توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فشلت تركيا ضد مصر؟!

  مصر اليوم -

لماذا فشلت تركيا ضد مصر

بقلم: عماد الدين حسين

المراقب الموضوعى لملف العلاقات المصرية التركية منذ 30 يونيو 2013، وحتى هذه اللحظة، سوف يكتشف ببساطة أن الدولة المصرية أدارت الملف بمنتهى الحكمة والشجاعة والاحتراف.
مصر لم تبدأ بحالة المعاداة، وظلت حريصة طوال الوقت على وجود شعرة معاوية. ولم تسحب سفيرها إلا بعد أن وصلت تجاوزات وتطاولات أردوغان إلى درجة كان يصعب معها الاستمرار، ورغم ذلك ظل القائم بالأعمال فى البلدية يمارس عمله.
هاجمت تركيا مصر دبلوماسيا فى كل مكان. وفتحت بلدها لكل أعداء الدولة الذين هاجموها من المنصات الإعلامية المتنوعة التى وفرتها تركيا.

حينما بدأت تركيا هجومها السياسى الشامل ضد مصر، روجت أن المسألة مسألة وقت قبل أن تعود جماعة الإخوان للحكم، ويعود أردوغان سلطانا عثمانيا أو خليفة للمسلمين.
لكن الآن فإن الصورة على أرض الواقع تقول بوضوح إن تركيا هى التى تلاحق مصر ليل نهار فى الشهور الأخيرة، لكى تعيد معها العلاقات، وهو ما يؤكد لنا أن الدولة المصرية سجلت انتصارا سياسيا أمنيا واستراتيجيا كبيرا خلال صراعها مع نظام أردوغان وأدواته طوال السنوات الثمانية الماضية.

يوم الإثنين الماضى نقلت صحيفة «فويس أوف أمريكا» عن المحلل حسين باججى من معهد السياسة الخارجية التركية قوله الخطوات التى تتخذها حكومة أردوغان مع مصر هى محاولة من أنقرة لكسر عزلتها المتزايدة. يضيف: هناك تكتل متزايد فى المنطقة. وكراهية متزايدة تجاه تركيا، ولا يمكن لتركيا أن تسير على هذا النحو، لديك محيط شامل من العداء يشمل اليونان وقبرص وفرنسا مصر والسعودية والإمارات، وهذا كثير للغاية.
يضيف باججى، فى العام الماضى زادت القاهرة الضغط على تركيا حينما وقعت مع اليونان اتفاقا للتنقيب عن الطاقة فى مياه البحر المتوسط، وقبله الاتفاق مع قبرص.
هذا الاتفاق مع اليونان وجه ضربة قوية لكل الخطط التركية فى مياه شرق المتوسط.

مصر دعت إلى إنشاء منتدى غاز المتوسط ومقره القاهرة بمشاركة كل دول شرق المتوسط بل وعضوية بلدان بعيدة عنه مثل أمريكا والإمارات، ولم يتم استبعاد إلا تركيا.
وبدور مصرى فاعل تم إنشاء منتدى الصداقة «فيليا» فى العاصمة اليونانية أثينيا. وضم مصر واليونان وقبرص والسعودية والإمارات والبحرين والأردن وفرنسا، وهكذا أيضا وجدت تركيا نفسها منبوذة ومحاصرة.
مصر دشنت دبلوماسية اللقاءات الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص على مستويات مختلفة. خصوصا على مستوى القادة، الذين كانوا يجتمعون مرتين على الأقل سنويا وهذا النوع من دبلوماسية القمة مثَّل صداعا قويا فى رأس نظام رجب طيب أردوغان.
تنشر الصحف التركية فى الأيام الأخيرة قصصا كثيرة عن إمكانية استفادة مصر من أى ترسيم أو تعيين للحدود البحرية مع تركيا. لكن حتى خبراء أتراك يقولون إن مصر لن تحصل على أى شىء لأنها أقامت منطقتها الاقتصادية الخالصة بالفعل، ولا تحتاج القاهرة إلى موافقة أنقرة على حقوقها، لأن اليونان وقبرص أقرب بكثير من الشاطئ المصرى، وهذا يعنى أن تركيا تطرح هذه الأفكار لتطالب بمياه ليس لها حقوق فيها.
هذه الصحافة التركية الموالية لأردوغان قلبت توجهاتها تجاه مصر فى الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة، وبعد أن كانت تصف نظام الرئيس السيسى بأنه مساندة للأنظمة القمعية صار فجأة موضوع ثناء وإشادة أهل الحكم وأبواقهم الإعلامية.
لكن مرة أخرى إلى أين ستتجه تركيا مع مصر؟!

المحلل الإقليمى سنان أولجن يقول إن الكلمات التركية التصالحية تجاه مصر ليست كافية لتحقيق إنجاز دبلوماسى، وفى نهاية المطاف يتوقف هذا التحول الجديد على ما تفعله تركيا وسيحقق النتائج.
وطبقا للمحلل جيم جورونيبز فإن دعم أنقرة للإخوان ظل نقطة التوتر الرئيسية بين البلدين، وهو يضيف: مصر الآن تعمل ضد تركيا بسبب السياسة الخاطئة للحكومة التركية القائمة على الخلفية الدينية، وعندما تترك تركيا هذه السياسة فأنا متأكد من أن العلاقات بين البلدين ستكون أفضل.
المحللون يرون أن المحادثات المقبلة إذا جرت ستكون صعبة جدا بالنظر إلى العداء وانعدام الثقة بينهما، وصعوبة إزالة المرحلة القديمة.
إذا مصر تمكنت بهدوء وبصبر مثاليين من قيادة الخلاف مع تركيا بأكبر قدر من الحكمة والنتيجة هى ما نراه الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فشلت تركيا ضد مصر لماذا فشلت تركيا ضد مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon