توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا سيفعل أردوغان بالإخوان؟

  مصر اليوم -

ماذا سيفعل أردوغان بالإخوان

بقلم: عماد الدين حسين

فى غمرة موجات الغزل السياسى المتلاحق من قبل جميع المسئولين الأتراك بحق مصر فى الأيام الأخيرة، نسى كثيرون أن يسألوا السؤال الأهم فى الموضوع وهو: وهل سوف تتخلى تركيا عن ورقة جماعة الإخوان وبقية الجماعات التى تستثمر فيها منذ عام ٢٠١١؟!

كبار المسئولين الأتراك يتحدثون طوال الشهور الماضية عن أهمية مصر وموقعها ودورها وثقافتها وحضارتها، وضرورة أن تكون هناك علاقات طيبة بين البلدين لمصلحة الشعبين، لكن تركيا لم تتحدث تفصيلا عن الثمن الذى يجب أن تدفعه لمصر لإصلاح الأخطاء الفادحة بما يجعل العلاقات جاهزة للتحسن.

نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استثمر كثيرا فى جماعات العنف والتطرف والإرهاب فى المنطقة بأكملها، منذ ثورات الربيع العربى.
هو حاول أن تكون هذه الجماعات ذراعه الأساسية فى سبيل إقامة مشروعه الإقليمى لحكم المنطقة، وكاد هذا المشروع ينجح، لولا ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فى مصر، التى قصمت ظهره.

وكان من الطبيعى أن يجن جنون أردوغان بسبب هذ الثورة المصرية التى بعثرت كل آماله السياسية. ولذلك لم يكن غريبا أن يكون انحيازه لجماعة الإخوان أكثر تطرفا من بعض قادة الجماعة أنفسهم. هو جاء بهم من كل المنطقة، وفتح لهم أبواب وفنادق بلادهم

وقدم لهم كل أنواع الدعم، وتجول فى أوروبا والعديد من دول العالم مدافعا عن قضيتهم، ورأيناه يرفع علامة رابعة بصورة مسرحية فى أكثر من مكان، وشن هجوما حادا ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يرد عليه إطلاقا، بل إن السيسى رفض قطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا. التى كانت تستثمر حوالى ٥ مليارات دولا فى الأسواق المصرية.

قدم أردوغان لجماعات الإخوان وبقية الجماعات المتطرفة الأخرى كل أنواع الدعم، وفتح لهم محطات فضائية تشن هجوما دائما ومستمرا ضد بلدهم وجيشهم وشرطتهم وقضائهم بل إن هذه المحطات متورطة فى الحض على ارتكاب أعمال عنف وإرهاب، ومحاولات اغتيال قضاة وسياسيين وشخصيات عامة داخل مصر. وهناك مئات الأحكام الصادرة من القضاء المصرى بحق هؤلاء.

التقديرات تقول إن هناك بين ٥ ــ ٧ آلاف مصرى معارض، مقيمين فى تركيا. وبالمناسبة هؤلاء ليسوا صنفا واحدا. جميعهم خرجوا وذهبوا إلى هناك بحثا عن «الدولة الإسلامية المنشودة» وإعادة الإخوان للحكم. معظم هؤلاء اكتشف فى تركيا الخديعة الكبرى وأن الديمقراطية مفقودة تماما بينهم، وقرأنا وسمعنا قصصا بقلم هؤلاء يقولون إنهم لا يجدون المأكل والملبس والدواء، وبعضهم يفتش فى صناديق القمامة عن الأكل! وسمعنا عن خناقات على من يحصل على الجنسية التركية طبقا لنوعية الفصيل الذى تنتمى اليه،

وتشاجر هؤلاء علنا أثناء جلوسهم مع المسئولين الأمنيين الأتراك.
السؤال هل وصلت إلى أردوغان قناعة راسخة بأن الرهان على هذه الجماعات قد انتهى، وأنه يكفى تجربة السنوات الثمانى الأخيرة التى برهنت على أن جماعة الإخوان قد أخفقت فى كل ما راهنت عليه، وحاولت أن تقنع به الأتراك؟ أظن أن هذا العامل قد يكون سببا فى بدء التفكير العملى التركى فى بدء التخلى التدريجى عن جماعة الإخوان.
لكن السؤال: ما هى حدود هذا التخلى الأردوغانى عن الجماعة؟!

لو أن الأمر بيد المعارضة التركية أو حتى بعض قيادات حزب العدالة والتنمية، لكان قد تم التضحية بالإخوان منذ زمن بسبب ما سببوه من خسائر استراتيجية كبيرة لبلادهم، ولكن مربط القرار فى يد أردوغان، ويصعب تصور أن يقوم بالتخلص منهم، وكأن شيئا لم يكن. كما يصعب أن يقوم بتسليمهم جميعا للسلطات المصرية، التى تطالب بذلك منذ سنوات طويلة. تركيا تريد أن تبدو فى حالة حوار سياسى ودبلوماسى مع مصر والقاهرة ردت عليها بوضوح قبل أيام بأن مصطلح الحوار السياسى والدبلوماسى، غير موجود فى حالة علاقات البلدين، وأن على تركيا أن تبرهن بعدم التدخل فى الشئون الداخلية المصرية وكذلك الأمن القومى العربى.
إن آجلا أو عاجلا سوف تكشف تركيا عن حقيقة نواياها وهل هى جادة فعلا وتريد التقارب مع مصر، وبالتالى عليها أن تقدم على اتخاذ قرارات صعبة، أم أنها تسعى فقط عبر التقارب مع مصر، للضغط على كل من قبرص واليونان وأوروبا، بأنها قادرة على فتح كوة فى جدار العلاقة الصعبة مع مصر؟!

عموما الموضوع مفتوح على العديد من الاحتمالات ليس فقط ما يخص مصر ولكن كل المنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيفعل أردوغان بالإخوان ماذا سيفعل أردوغان بالإخوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:14 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا
  مصر اليوم - محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل 10 مهاجمين في أفريقيا

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon