسمنت المسلح من دون استخدام طوبة واحدة، والأخطر عدم وجود منافذ أو فتحات تهوية كافية تتيح استخدام وسائل الدفاع المدنى فى حالة حدوث حرائق.
والنتيجة أن السيطرة على الحريق صارت أشبه بالعملية الانتحارية، وتمت الاستعانة بـ«دقاق» لإحداث ٤ ثقوب فقط بسبب قوة وصلابة التسليح، لكن الحريق المستمر لثلاثة أيام، ومع استخدام المياه، جعل أعمدة الأسمنت المسلح تتصدع وتنهار، وتحول المصنع والمخزن إلى «قبر مسلح بلا أبواب»!
الحد الأدنى من احتياطات واشتراطات الدفاع المدنى، أنه لا يمكنك بناء مصنع وفوقه مخزن به كل هذه الكميات الضخمة من المواد القابلة للاشتعال مثل «التنر» و«الكلة»، وسط كتلة سكنية والأخطر أسفل عمارة سكنية بها ١٠٨ شقق سكنية.
السؤال الذى يفترض أن يشغل كل الأجهزة المحلية وجميع الجهات ذات الصلة هو: كم هو عدد الحالات المماثلة لبرج الهرم، وهل هناك إمكانية فعلية للتحرك بسرعة قبل أن نتفاجأ بكارثة أخرى مماثلة، والسؤال الذى أراه مهما هو: هل هناك إمكانية عملية لإصلاح الأوضاع، داخل قطاع المحليات عموما وإدارات الأحياء، خصوصا بعض المهندسين والموظفين معدومى الضمير؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم لدينا من المصانع المماثلة لبرج كرداسة كم لدينا من المصانع المماثلة لبرج كرداسة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon