توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو يسعى لتفجير المنطقة

  مصر اليوم -

نتنياهو يسعى لتفجير المنطقة

عماد الدين حسين
بقلم -عماد الدين حسين

مفاجأة: إسرائيل تريد توسيع الحرب لتصبح إقليمية. ولا تقتصر فقط على قطاع غزة، بل تمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط بأكمله، وياحبذا لو كانت ضد إيران أو مصر.
قد يستغرب البعض ذلك، وله كل الحق، لأن البديهى يقول إن من مصلحة إسرائيل أن تحصر قتالها فى قطاع غزة فقط حتى تتمكن من إنجاز مهمتها المعلنة وهى القضاء على حركات المقاومة وتحرير الأسرى الإسرائيليين.
أوضح دليل على أن إسرائيل تريد توسيع الحرب هو اغتيالها لنائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس صالح العارورى وخمسة من مساعديه مساء الثلاثاء الماضى فى الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت بصاروخين موجهين من طائرة مسيرة.
قد يسأل البعض ويقول: وهل مجرد اغتيال العارورى دليل على أن إسرائيل تريد توسيع الحرب؟
نعم، هو دليل مهم ضمن أدلة أخرى.
أولا: تدرك إسرائيل أنه فى اللحظة التى ستقوم فيها باغتيال قيادى كبير بوزن العارورى فى لبنان فإن حزب الله ومن خلفه إيران سوف يقرران الرد، فما البال حينما تتم عملية الاغتيال فى مقر حزب الله ومركز ثقله وهى الضاحية الجنوبية؟!
ثانيا: الولايات المتحدة أرسلت حاملتى الطائرات فورد وأيزنهاور إلى قبالة السواحل الإسرائيلية لتمنع أى طرف خصوصا إيران أو حزب الله من المشاركة فى الحرب ضد إسرائيل، وهى نجحت إلى حد كبير فى هذا الأمر، وكانت رسالتها الواضحة أنه لن يسمح بتوسيع الحرب، لكن كان ملحوظا أن واشنطن سحبت حاملة الطائرات فورد من البحر المتوسط فى الأسبوع الماضى. وكان المنطق يقول إن إسرائيل التى فشلت فى تحقيق أهدافها المعلنة فى غزة لن تغامر بفتح جبهة ثانية شاملة مع حزب الله.
سيقول قائل ولكن هناك حربا فعلا بين إسرائيل وحزب الله. لكن الإجابة الصحيحة تقول إن هناك صراعا منضبطا إلى حد كبير. حزب الله يقصف شمال إسرائيل فعلا وجعل غالبية سكانه يهربون، وإسرائيل ترد، لكن الطرفين لا يتعديان الحدود المرسومة التى لا تجعل الأمر يتحول إلى حرب شاملة. لكن باغتيال العارورى فإن إسرائيل تعدت كل الخطوط الحمراء وسعت بكل قوة لتحويل ما هو صراع منضبط إلى حرب شاملة.
سؤال آخر: ولماذا تفضل إسرائيل ذلك وهى لم تستطع حتى أن تحسم الحرب فى غزة؟ الإجابة ببساطة، متضمنة داخل السؤال، فهى وبسبب أنها لم تحسم الحرب فى غزة، ولم تحقق أيا من أهدافها المعلنة. بل قتلت آلاف المدنيين ودمرت نصف غزة، فإن حكومة نتنياهو تسعى للهرب إلى الأمام بهدم المعبد فوق رأس الجميع، وبدلا من أن يلومها الإسرائيليون على فشلها الشامل فى ٧ أكتوبر. أو على فشلها فى تحقيق أهداف العدوان فى غزة، وعدم عودة الأسرى، وعدم عودة سكان المستوطنات إلى بيوتهم فى غلاف غزة أو الجليل شمال فلسطين المحتلة، فإن الحل السحرى لذلك هو إشعال وتفجير المنطقة بأكملها.
نتنياهو فشل فى كل الجبهات إضافة لزيادة الصراعات الداخلية فى إسرائيل سواء داخل حكومته المتطرفة، أو بين الحكومة والجيش، أو بين الحكومة والمعارضة وأهالى الأسرى، أو بعض الإعلاميين أو بدء الاختلاف مع الإدارة الأمريكية التى تطالبها بتهدئة الأمور والانتقال إلى مراحل مختلفة من العدوان بسبب زيادة الاحتجاجات العالمية على العدوان.
من أجل كل ما سبق، وبدلا من أن يستقيل نتنياهو ويعترف بفشله، فإنه حاول وسيحاول توسيع الحرب لتصبح إقليمية.
فى اللحظة التى أصدر فيها أمرا بتنفيذ عملية اغتيال العارورى فإنه يسعى بكل الطرق إلى استدراج إيران لحرب شاملة وليس عبر الوكلاء، وهو يحاول أن يستفز حزب الله ليدخل المعركة بكل قوته، لكن من الواضح أن إيران حتى هذه اللحظة لم تقرر أن تدخل الحرب بكل قوتها، ولكن بعمليات منضبطة عبر الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان والحشد الشعبى العراقى.
لا يمكن أيضا إغفال محاولات نتنياهو ومتطرفيه من محاولات استفزاز مصر واستدراجها إلى حربه المجنونة.
التصريحات التى تصدر من نتنياهو وبعض وزرائه المتطرفين، هدفها استفزاز مصر.
هو يريد أن يقول لشعبه إنه سيدخل المعركة الشاملة ليس ضد هذه الميليشيا أو تلك ولكن ضد إيران أو مصر، وبالتالى تفلت كل الأمور.
ووقتها لن يفكر الناس فى فشله الاستخبارى أو العسكرى، والسياسى، أو الانقسام الذى سببه فى المجتمع الإسرائيلى، بل فى الحريق الكبير الذى سوف يشتعل فى كل المنطقة
السؤال: ما هى فرص نجاح نتنياهو فى مخططه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يسعى لتفجير المنطقة نتنياهو يسعى لتفجير المنطقة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon