توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك تنمر ضد طارق شوقى ومنظومة التعليم؟!

  مصر اليوم -

هل هناك تنمر ضد طارق شوقى ومنظومة التعليم

بقلم: عماد الدين حسين

هل هناك تنمر من البعض ضد منظومة تطوير التعليم الجارية منذ عامين فى مصر؟!
من وجهة نظر الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، فهناك تنمر واضح، ومن وجهة نظر المعارضين فإن من حقهم أن يدلوا برأيهم فى هذه المنظومة التى يرونها لا تحقق هدف التطوير.
مساء الإثنين الماضى تحدث شوقى للإعلامى أحمد موسى على فضائية «صدى البلد»، وقال: «إن منظومة التعليم تتعرض للتنمر والاستهداف، وإن هناك مجموعات على الفيسبوك لها أهداف واضحة، تعمل عليها منذ ٣ سنوات وحتى الآن، وإن هذه المجموعات لا صفة لها ولا تمثل أحدا، ولا عمل لها غير الحديث عن الامتحانات والمواد الدراسية، وأغلب القائمين عليها، رجال لا علاقة لهم بالتعليم، أو سيدات ليس لديهم طلاب فى المراحل التعليمية، وكل هدفهم إثارة المشاكل، وإساءة ترجمة قرارات وزارة التربية والتعليم».
هذه هى وجهة نظر الوزير، فى حين أن المعارضين للتطوير، يقولون إن المنظومة الجديدة تتحدث بكلام طيب عن التطوير، لكنها لا تحققه، وإنه حينما لا تكون هناك فصول موجودة من الأساس وطلاب يدرسون فى السناتر، ومعلمون لا يتقاضون أجورا كافية، ومدارس ليس بها الحد الأدنى من البنية التكنولوجية اللازمة للتعليم عن بعد، فكيف يمكن الحديث عن التطوير فى ظل هذه الظروف الصعبة؟!
الدكتور طارق وخلال أكثر من حديث معه فى هذا الموضوع طوال السنوات الماضية، لا ينكر وجود صعوبات وتحديات ومشاكل، لكنه فى المقابل يطرح وجهة نظر تبدو منطقية، وهى إننا نعانى بالفعل من نقص كبير فى العديد من المجالات، لكن لدينا مشكلة ضخمة هى تخلف المنظومة، فهل الأفضل أن نبدأ بالتطوير، أم ننتظر حتى تتوفر الموارد لزيادة مرتبات المعلمين وبناء المدارس، وهو أمر لن يحدث مرة واحدة؟!
منطق الدكتور طارق شوقى مفهوم إلى حد كبير. هو يقول: إن كل من ينتقدون عملية التطوير الجارية الآن كانوا الأعلى صوتا فى انتقاد المنظومة القديمة، ويرونها سببا فى تخلف التعليم بصفة خاصة، بل وتخلف المجتمع بصفة عامة. هم كانوا يطالبون طوال الوقت بضرورة إصلاح التعليم، بحيث لا يعتمد على الحفظ والتلقين، وتخريج أجيال لا تعرف شيئا عن التفكير النقدى والاحتكاك بتطورات العلم الحديثة.
الآن هم ينتقدون المنظومة الجديدة، فهل الحل أن نعود للمنظومة القديمة، التى كانوا يشكون منها، ولو فعلنا ذلك، وقررنا جدلا وقف التطوير، والعودة للنظام القديم، هل سيشعرون بالسعادة، ويتقدم المجتمع للأمام؟!
ظنى أن هناك مشكلة ضخمة فى عملية التواصل والنقاش فى المجتمع بأكمله، وليس فقط بشأن قضية تطوير التعليم. الحكومة تدخل فى موضوعات وقضايا من دون نقاش مجتمعى متكامل، والبعض يعارض من أجل المعارضة فى كثير من الأحيان.
وللموضوعية فإننى ألتمس العذر للدكتور شوقى فى هذه القضية، فهو يقول دائما إن قضية تطوير التعليم خضعت للعديد من النقاشات فى وسائل الإعلام، وفى البرلمان ، فما هو المطلوب منه ومن الوزارة أكثر من ذلك؟!
شخصيا كنت أحد الذين تناقشوا مرارا مع الدكتور شوقى، وظنى أن منظومة التطوير الخاصة بالحضانة والابتدائى ممتازة وتبشر بالخير حينما تكتمل.
وربما تكون المشكلة الحقيقية فى الخلاف بين الوزير ومعارضيه هى المتعلقة بالنظام الجديد التراكمي فى الثانوية الذى أقره مجلس الوزراء مؤخرا وينتظر موافقة البرلمان عليه ليدخل حيز التطبيق حيث يرى الوزير أنه الأفضل لأنه لن يجعل مصير الطالب معلقا على امتحان واحد في السنة الثالثة كما هو الحال الآن، وأنه سيقضي الدروس الخصوصية وعلى شبح الثانوية العامة، في حين يقول معارضوه إن النظام المقترح سيزيد العبء على الطلبة وأسرهم ويزيد الحاجة إلى الدروس الخصوصية في ظل ضعف الإمكانيات في المدارس، كما أن الوزارة سبق وأعلنت تطييق النظام على دفعة أولى ثانوي 2018/2019 ،واضطر لتأجيله لمدة عام بسبب الصعوبات التي واجهت تطبيقه، ثم أعاد التأجيل لمدة عام آخر، قبل أن يقرر مجلس الوزراء إقرار النظام الجديد في صورة مشروع قانون يتم رفعه إلى البرلمان.
المعارضون عليهم أن يتوقفوا عن المعارضة من أجل المعارضة، والدكتور طارق شوقى عليه أن يتسع صدره لتقبل الآراء المختلفة معه، طالما كانت موضوعية، حتى نتمكن من التحرك للأمام. خصوصا أن تحديات كورونا تفرض على الجميع التفكير بعقلانية حتى يتمكن الطلاب من تلقى التعليم بأكبر قدر من الكفاءة، وفى نفس الوقت نحافظ على صحتهم وحياتهم من هذا الفيروس اللعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك تنمر ضد طارق شوقى ومنظومة التعليم هل هناك تنمر ضد طارق شوقى ومنظومة التعليم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon