توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى يجعل مصر تتمسك بالمفاوضات مع إثيوبيا، بشأن سد النهضة، رغم أنه ثبت بالدليل القاطع تعنت ومراوغة إثيوبيا طوال حوالى عشر سنوات منذ اندلاع الأزمة؟
والسؤال الأهم: أليس من الأفضل عمليا أن نوقف هذه المفاوضات التى يصفها كثيرون بأنها صارت عبثية، ونعلن انسحابنا من اتفاق المبادئ الثلاثى مع إثيوبيا والسودان منذ مارس ٢٠١٥، حتى نكشف اللعبة الإثيوبية ونفضحها أمام العالم.
الأسئلة السابقة موجودة على لسان كثير من المصريين الذين يخشون أن يمر الوقت، ونتفاجأ بأن أديس أبابا أعلنت عن اكتمال الملء الثانى لسد النهضة مع موسم الفيضان القادم فى الصيف المقبل أى بعد أقل من ثلاثة شهور.
وفى موضوع سد النهضة تحديدا تعودت أن أستمع وأحترم رأى أحاسيس ومشاعر الناس البسطاء لأنها تعبير مهم عن اتجاه الرأى العام، لكن من المهم أيضا الاستماع إلى رأى الخبراء والمختصين ومن لديهم المعلومات، لأننا لسنا فى «عركة فى شارع أو حارة» ولكن فى معركة مصير ووجود متداخلة ومتشابكة، مع العديد من العوامل والظروف المحلية والإقليمية والدولية.
قبل أيام قابلت سياسيا مهما قريبا من دوائر هذا الملف الشائك وسألته عن جدوى الاستمرار فى التفاوض مع إثيوبيا، وجدوى التمسك باتفاق المبادئ؟!
وجهة نظر هذا السياسى المهم جدا، أننا ما زلنا لم نتعرض إلى ضرر فعلى من إثيوبيا حتى الآن، لأن حصتنا من المياه لم تتأثر، وهى تعلن طوال الوقت أنها لا تنوى إلحاق الضرر بنا. وعن اتفاق المبادئ الإطارى يرى هذا السياسى أنه الورقة الأهم فى يد مصر تفاوضيا حتى الآن، لأنه الوثيقة الأساسية التى تقر فيها إثيوبيا بحقوقنا وبالحفاظ على عدم إلحاق الضرر بنا، ، وعدم الشروع فى أى إجراءات لملء وتشغيل السد، إلا عبر التفاوض معنا.
هذا الخبير السياسى المرموق يقول إن اتفاق المبادئ هو أفضل ورقة سياسية وقانونية فى يد مصر حاليا.
قلت له، حتى لو كان ذلك صحيحا، فإن إثيوبيا مزقت هذا الإعلان، حينما نفذت الملء الأول بصورة منفردة، وأعلنت أنها ستنفذ الملء الثانى فى كل الأحوال، ولم تعد تخفى نواياها الشريرة تجاهنا، فما الذى سيفيدنا فى إعلان المبادئ؟
فى تقديره أنه خلال مراحل التفاوض فإن الأمور لا تقاس بمنطق الصراعات بين الأفراد فقط، وفى الحالة الراهنة فإن تعنت إثيوبيا وعدم التزامها باتفاقياتها، يحسّن موقف مصر دوليا ويظهرها أنها الدولة التى التزمت بالمنطق السلمى التفاوضى وحرصت عليه طوال الوقت.
قلت للمسئول، وما هى فائدة كل ذلك إذا استمرت مصر فقط هى التى تلتزم بالتفاوض السلمى والقانون الدولى، فى حين أن إثيوبيا ستملأ السد بصورة منفردة، وتضعنا أمام الأمر الواقع. فى هذه اللحظة ما الذى سنفعله باتفاق المبادئ؟!
هذا الخبير قال: «إن كلامى عن التفاوض واتفاق المبادئ لا يعنى أننا سنفرط فى حقوقنا المائية، لكن نحن نقوم بتقييم كل خطوة، وردنا يكون متناسبا مع كل خطوة يتخذها الطرف الثانى، والرسالة المهمة التى يفترض أن تصل إلى كل مصرى هى أن الدولة المصرية لن تفرط فى حقوقها المائية، ولن نسمح لأحد أن يفعل ذلك».
هو يجمل ذلك بقوله: «كل الخيارات متاحة للحفاظ على حقوق مصر التاريخية، وهذه الرسالة سوف تصل إلى كل من يهمه الأمر». انتهى كلام الخبير وظنى أن أى مصرى لن يشعر بالراحة والاستقرار إلا حينما نتوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومنصف يحافظ على حقوقنا المائية، ويمنع تحويل سد النهضة إلى أداة ضغط مستمرة وسيف مسلط على رقابنا، وإلى أن يحدث ذلك فالطبيعى أن يكون هناك قلق طوال الوقت نسأل الله أن ينتهى قريبا. وأتمنى أن تكون زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى بدأت للسودان الشقيق أمس، علامة فارقة فى تعامل مختلف مع العنجهية الإثيوبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon