توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وجنوب السودان.. والقوى الناعمة

  مصر اليوم -

مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة

بقلم: عماد الدين حسين

الدروس التى يجب أن نستفيدها من أزمة سد النهضة كثيرة جدا، وفى مقدمتها ضرورة تطوير وتنمية وزيادة التعاون مع كل الدول الأفريقية، خصوصا دول حوض النيل. طبعا لابد أن يكون السودان الشقيق فى مقدمة هذه الدول، لأسباب كثيرة، تخص أنه العمق الاستراتيجى لنا وعلاقاتنا التاريخية معه، ثم إنه دولة الممر لمياه النيل قبل أن تصل لنا.
الدولة المهمة جدا أيضا هى جنوب السودان التى كانت جزءا من السودان ثم انفصلت عنه فى عام ٢٠١١.
الدولة المصرية تبذل جهودا مهمة فى تطوير علاقتها مع جنوب السودان، وفى الأسبوع الماضى انعقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وجيمس وانى ايجا، نائب رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية.
على هامش هذه الزيارة زار مناوا بيتر دار الشروق مساء الأحد الماضى، والتقى مع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس الإدارة، وحضرت اللقاء، وتحدثنا فى العديد من الموضوعات، كان أهمها من وجهة نظرى العلاقات الثقافية وضرورة تطويرها بشتى السبل.
بيتر يجيد اللغة العربية، بل ويتحدث أحيانا باللهجة المصرية، ولديه إطلاع كامل على ما يحدث فى مصر، إضافة لمعرفته الوثيقة بالثقافة المصرية، كما أنه يكتب الشعر والمقالات الصحفية.
الوزير الجنوبى قال لى إن عددا كبيرا من الوزراء وكبار المسئولين فى بلده تخرجوا من الجامعات المصرية، ومنهم من كان حاضرا فى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة قبل أيام. عرفت أيضا أن القاهرة هى العاصمة المفضلة رقم واحد لدى غالبية الجنوبيين، سواء للعمل أو للعلاج أو السياحة. وعرفت أيضا أن الجالية الجنوب سودانية الموجودة فى مصر كبيرة جدا.
فى رأى الوزير الجنوب سودانى فإن على مصر أن تركز كثيرا على دورها فى القارة الأفريقية للعديد من الاعتبارات، ويعتقد أيضا أن بلاده يمكن أن تكون الجسر الذى يربط بين مصر والقارة الأفريقية.
بيتر يتمنى أن تكثف مصر علاقاتها الثقافية مع جنوب السودان، لأن القوة الناعمة هى الأكثر تأثيرا واستمرارا.
الآن فإن جامعة الإسكندرية سوف تفتح فرعا لها فى جنوب السودان قريبا، وهناك منح دراسية توفرها جامعات أخرى. ويتمنى الوزير أن يزيد ذلك فى المستقبل المنظور.
هو يتمنى أيضا تعاونا إعلاميا بين البلدين، خصوصا أن الصحف الناطقة بالعربية ما تزال هى الأهم والأكثر تأثيرا وانتشارا فى بلاده. هو يتمنى وجود مساعدات أو استثمارات مصرية فى مجال الإعلام من قبل إنشاء محطة فضائية ناطقة بالعربية مقرها فى القاهرة وجوبا. هو يتمنى أيضا وجود تعاون فى الإنتاج الدرامى والسينمائى.
أتفق تماما مع معظم ما يطرحه الوزير الجنوب سودانى والسبب أننا ما زلنا نعيش على ما تبقى من القوى الناعمة المصرية التى تكونت فى الخمسينيات والستينيات ونصف السبعينيات.
مجرد منحة دراسية لشاب يمكنها أن تفيد أكثر كثيرا من أنشطة كثيرة.
هو يتمنى أيضا وجود دور نشر مصرية هناك، خصوصا أن معظم المؤلفين والمبدعين ينشرون أعمالهم باللغة العربية.
أظن أن الدولة المصرية بدأت تلتفت إلى هذا الأمر وهناك اهتمام كبير من جميع الأجهزة والمؤسسات المصرية بهذا الأمر. ولدينا سفير نشيط جدا فى جوبا هو محمد قدح، وأعرفه منذ كان نائبا لسفيرنا السابق والمتميز فى برلين الدكتور بدر عبدالعاطى، الذى يشغل الآن منصب مساعد الوزير للشئون الأوروبية، ويتهيأ ليشغل منصب سفيرنا فى بروكسل خلال شهور قليلة. فى حين سيتوجه السفير محمد عبدالقادر ليصبح سفيرنا الجديد فى جوبا.
أعتقد أيضا أن تعميق العلاقات مع جنوب السودان وسائر البلدان الأفريقية، ليس قاصرا فقط على دور المؤسسات الرسمية، بل هو جهد ينبغى أن يشغل بال الجميع فى مصر، بل فى المنطقة العربية، بحيث نربط بين شعب جنوب السودان والشعب المصرى، وكذلك مع كل الشعوب العربية والأفريقية، بحيث نخلق مصالح مشتركة دائمة، تكون حائط صد ضد كل محاولات خلق الفتنة بين الجانبين، أو حتى تمنع التفكير فى أى مشروع هناك يضر بالأمن المائى المصرى.
حان الوقت أن نبدأ جهدا مصريا وعربيا شاملا لاستعادة كل دول حوض النيل، حتى لا تتحول إلى أسلحة دمار شامل ضدنا للتأثير فى الأمن القومى المصرى والعربى، كما تحاول أن تفعل الآن إثيوبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon