توقيت القاهرة المحلي 07:49:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى يجعل مصر تتمسك بالمفاوضات مع إثيوبيا، بشأن سد النهضة، رغم أنه ثبت بالدليل القاطع تعنت ومراوغة إثيوبيا طوال حوالى عشر سنوات منذ اندلاع الأزمة؟
والسؤال الأهم: أليس من الأفضل عمليا أن نوقف هذه المفاوضات التى يصفها كثيرون بأنها صارت عبثية، ونعلن انسحابنا من اتفاق المبادئ الثلاثى مع إثيوبيا والسودان منذ مارس ٢٠١٥، حتى نكشف اللعبة الإثيوبية ونفضحها أمام العالم.
الأسئلة السابقة موجودة على لسان كثير من المصريين الذين يخشون أن يمر الوقت، ونتفاجأ بأن أديس أبابا أعلنت عن اكتمال الملء الثانى لسد النهضة مع موسم الفيضان القادم فى الصيف المقبل أى بعد أقل من ثلاثة شهور.
وفى موضوع سد النهضة تحديدا تعودت أن أستمع وأحترم رأى أحاسيس ومشاعر الناس البسطاء لأنها تعبير مهم عن اتجاه الرأى العام، لكن من المهم أيضا الاستماع إلى رأى الخبراء والمختصين ومن لديهم المعلومات، لأننا لسنا فى «عركة فى شارع أو حارة» ولكن فى معركة مصير ووجود متداخلة ومتشابكة، مع العديد من العوامل والظروف المحلية والإقليمية والدولية.
قبل أيام قابلت سياسيا مهما قريبا من دوائر هذا الملف الشائك وسألته عن جدوى الاستمرار فى التفاوض مع إثيوبيا، وجدوى التمسك باتفاق المبادئ؟!
وجهة نظر هذا السياسى المهم جدا، أننا ما زلنا لم نتعرض إلى ضرر فعلى من إثيوبيا حتى الآن، لأن حصتنا من المياه لم تتأثر، وهى تعلن طوال الوقت أنها لا تنوى إلحاق الضرر بنا. وعن اتفاق المبادئ الإطارى يرى هذا السياسى أنه الورقة الأهم فى يد مصر تفاوضيا حتى الآن، لأنه الوثيقة الأساسية التى تقر فيها إثيوبيا بحقوقنا وبالحفاظ على عدم إلحاق الضرر بنا، ، وعدم الشروع فى أى إجراءات لملء وتشغيل السد، إلا عبر التفاوض معنا.
هذا الخبير السياسى المرموق يقول إن اتفاق المبادئ هو أفضل ورقة سياسية وقانونية فى يد مصر حاليا.
قلت له، حتى لو كان ذلك صحيحا، فإن إثيوبيا مزقت هذا الإعلان، حينما نفذت الملء الأول بصورة منفردة، وأعلنت أنها ستنفذ الملء الثانى فى كل الأحوال، ولم تعد تخفى نواياها الشريرة تجاهنا، فما الذى سيفيدنا فى إعلان المبادئ؟
فى تقديره أنه خلال مراحل التفاوض فإن الأمور لا تقاس بمنطق الصراعات بين الأفراد فقط، وفى الحالة الراهنة فإن تعنت إثيوبيا وعدم التزامها باتفاقياتها، يحسّن موقف مصر دوليا ويظهرها أنها الدولة التى التزمت بالمنطق السلمى التفاوضى وحرصت عليه طوال الوقت.
قلت للمسئول، وما هى فائدة كل ذلك إذا استمرت مصر فقط هى التى تلتزم بالتفاوض السلمى والقانون الدولى، فى حين أن إثيوبيا ستملأ السد بصورة منفردة، وتضعنا أمام الأمر الواقع. فى هذه اللحظة ما الذى سنفعله باتفاق المبادئ؟!
هذا الخبير قال: «إن كلامى عن التفاوض واتفاق المبادئ لا يعنى أننا سنفرط فى حقوقنا المائية، لكن نحن نقوم بتقييم كل خطوة، وردنا يكون متناسبا مع كل خطوة يتخذها الطرف الثانى، والرسالة المهمة التى يفترض أن تصل إلى كل مصرى هى أن الدولة المصرية لن تفرط فى حقوقها المائية، ولن نسمح لأحد أن يفعل ذلك».
هو يجمل ذلك بقوله: «كل الخيارات متاحة للحفاظ على حقوق مصر التاريخية، وهذه الرسالة سوف تصل إلى كل من يهمه الأمر». انتهى كلام الخبير وظنى أن أى مصرى لن يشعر بالراحة والاستقرار إلا حينما نتوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومنصف يحافظ على حقوقنا المائية، ويمنع تحويل سد النهضة إلى أداة ضغط مستمرة وسيف مسلط على رقابنا، وإلى أن يحدث ذلك فالطبيعى أن يكون هناك قلق طوال الوقت نسأل الله أن ينتهى قريبا. وأتمنى أن تكون زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى بدأت للسودان الشقيق أمس، علامة فارقة فى تعامل مختلف مع العنجهية الإثيوبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا لماذا نستمر فى «اتفاق المبادئ» مع إثيوبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon