توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوكينج القعيد.. والمثرثرون الأصحاء

  مصر اليوم -

هوكينج القعيد والمثرثرون الأصحاء

بقلم : عماد الدين حسين

كم شخصا فى مصر والعالم العربى كان يعرف ستيفن هوكينج الذى ولد فى مدينة أوكسفورد عام ١٩٤٢ ومات صباح الأربعاء الماضى عن ٧٦ عاما فى مدينة كمبردج؟.

وإذا كان البعض منا يعرفه اسما، أو شاهد الفيلم الروائى الذى جسد سيرته الاستثنائية، فمن منهم قرأ كتبه أو سمع عن نطرياته أو كان مشغولا بعمله وبطريقة تفكيره؟

حياتنا العربية وطريقة تفكيرنا على العكس تماما من عالم هوكينج. نحن نثرثر كثيرا، ونعيش فى الماضى السحيق، والرجل كان دائما مهموما بالعلم والمستقبل والتفكير العلمى والعقلى.

هوكينج هو واحد من أشهر علماء الفيزياء، والبعض يقول إنه يرقى إلى مستوى أينشتاين، واشتهر بأنه أفضل من بسط العلم وقربه لفهم الإنسان البسيط.

قالت عنه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى: «إنه صاحب عقل استثنائى». هذا الرجل أصيب وعمره ٢١ عاما بمرض الأعصاب الحركية أو التصلب الجانبى. وتوقع الجميع وفاته وقتها، لكن معجزة ما حدثت واستمر فى الحياة، على كرسى متحرك. ويقول عن هذه الفترة: «عشت مع احتمال الموت المبكر خلال ٤٩ عاما.. أنا لا أخاف الموت ولست مستعجلا عليه لأن لدى الكثير لأفعله أولا».

هذا العالم الفذ عاش حياته كلها على كرسى متحرك، ووقفت أسرته بجانبه، ولم يكن بارعا جدا فى التحصيل الدراسى وهو صغير، لكنه شيئا فشيئا بدأ يلفت الأنظار إلى شغفه بالعلم والفيزياء ومعرفة كيف تعمل الأشياء، حتى صار صاحب أهم النظريات فى هذا المجال، وله كتب طبعت منها ملايين النسخ أهمها تاريخ موجز للزمن الصادر عام ١٩٨٨ وبيع منه عشرة ملايين نسخة.

الرجل لم يكن شديد الإيمان بالأديان، ورأيه فى الأديان عموما، لا يسر المؤمنين بها، لكن بعيدا عن هذا المجال، فقد كان فلتة من فلتات الزمن فعلا.

مجلة إيفنينج ستاندارد نقلت أمس الخميس بعض أشهر مقولاته ونشرها موقع إيلاف مع بعض التصرف.
فى مقابلة مع النيويورك تايمز عام ٢٠٠٤ قال: «الأشخاص الذين يتباهون بذكائهم أشخاص خائبون» وهى حكمة بليغة ليت العديد من مدعى الحكمة والذكاء فى عالمنا العربى يتدبرونها.

ومن مقولاته أيضا: «تذكر أن تنظر إلى السماء صوب النجوم لا نحو الأسفل عند حذائك، وحاول أن تفهم ما ترى، وتتساءل عما يجعل الكون موجودا، ومهما قد تبدو الحياة صعبة فهناك دائما شىء تستطيع أن تفعله وتنجح فيه، المهم ألا تستسلم».

وعن رأيه فى البشرية يقول: «ما نحن إلا نسل متقدم من القردة فى كوكب صغير، يدور فى فلك».

وعن سبب وجود الكون يقول: «لو وجدنا الإجابة عن هذا السؤال فإنه سيكون الانتصار النهائى لعقل الإنسان».
وعما شعر به بعد إصابته بمرض الأعصاب الحركية: «اختزلت توقعاتى إلى صفر حينما كنت فى الحادية والعشرين من العمر، ومنذ ذلك الوقت وهناك مكافأة».

له آراء شديدة الأهمية عن الثقوب السوداء حيث يشبهه البعض بأنه مكتشفها لكن بعض آرائه فى هذا الصدد تتصادم مع الإيمان الدينى.

كان يتمنى أن تصل كتبه إلى العامة، وقال ذات يوم: «أتمنى أن تباع كتبى فى أكشاك الكتب فى المطارات، ولذلك وصفه البعض بأنه «السفير الشعبى للعلوم».

كان هذا العالم البريطانى الكبير ذا حس كوميدى واضح فيقول عن الشهرة: «الجانب السلبى فى الشهرة أننى لا أستطيع أن أضع نظارات سوداء وشعرا مستعارا فالكرسى المتحرك يفضحنى».

وعن رأيه فى القتل الرحيم يقول: «أعتقد أن ذلك خطأ كبيرا فمهما بدت الحياة سيئة فهناك دائما شيئا تستطيع أن تفعله وتنجح فيه، وما دامت هناك حياة، فهناك أمل».

وعن احتمال حدوث اتصال بين البشر ومخلوقات فضائية قال: «لو حدث ذلك ستكون كارثة، لأن مخلوقات الكواكب الأخرى ستكون على الأرجح متقدمة كثيرا علينا، وتاريخ احتكاك أعراق متقدمة ببدائية على هذا الكوكب ليس تاريخا سعيدا، على الرغم من أنهم كانوا من جنس واحد، ولذلك أعتقد أنه يجب أن نظل متوارين عن الأنظار.

كان هوكينج مقعدا، وتم شق حنجرته ولم يستطع الكلام لفترة طويلة لكنه قدم للبشرية الكثير والكثير.

ولدينا فى عالمنا الكبير كثيرون يتحدثون ويثرثرون بالتفاهات وسقط الحديث.

تلك هى «الحياة التى ستكون مأساوية إذا لم تكن مضحكة»، كما قال هوكينج ذات يوم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوكينج القعيد والمثرثرون الأصحاء هوكينج القعيد والمثرثرون الأصحاء



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon