توقيت القاهرة المحلي 13:19:22 آخر تحديث
الاثنين 21 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا لا يشعر ترامب بمعاناة الفلسطينيين؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا يشعر ترامب بمعاناة الفلسطينيين

بقلم عماد الدين حسين

أليس غريبا أن المنطق الذى يتبعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأزمة الروسية الأوكرانية يتناقض تماما مع ما يفعله فى الصراع العربى الإسرائيلى؟ وكيف يمكن تفسير هذا التناقض؟

 الأزمة الروسية الأوكرانية يكرر ترامب طوال الوقت أنه حان الوقت لوقف الحرب ووقف إراقة دماء جنود وأبناء البلدين، وأنه بدلا من إنفاق مليارات الدولارات على شراء الأسلحة التى تقتل الآلاف فالأفضل توجيه هذه الموارد لبناء وإعادة إعمار المناطق التى دمرتها الحرب فى البلدين.

لكن فى مقابل هذا المنطق الذى يبدو وجيها وإنسانيا نرى ترامب ينقلب عليه تماما فى حالة الصراع العربى الإسرائيلى. هو يؤيد إمداد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة، وآخرها ٣٥ ألف قنبلة تزن الواحدة منها ٢٠٠٠ رطل، وكان الرئيس السابق جو بايدن قد أوقف إمداد إسرائيل بها لأنها تسببت فى تسوية أحياء سكنية كاملة بالأرض.

يطالب ترامب أوكرانيا بوقف الحرب ووقف شراء الأسلحة وتسوية الصراع مع روسيا، لكنه لا يفعل ذلك مع إسرائيل، بل قال إنه زايد أكثر من مرة على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وقال إنه إذا لم تفرج حركة حماس عن جميع الأسرى فى وقت محدد فسوف تُفتح أبواب الجحيم عليها. وهو الأمر الذى يتناقض تماما مع بنود الاتفاق الذى يقول إنه هو السبب الرئيسى فى إنجازه بين إسرائيل وحماس فى 19 يناير الماضى.

وطوال الوقت يتحدث فقط عن أسرى إسرائيل وهم عشرات ولا يمر على خاطره آلاف الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.

هو يصف المقاومة الفلسطينية بأنها مختلة ومتوحشة لأنها تحتفظ بأقل من خمسين جثة لأسرى إسرائيليين ويتجاهل تماما أن إسرائيل تحتفظ بآلاف من جثث الفلسطينيين.

هو تحدث أكثر من مرة عن وجه شاحب لأحد الأسرى الإسرائيليين أثناء الإفراج عنه باعتباره جريمة ضد الإنسانية، فى حين أن مقتل وإصابة 150 ألف فلسطينى وآلاف المفقودين وتدمير أكثر من ثلث مبانى ومنشآت قطاع غزة بالكامل أمر لا يحرك عنده أى مشاعر إنسانية.

كيف يمكن تفسير هذا التناقض؟!
للوهلة الأولى فإن الأمر يبدو وكأن الرئيس الأمريكى لا يرى فى الفلسطينيين بشرا لهم حقوق متساوية مع بقية البشر، فى مقابل خوفه على سكان أوكرانيا وروسيا الذين يدفعون حياتهم ثمنا للصراع، فإنه اقترح تهجير كل سكان غزة من أرضهم، وعدم العودة إليها مرة أخرى.

أظن أن أحد التفسيرات المهمة لموقف ترامب أنه يتماهى تماما مع الرواية والسردية الإسرائيلية، مثلما يتماهى أيضا من السردية الروسية إلى حد كبير. لكن فى الأمة الأوكرانية فإن موقف ترامب يبدو ضارا وخطرا على المصالح الأمريكية العليا التى ترى فى روسيا عدوا استراتيجيا يمثل خطرا عليها وعلى مصالحها فى أوروبا والعديد من مناطق العالم.

ولذلك هناك الكثير من كلمات الاستفهام لدى العديد من المراقبين الأمريكيين والدوليين عن سر لغز انحياز ترامب غير المبرر للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

أما فى الحالة الإسرائيلية فمن الواضح أن ترامب ينحاز بشكل سافر إلى جزء مهم من قاعدته الانتخابية وهو اللوبى  اليهودى فى أمريكا، وقد رأينا حجم الأموال الضخمة التى تبرع بها هذا التيار لترامب ليس فقط فى جولاته ومعاركه الانتخابية، ولكن أيضا لتمويل قضاياه فى المحاكم الأمريكية طوال السنوات الماضية، وهناك مثال صارخ على هذا الأمر يتمثل فى ميريام أدلسون أغنى سيدة فى إسرائيل بثروة تقدر بـ ٣٤ مليار دولار، التى تبرعت لترامب بأكثر من 217 مليون دولار مقابل وعده بتأييد ضم إسرائيل للضفة الغربية، مثلما اعترف من قبل بضم الجولان السورية أو نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

إحدى مشاكلنا فى العالم العربى أن كثيرا منا ما يزالون يفكرون بعواطفهم ويتحدثون كثيرا عن القانون الدولى والشرعية وقرارات الأمم المتحدة، وهى مصطلحات يستخدمها الأقوياء فقط حينما تكون فى صالحهم، ويرمونها فى أقرب سلة مهملات حينما تتعارض مع مصالحهم، ومن لا يصدق عليه أن يعيد مشاهدة الخناقة البلدى بين ترامب والرئيس الأوكرانى زيلينسكى يوم الجمعة الماضى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يشعر ترامب بمعاناة الفلسطينيين لماذا لا يشعر ترامب بمعاناة الفلسطينيين



GMT 08:30 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 06:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 06:16 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

رجل لا يتعب من القتل

GMT 06:14 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 06:12 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

السعودية وهندسة تبريد المنطقة

GMT 06:09 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

GMT 06:08 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

حرب غزة... مأزق «حماس» وإسرائيل معاً

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 19:30 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

الأهلي يقدم كولر إلى وسائل الإعلام الإثنين

GMT 04:19 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

مجموعة الجزائر في كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 11:05 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

فساتين سهرة مناسبة للمحجبات

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 11:57 2025 الخميس ,10 إبريل / نيسان

أحدث موديلات البدل الرجالية لمظهر عصري

GMT 08:22 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج السرطان

GMT 12:43 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

اكتشف معدل ضغط الدم المناسب لكل مرحلة عُمرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon