توقيت القاهرة المحلي 09:47:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخطوة التالية لحزب الوفد

  مصر اليوم -

الخطوة التالية لحزب الوفد

بقلم-عماد الدين حسين

هناك فرصة ذهبية أمام حزب الوفد لو استغلها بصورة صحيحة، فسوف يسدى خدمة جليلة لاسم هذا الحزب الكبير وللحكومة والرئيس، وللحياة السياسية فى البلد بأكمله.

يوم السبت الماضى اتخذت الهيئة العليا للحزب قرارا فى غاية الأهمية، وهو رفض ترشيح الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب للانتخابات الرئاسية المقررة فى مارس المقبل.

الرفض كان بأغلبية كبيرة زادت عن ٤٠ صوتا من بين ٦٢ صوتا بعد اجتماع ماراثونى زاد عن ست ساعات، بل وفهمنا أن الهيئة العليا رفضت حتى ترشح البدوى مستقلا، أو بعد تجميد عضويته.
هذا الاجتماع قد يدخل تاريخ الوفد والحياة السياسية المصرية بأكملها، إذا تم البناء عليه. أهمية الاجتماع تنبع من أنه إذا كان قد أقر ترشيح البدوى، فربما كان سيوجه طعنة للحزب وتاريخه، قد لا يشفى منها أبدا وسيعجل بالقضاء على ما بقى من الحزب الذى يعانى أوضاعا صعبة تراكمت طوال سنوات عديدة.

علينا أن نوجه التحية للذين رفضوا الترشح، لأن وجهة نظرهم طبيعية، وتتوافق والفطرة السليمة، وهى أنهم سبق لهم مناقشة الأمر قبل عشرة أيام ورفضوا تقديم أى مرشح للحزب، بل وقرروا تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبالتالى لا يعقل إطلاقا أن يأتوا ليرشحوا شخصا آخر، الأمر الذى سوف يظهرهم وكأنهم ألعوبة فى يد الحكومة.

لكن هل يمكن التماس الأعذار للسيد البدوى، ولأولئك الذين وافقوا على ترشحه فى الهيئة العليا؟!.

السؤال جدلى، وشخصيا ألتمس له العذر لأسباب متعددة، لكن ألوم السياسات الوفدية التى أوصلت الحزب إلى هذه الدرجة، التى تجعله يفكر فى مناقشة الدفع بمرشح لمجرد وجود رغبة حكومية بذلك، مهما كانت المبررات.

لا أريد أن أكرر ما تم كتابته فى هذا الموضوع، وما أكثره، لكن أريد أن أنظر إلى المستقبل، وأطلب من حزب الوفد، أن يحاول البناء على هذا الموقف، كى يخرج من الشرنقة التى وضع نفسه فيها من عشرات السنين.

سيقدم حزب الوفد خدمة جليلة للحياة السياسية، لو أن كوادره نزلت إلى الشارع، واستقطبت المواطنين لكى يمارسوا الحياة السياسية السليمة، فى إطار القانون والدستور.

لا يكفى أن ينتقد حزب الوفد الحكومة وتقييدها وتعويقها للعمل الحزبى الجاد. على الوفد أن يمارس دوره من الآن ويستعد للانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية.

هذا الأمر لا يقتصر على حزب الوفد فقط، لكن على كل الأحزاب الشرعية والمدنية، وأؤكد على تعبير الشرعية والمدنية، حتى يكون الكلام مقصورا عليها، وليس على أى حزب متطرف أو ظلامى لا يؤمن بالقانون أو الدستور أو الدولة المدينة.
لكن السؤال الجوهرى هو: ما الذى يمنع حزب الوفد أو غيره من ممارسة العمل السياسى الحقيقى؟!

الإجابة معقدة ومتداخلة وتحتاج مقالا آخر أكثر تفصيلا، وحتى إذا لامت الأحزاب الحكومة، فإن المسئولية الأساسية تقع على عاتقها، لأنها هى السبب الرئيسى فى المآزق التى وصلت إليها، وجعلت الكثير من المواطنين يكفرون بالعمل السياسى عموما والعمل الحزبى خصوصا.

العمل السياسى يحتاج إلى كوادر مؤهلة ومدربة، حتى لا نتفاجأ كل فترة بعدم وجود كوادر سياسية حقيقية، ونظل نشكو من الوزراء والمسئولين التكنوقراط، الذين يورطون أنفسهم ويورطون البلد بأكمله فى أخطاء قاتلة!!.
نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطوة التالية لحزب الوفد الخطوة التالية لحزب الوفد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon