توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزراء الجدد.. السياسات قبل الأشخاص

  مصر اليوم -

الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص

بقلم - عماد الدين حسين

فى كل تعديل أو تغيير وزارى جزئى أو موسع أو شامل كتبت تقريبا فى هذا المكان فكرة أساسية خلاصتها أن المهم هو السياسات والمناخ العام قبل الحديث عن الأشخاص الذين خرجوا أو الذين دخلوا.

نفس الفكرة أعيد التأكيد عليها اليوم بعد موافقة مجلس النواب على تعديل جزئى جرى يوم الأحد دخل بموجبه أربعة وزراء جدد للثقافة والسياحة والتنمية المحلية وقطاع الأعمال العام، إضافة إلى نائبين لوزيرى الصحة والإسكان.

تخيلوا لو أننا أتينا بأفضل العقول والخبرات والكفاءات، لكن لم نوفر لها المناخ الملائم للعمل، أو لم نوفر لها الإمكانيات والموارد والأجواء الملائمة. فهل ستتمكن هذه الشخصيات من النجاح؟!.الإجابة هى لا وألف لا، ليس فى مصر فقط، بل فى كل بلدان العالم تقريبا.

أعرف جيدا وزير الثقافة الصديق والكاتب الصحفى حلمى النمنم الذى غادر الوزارة منذ عام 1990 تقريبا، وأعرف الوزيرة الجديدة الصديقة إيناس عبدالدايم منذ سنوات. النمنم بذل جهدا كبيرا فى حدود الإمكانيات المتاحة، لكن الأمر لا يتوقف على جهد الوزير فقط، بل على عوامل كثيرة ليست كلها فى يده، من أول صراعات الموظفين، نهاية برغبات هيئات وجهات أخرى.

وبالتالى فعلى الدكتورة إيناس أن تتأكد من وجود المناخ الملائم للنجاح، حتى لا تتكرر العقبات التى واجهت حلمى النمنم.

أعرف جيدا أيضا وزير السياحة يحيى راشد، ويحسب للرجل أنه تمكن من إعادة جزء كبير من السائحين الذين انخفضت أعدادهم بشدة فى أعقاب سقوط طائرة الركاب الروسية فوق وسط سيناء فى نهاية أكتوبر 2015. المعدلات الآن تكاد تقترب من مستوياتها فى موسم الذروة عام 2010. لكن المشكلة التى واجهت راشد هى الصراع المستمر مع كبار المستثمرين فى غرفة السياحة، وانتخابات الغرفة، الأمر الذى جعل العلاقة بينهما تكاد تكون شبه مستحيلة.

الوزيرة الجديدة رانيا المشاط أعرف أنها عقلية اقتصادية بارزة، وكانت تتولى منصب وكيلة البنك المركزى لسنوات طويلة، قبل مغادرتها إلى صندوق النقد الدولى فى واشنطن قبل شهور، سجلها حافل فى السياسات النقدية والمالية، ويسأل كثيرون عن علاقة تخصصها بالسياحة، وهى ابنة أستاذ العلوم السياسية المعروف والمحترم الدكتور عبدالمنعم المشاط.

أعرف جيدا الوزير هشام الشريف الذى غادر وزارة التنمية المحلية. الرجل له سجل نجاحات حافل فى كل المواقع الذى تولاها، خصوصا حينما كان رئيسا لمركز معلومات مجلس الوزراء، ووضع مع آخرين حجر الأساس للبنية المعلوماتية التى تم استخدامها لاحقا فى مجالات كثيرة. لكن الواقع صعب جدا فى المحليات، أغرق العديد من الوزراء السابقين، وبالتالى فالسؤال الذى ينبغى أن يفكر فيه الوزير الجديد والصديق اللواء أبوبكر الجندى هو: كيف سيفلت من هذه الدوامة؟!.

مؤهلات الجندى متنوعة، وأدار الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بكفاءة منقطعة النظير، خصوصا فى التعداد العشرى الأخير، ويقرأ كل كبيرة وصغيرة فى مجاله وكل ما يهم الوطن، وصديق لمعظم الإعلاميين. لكن أيضا مشكلة هذه الوزارة أنها نتاج لكل تراكمات الفشل والإخفاق والتقصير طوال عقود. حل مشاكل المحليات يحتاج إلى موارد كثيرة جدا، وكفاءات متنوعة والأهم محاربة الفساد بصورة منهجية، وهى تحديات لن يحلها الوزير بمفرده، بل تحتاج إلى منظومة متكاملة من كل أجهزة الدولة. وبالتالى أتمنى أن تكون الأمور واضحة أمام اللواء الجندى، وأن يسعى إلى تحقيق أهداف محددة، ويمكن قياسها وأن يشعر بها الناس، وليس السعى وراء الشعارات الكبيرة التى تحتاج إلى وقت طويل وظروف مختلفة.

وزير قطاع الأعمال الجديد خالد بدوى لا أعرفه للأسف، كما لم أعرف الوزير المغادر أشرف الشرقاوى بصورة جيدة.

إذا القضية مرة أخرى هى السياسات والرؤى والإمكانيات والظروف والأجواء. لا يعنى ذلك أننا ننكر أى دور للفروق الفردية بين الأشخاص، ولكن نؤكد أننا لو استحضرنا روح «ايرهارد» الألمانى لإدارة حقيبة فى المجموعة الاقتصادية المصرية، فلن ينجح إلا إذا تغيرت الظروف الموضوعية.

أخيرا.. كل الشكر والتقدير للوزراء الأربعة الذين خرجوا، وكل التمنيات بالتوفيق للوزراء والنواب الجدد.

نقلا عن صحيفه الشروق القاهري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص الوزراء الجدد السياسات قبل الأشخاص



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon