توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف سقطت فى قبضة كورونا؟!

  مصر اليوم -

كيف سقطت فى قبضة كورونا

بقلم: عماد الدين حسين

لا أعرف اليوم أو الطريقة التى أصبت فيها بكورونا، ظهرت علىّ أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا ودور البرد العادى.
أزعم أنى مواطن ملتزم بأقصى درجات التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة، ولم أتعامل مع الأمر بتقصير واستهتار منذ بدأ هذا.
يوم الخميس وقبل الإحساس بالأعراض، كنت أسير فى منطقة عابدين، قابلت صنايعية كثيرين وتناقشت معهم، وطوال الوقت كنت مرتديا الكمامة. ثم مر يوم الجمعة عادى وقضيته فى المنزل من دون شعور بآلام مختلفة.
فى اليوم الأول وهو السبت ذهبت سيرا على الأقدام للعديد من المشاوير من وكالة البلح إلى سوق التوفيقية ومنها عودة للسيدة زينب، ولم أشعر بآلام صعبة.
فى يوم الأحد، ذهبت لجريدة «الشروق». وبعدها فى اليوم التالى لم يكن هناك أى إحساس بأعراض خطيرة، بل استمرار لنفس الإحساس بدور البرد. لذلك ذهبت إلى جلسة مجلس الشيوخ يوم الإثنين. ثم حضرت بعدها انتخابات تشكيل لجنة الثقافة والسياحة والإعلام والآثار.
مساء اليوم نفسه الإثنين بدأت أفقد تدريجيا حاستى الشم والتذوق، وفى هذه اللحظات بدأت أدرك أننى وقعت فعليا فى مصيدة وقبضة كورونا.
أجريت مسحة أنا وزوجتى نهال لطفى يوم الإثنين، ثم ذهبنا لإجراء أشعة مقطعية على الصدر، وعدنا إلى المنزل فى انتظار النتائج. وبدأنا نتلقى العلاج على أساس أننا مصابان بكورونا، باعتبار أن بروتوكول العلاج صار معروفا للجميع، والأهم أنه صار متوافرا فى معظم صيدليات الجمهورية.
فى يوم الثلاثاء تلقيت نتيجة المسحة وكانت إيجابية لى ولزوجتى. وفى نفس الليلة تسلمت الأشعة المقطعية على الصدر، وتوجهنا بها فورا لطبيب متخصص، وصار خبيرا بارزا فى الفيروس وتطوراته ومسئولا عن أحد مستشفيات العزل.
الطبيب وبمجرد أن شاهد الأشعة قال لى: الفيروس هاجمك من فترة واقتحم الرئة، لكن حالة زوجتى والحمد لله كانت أفضل كثيرا.
أن تقرأ فى أى مجال شىء، وأن تعايشه بنفسك شىء مختلف. قرأت الكثير عن كورونا وأحواله فى العالم أجمع.
حينما أصبت وبعد أن استمعت إلى الطبيب أدركت تماما أن الإصابة بكورونا ليست مشكلة كبيرة أو خطيرة، طالما كان المصاب لديه مناعة قوية، والأهم أن يتم اكتشافها مبكرا جدا قبل أن تهاجم الرئة.
ربما الإيحاء النفسى مهم جدا، ولذلك بدأت أشعر فعلا بالخوف، وأن الأمر ليس مجرد أيام عادية وتمر.
الطبيب كتب لى أنواعا كثيرة من العلاج مختلفة الألوان والأشكال، وتحدث بكل علم وخبرة وشرح لى طبيعة الأيام المقبلة، وضرورة الالتزام بالعلاج وطريقة النوم والمأكولات وأهمية المشروبات خصوصا الساخنة وتناول الفاكهة والخضراوات والليمون والزنجبيل.
الدكتور وحينما قاس لى درجة الأكسجين فى الدم كان ٩٥٪، وقال لى طالما أن النسبة لا تقل عن ٩٢٪ فالأمر جيد ومسيطر عليه، ولذلك عليك أن تشترى مثل هذا الجهاز ليكون بجانبك طوال الوقت، وتقوم بقياس النسبة كل نصف ساعة على الأكثر.
فى المسافة من عيادة الطبيب المحترم فى الهرم، كنت أفكر فى طبيعة الأيام المقبلة، وكيف سأتمكن من التعايش مع كورونا.
وفى الطريق ذهبت إلى الصيدلية، وفوجئت أن هناك كمية أدوية كثيرة جدا ما بين زنك وفيتامينات ومضادات حيوية ومنع تجلط وفوار والمطلوب منى أن أتناولها فى مواعيد مختلفة تشمل كل أوقات اليوم تقريبا.
دخلت البيت صابرا ومتقبلا وسائلا المولى أن تمر التجربة والأزمة بأقل الأضرار.
فى هذه الليلة فإن كل ما أعرفه عن نمط حياتى الطبيعى قد بدأ يتغير، لا طعم للأكل أو حتى الماء فى فمى، الصداع غير طبيعى، وإحساس دائم بالدوخان، لكن الزائر الصعب جدا هو الكحة والإحساس بأن «النفس مكروش» ومش قادر آخذ نفسى بسهولة.
ظل الأمر مستمرا بنفس السوء لمدة خمسة أيام كاملة، وبعدها اكتشفت أننى وقعت ضحية جهاز أكسجين مغشوش. كان يمكن أن يكلفنى حياتى حرفيا. وتلك قصة ينبغى روايتها حتى لا يقع فيها آخرون، وحتى تتحرك الأجهزة المختصة لمتابعة الذين يبيعون هذه الأجهزة المغشوشة أو التى لا تعمل بكفاءة.
فى هذه الأيام الصعبة اكتشفت كنز الناس الجدعان من كل الأصناف والأشكال من مواطنين عاديين وبسطاء وأقارب إلى مسئولين كبار فى جهات مختلفة بالدولة خصوصا وزارة الصحة ومجلس الوزراء وأصحاب مستشفيات مختلفة عامة وخاصة وأصدقاء بلا حصر خصوصا زملاء المهنة. وأتمنى أن يأتى الوقت لأتحدث عن جميلهم ومعروفهم بالتفصيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سقطت فى قبضة كورونا كيف سقطت فى قبضة كورونا



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon