توقيت القاهرة المحلي 18:08:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرشحون من الثلاجة إلى الميكروويف!

  مصر اليوم -

مرشحون من الثلاجة إلى الميكروويف

بقلم-عماد الدين حسين

سؤال بسيط ومنطقى وسهل: لماذا لم تتحرك الدولة وأجهزتها قبل الانتخابات لتدفع أو تشجع أو تقنع شخصيات عامة وحزبية بالترشح، بصورة طبيعية، بدلا من الاستعجال و«اللهوجة» التى شهدناها فى الأسبوع الأخير؟!.

مرة أخرى كانت الحكومة تعلم أو على الأقل تتوقع أن أحمد شفيق وسامى عنان لن يخوضا الانتخابات، وبالتالى فالسؤال: لماذا لم يتم تجهيز المرشحين المحتملين قبلها بوقت كاف حتى يبدو الأمر وكأنه طبيعى؟!

كان فى إمكان موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد أو أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى أو أى رئيس حزب مماثل، أن يعلنوا ترشحهم من بداية العملية الانتخابية وليس فى آخرها.

وبدلا من السيناريو المأساوى الذى شهدته الهيئة العليا لحزب الوفد يوم السبت الماضى، كان يمكن إقناع الدكتور السيد البدوى بالترشح من البداية، وكذلك إقناع الهيئة العليا بهذا التوجه، قبل أن تجتمع وتتخذ قرارا بتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى وعدم الدفع بأى مرشح من الحزب، بدلا من «حفلات التريقة والقلش»، التى خصمت من رصيد الجميع، وأعطت للمتربصين فرصة ذهبية للطعن فى كل شىء.

لو أن موسى مصطفى موسى وغيره ترشح منذ فترة، لكان الأمر سيبدو أقل سوءا.

كلنا نتذكر ما فعله النظام فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥، حينما جرى التوافق مع رؤساء بعض الأحزاب المصرية، بالترشح لأول انتخابات رئاسية تعددية. وقتها منحت الدولة كل رئيس حزب ٢٠٠ ألف جنيه. صحيح أن الجميع كان يعلم أن مبارك سيفوز لا محالة وبفارق كبير، وصحيح أن الجميع كان يعرف أن غالبية المرشحين وقتها، ربما باستثناء أيمن نور «نازلين كمالة عدد»، لكن على الأقل، كان الأمر معقولا نسبيا حتى فى طريقة الإخراج مقارنة بما نراه الآن.

للمرة المليون نؤكد أننا ندرك الواقع المرير، وأنه لا توجد انتخابات ديمقراطية بمعناها الكامل فى الأمد المنظور. وبالتالى فنحن نتحدث عن الشكل والإخراج وليس الجوهر.

مثل هذا الإحساس هو الذى دفع الإعلامية المتميزة لميس الحديدى إلى أن تقول مساء الأحد تعليقا على الترشح المتوقع لموسى مصطفى موسى: «ده مين المرشح اللى ممكن يبقى جاهز، بكشفه الطبى، وسلطاته، وبابا عنوجه.. يعنى مرشح كومبو؟!.. هو المرشح ده كان فى الثلاجة وخرج من الفريزر، وحطناه فى الميكروويف وسيحنا التلج، وخرج علينا حتى لا يكون عندنا مرشح واحد فى الانتخابات؟!».

كلام لميس، يقوله كثيرون بصيغ مختلفة، بمن فيهم بعض المؤيدين للحكومة والنظام.

وبما أن الانتخابات التعددية المفتوحة والشفافة يصعب توقعها هذه الأيام، فقد كان الأمر يقتضى تخطيطا وتنسيقا قبل الانتخابات.

لم يكن الأمر يقتضى جهدا كبيرا، بل مجرد اتفاق مع الأحزاب القريبة من الحكومة، على من يترشح ومن يؤيد ومن يعارض. ولو شكا المرشحون من الحصول على التوكيلات الشعبية اللازمة، كان ممكنا توزيع التزكيات البرلمانية على هؤلاء المرشحين، وبدلا من حصول الرئيس على غالبية تأييد النواب «545 تأييدأ من بين 596 نائبا»، كان يمكن ضمان وجود عشر مرشحين على الاقل، يحتاجون إلى تزكية ٢٠٠ نائب.

خلاصة القول ما حدث لم يكن جيدا، وأساء إلى الجميع من أول الحكومة إلى الأحزاب إلى الرئيس إلى المجتمع بأكمله. ومرة أخرى نتمنى أن يتوقف هذا الأمر، وتتوقف الخسارات المجانية الناتجة عن غياب التصورات السياسية.
نقلا عن الشروق المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرشحون من الثلاجة إلى الميكروويف مرشحون من الثلاجة إلى الميكروويف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon