توقيت القاهرة المحلي 07:14:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريحات منير.. التقية مستمرة

  مصر اليوم -

تصريحات منير التقية مستمرة

بقلم - عماد الدين حسين

في 26 أبريل الماضي وأثناء كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية والذي صادف الأيام الأخيرة من شهر رمضان، دعا الرئيس السيسي إلى حوار سياسي يحدد أولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة.

وقال يومها مقولته المهمة إن «هذا الحوار لن يستثني أحداً،وإن الخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية». وقتها ظن كثيرون أن هذه العبارة تعني عودة «الإخوان» مرة أخرى إلى المشهد السياسي. وهكذا وجدنا بعض قادتها يغازلون الدولة المصرية بطرق شتى للمشاركة في الحوار،وصلت إلى حد أن مرشدهم المؤقت في لندن إبراهيم منير قال قبل أيام لوكالة «رويترز» إن الجماعة قررت اعتزال العمل السياسي تماماً وإنها تمد يدها للدولة وتريد المشاركة في الحوار الوطني الدائر حالياً زاعماً أن هذا الحوار «لن ينجح من دون مشاركة الإخوان».

وظني أن القراءة الهادئة والدقيقة لكلمات إبراهيم منير تكشف بوضوح عن الحالة البائسة التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي.

بالطبع منير يخاطب في جانب من تصريحاته أعضاء الجماعة حتى يطمئنهم أن كل شئ على ما يرام،وبالطبع الحقيقة عكس ذلك تماماً.

الجديد في كلام منير مثلاً قوله إن«الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة«وهو ما يعني لدى البعض أنها قررت اعتزال العمل السياسي». وأضاف بقوله:«لن يكون هناك صراع على الحكم في مصر بأي صورة من الصور وحتى لو الصراع بين الأحزاب في الانتخابات السياسية أو غيرها التي تديرها الدولة.. هذه الأمور عندنا مرفوضة تماماً ولا نقبلها».

قال منير أيضاً إن «الجماعة ترفض العنف تماماً ونعتبره خارج فكرها«. وهو قول يخالف الأعمال الإرهابية الكثيرة التي نفذتها الجماعة منذ اغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر الأسبق العام 1948،وحتى عمليات العنف والإرهاب التي نفذتها عقب طرد الشعب المصري لها من السلطة في 30 يونيو 2013».

ومن الحقائق القليلة في تصريحات منير هي اعترافه بأن «الجماعة تمر بأوقات عصيبة وانقسامات داخلية وهذه المرة أقسى من كل المرات الأخيرة طوال 90 عاماً».

هذا ما قاله إبراهيم منير وهو في رأي كثيرين استمرار لمنهج ومبدأ التقية الذي برعت فيه الجماعة حينما تكون ضعيفة ومنكسرة ثم تعود للتنمر والتفرعن حينما تشعر ببعض القوة. وتقديرات المتابعين أن كلام منير تقسيم أدوار برع فيه الإخوان منذ تأسيس جماعتهم في محافظة الإسماعيلية عام 1928. فهو يتحدث بليونة ونعومة تخاطب الغرب وإعلامه والنظام في مصر بلغة هادئة مسالمة في حين يقوم التيار القطبي الآخر بزعامة محمود حسين بالإصرار على محاربة الدولة المصرية وشن الهجمات الإعلامية المستمرة ضدها.

لكن وللموضوعية فإن تصريحات منير تؤكد بوضوح على حقيقة أساسية وهي أن الجماعة في أضعف حالاتها منذ عقود بسبب نبذ الشعب المصري لها،والضربات الأمنية الموجهة لها طوال السنوات الأخيرة وأخيراً لأن الدول الراعية لها لم تعد متحمسة لها بعد أن خاب الرهان عليها.

المهم وقبل أن يزيد منسوب التفاؤل لدى الجماعة وقادتها وكوادرها غالبية القريبين من الدولة أكدوا على استحالة مشاركة الإخوان في الحوار الوطني لأن أيديهم ملطخة بدماء المصريين.

ثم حسم الرئيس السيسي الموضوع بقوله في 3 يوليو الماضي:«أطلقنا الحوار الوطني لكل المفكرين والنقابات والمثقفين والقوى السياسية، مع استثناء فصيل واحد فقط،والناس يمكن أن تسأل لماذا نعمل استثناءً واحداً ولماذا ليس كل الناس معنا بالحوار؟».

السيسي أجاب عن السؤال قائلاً: «لأننا في 3 يوليو 2013، آخر حاجة عملتها طرحت عليهم (أي الجماعة) تصوّراً نتجاوز به أزمتنا، عبر انتخابات رئاسية مبكرة، وأن نعطي الشعب فرصة كي يقول رأيه». لكن أنتم قلتم إن هناك مؤامرة ضدكم فلماذا لم تقبلوا بالانتخابات المبكرة وتكشفوا المؤامرة ؟«ونعمل انتخابات رئاسية مبكرة؟!». وختم السيسي بقوله «الأرضية المشتركة التي تجمعنا في الحوار والنقاش ليست موجودة معهم». إذاً فإن النتيجة النهائية هي أنه لا مكان للإخوان في الحوار الوطني والمشهد السياسي برمته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريحات منير التقية مستمرة تصريحات منير التقية مستمرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon