توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل تقتل أسراها وتفضح نفسها

  مصر اليوم -

إسرائيل تقتل أسراها وتفضح نفسها

عماد الدين حسين
بقلم -عماد الدين حسين

ما هو أهم درس مستفاد من قيام العدوان الإسرائيلى بقتل ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا فى قبضة حماس، وخرجوا من أحد أنفاق حى الشجاعية بقطاع غزة رافعين رايات بيضاء ومتحدثين باللغة العبرية قائلين: أنقذونا؟!
الدرس الأساسى الذى يفترض أن يصل إلى العالم أجمع خصوصا فى الولايات المتحدة وأوروبا وكل من يزعم أنه عالم متحضر هو أن إسرائيل تقتل من يستسلم ولا تؤمن بكل ما تصدع به رءوسنا صباح مساء أنها دولة ديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان وتراعى القواعد القانونية والأخلاقية فى الحرب.
فى غالبية المؤتمرات الصحفية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع يؤاف جالانت ورئيس الأركان هرتسلى هاليفى فإنهم يتبجحون كثيرا بأن جيشهم يطبق قواعد الاشتباك المتعارف عليها عالميا وأعلى المعايير الأخلاقية فى الحرب على غزة، وينسى جالانت أنه فى اليوم الأول من العدوان وصف المقاومين الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية»!!. ونعرف تماما كيف سيتصرف جنود الاحتلال مع هذه «الحيوانات البشرية». وبالمناسبة فإن الغرب وقادته يعطوننا دروسا كل يوم فى الطريقة المثلى والمتحضرة لمعاملة الحيوانات التى يفترض أنها تستحق كل رفق وإنسانية.
جالانت قال أيضا فى بداية العدوان: «لا غذاء ولا مياه ولا وقود ولا دواء لغزة» وهو قرار يعنى أنهم قرروا من البداية أن يقتلوا أهلها جوعا وعطشا ومرضا، إضافة إلى التدمير الممنهج للقطاع بحيث يتحول إلى مكان غير قابل للحياة لفترة طويلة.
حينما يرفع الأسرى الإسرائيليون الثلاثة الرايات البيضاء ويتحدثون بالعبرية لجنود الاحتلال، ورغم ذلك يقدمون بقتلهم، فالمعنى الأساسى أن التعليمات الصادرة للجنود تقول لهم اقتلوا الجميع فى غزة من يقاوم ومن يستسلم، من يتمسك بالبقاء فى منزله، ومن يطيع قرارات قادة الاختلال بالنزوح من بيته، من يحتمى بالمستشفيات أو المدارس أو الكنائس أو المساحة أو مؤسسات الأمم المتحدة خصوصا الأونروا.
الطبيعى لو أن جنود الاحتلال لا توجد لديهم هذه التعليمات، فكان يمكنهم وقتها الحصول على الأسرى الثلاثة أحياء والطنطنة الإعلامية بأنهم حرروهم، وأن الضغط العسكرى على حماس والمقاومة قد أثبت مفعوله، ولكانت إسرائيل وحكومتها قد أقامت الدنيا ولم تقعدها، فخرا وتيها وتباهيا بقوة جيشها، لكن الله أراد لحكمة من عنده أن يفضحهم ويكشف وضاعتهم وعدم إنسانيتهم، وأن جوهر تفكيرهم هو أن الفلسطينيين مواطنون من الدرجة الثانية، وعليهم أن يقبلوا بذلك إذا أرادوا العيش فى بلدهم أو يرحلوا أو يقتلوا، كما قال المتطرف بتسلئيل سموتيريتش وزير المالية الإسرائيلى وأحد أهم أركان حكومة نتنياهو المتطرفة. ما يفعله جنود الاحتلال فى غزة منذ بداية العدوان فى ٧ أكتوبر الماضى وحتى هذه اللحظة، يكشف بوضوح عن عقلية وثقافة عنصرية فاشية وغير مسبوقة عالميا.
رأينا العديد من نماذج هذه الممارسات لهؤلاء الجنود والضباط والقادة من أول تكسير محلات الفلسطينيين البسيطة، وسير الجرافات على جثث الضحايا الفلسطينيين وقيام أحد الضباط بإهداء قصف منزل وتدميره على ساكنيه فى غزة لابنته الصغيرة، ومن عدل الله أن هذا العنصرى قد قتل على يد المقاومة الفلسطينية لاحقا، وكذلك قتل النازحين الفلسطينيين وهم يتجهون جنوبا، أو حينما أراد بعضهم العودة لمنازلهم فى شمال القطاع أثناء فترة الهدنة الإنسانية.
لو أن هناك ميزة أو حسنة قليلة لهذا العدوان، فهو أنه كشف بوضوح لا يقبل الشك أو الجدل أو الدحض حقيقة هذا الكيان العنصرى الفاشى الذى يعتقد فعلا أنه كيان أرقى من جيرانه ومن كل العالم، وقد رأينا بعض حاخاماته قبل أيام يعيدون تكرار حكاية ضرورة تحقيق استعادة أرض إسرائيل الكاملة من النيل للفرات!!. مثل هذه النوعية من التفكير تتطلب جهدا عربيا وإسلاميا ودوليا لكشف حقيقة إسرائيل البربرية والعنصرية والمعادية لكل ما هو إنسانى.
وترك هؤلاء من دون كشف وفضح وتعرية سيعنى أن الدور قادم على كل الشعوب العربية، إن لم يكن اليوم فغدا، فانتبهوا يا أولى الأولباب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تقتل أسراها وتفضح نفسها إسرائيل تقتل أسراها وتفضح نفسها



GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon