توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجديد فى كلام ترامب عن السيسى

  مصر اليوم -

الجديد فى كلام ترامب عن السيسى

بقلم :عماد الدين حسين

 ما الجديد فى كلام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، حتى ينشغل به الجميع شرحا وتحليلا، خصوصا فى الصحافة العالمية؟!
ألم يصف ترامب السيسى أكثر من مرة بأنه زعيم رائع وعظيم، فما الجديد حتى تكون التصريحات الأخيرة مهمة؟
قبل الإجابة، علينا أن نعرف أولا ما قاله ترامب عن السيسى أثناء وبعد القمة التى جمعتهما فى نيويورك ليلة الاثنين الماضى، على هامش اجتماعات الدورة رقم ٧٤ للجمعية العامة للأمم المتحدة.
قال ترامب حينما سئل عن المظاهرات التى شهدتها بعض المدن المصرية يوم الجمعة الماضى: «كل شخص لديه مظاهرات، وحتى الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما كان لديه مظاهرات، وأنا لست قلقا بشأن ذلك، فمصر لديها قائد عظيم، هو حقق أمرا رائعا فى وقت قصير، فعندما تولى السلطة من فترة قصيرة، كانت مصر تعانى من الفوضى، وهى الآن ليست فى فوضى».
هذا نص كلام ترامب المباشر عن السيسى، كما أنه وعلى عهدة السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فإنه قال ــ كما نشرت الأهرام فى طبعتها الثانية يوم الثلاثاء ــ إن مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الولايات المتحدة، وأنه أشاد بالجهود المصرية الناجحة فى التصدى بحزم لخطر الإرهاب.
السيسى هو الرئيس المصرى الوحيد الذى حضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ست مرات متتالية منذ سبتمبر ٢٠١٤ وحتى الآن، كما أنه أكثر رئيس مصرى يحضر هذه الاجتماعات.
وعلى حد علمى فإن لقاءاته مع ترامب هى الأكثر لرئيس مصرى مع رئيس أمريكى فى هذه المدة الزمنية القصيرة، منذ تولى ترامب السلطة فى يناير ٢٠١٧. الرئيسان التقيا خلال حملة ترامب الانتخابية، حينما كان مرشحا كما التقاه فى إبريل ٢٠١٧ فى واشنطن، ثم فى الرياض على هامش قمة أمريكا مع الدول العربية والإسلامية، ثم توالت اللقاءات سواء فى واشنطن أو نيويورك، أو على هامش اجتماعات قمة مجموعتى السبعة الكبار أوالعشرين، والتى يحضرها الرئيس السيسى بدعوة من دولة المقر، أو باعتباره رئيسا للاتحاد الإفريقى.
فى تقديرى أن الأهمية الفعلية لكلام ترامب هو التوقيت. نعرف تماما أن ترامب يشيد بالسيسى فى كل مرة يلتقيان، وصار معروفا لجميع المتابعين رأى ترامب الإيجابى فى السيسى لكن هذه المرة الأمر مختلف.
فالقمة تأتى بعد حوالى ثلاثة أيام من مظاهرات محدودة ضد الحكومة والنظام جرت فى القاهرة وبعض المحافظات.
وبالتالى فإن من انتظروا إجابة ترامب، فربما أرادوا أن يمثل سؤال المظاهرات إحراجا له، فيقدم إجابة قد تحرج الرئيس المصرى، أو حتى يلتزم الصمت أو يفعل أى شىء، يمكن أن يستخدم ضد السيسى، وبالتالى يتحول الأمر إلى رافعة لاستمرار الضغط على الحكومة المصرية.
لكن المؤكد أن ترامب لا يعرف فكرة أو معنى الإحراج!! وبالتالى فالمفاجأة، أنه لم يصمت أو حتى يتحدث بكلام دبلوماسى يجيده غالبية زعماء الدول، ويكون مجرد كلام إنشائى للاستهلاك المحلى. لكنه قدم أكبر دعم سياسى ممكن للسيسى والحكومة ولنظامه.
ستصل رسالة إلى كثيرين بأن المظاهرات التى يجرمها القانون المصرى إلا بشروط صارمة، صارت فى نظر الرئيس الأمريكى فوضى ينبغى التصدى لها.
ما قاله ترامب عن السيسى يمثل صدمة ضخمة لكل من انتظروا دعما خارجيا ضد مصر، خصوصا جماعة الإخوان وكل من يدعمها.
جماعة الإخوان عاشت عصرها الأمريكى الذهبى أيام حكم باراك أوباما، وانفتحت أمامهم أبواب البيت الأبيض والكونجرس ووزارة الخارجية، وبعض مراكز البحث فى واشنطن، طرقوا أبواب ترامب كثيرا، لكن صدهم، بل وألمحت مصادر فى إدارته إلى إمكانية بحث إدراجهم على قوائم المنظمات الإرهابية.
هو يمثل صدمة أيضا، لفريق من السياسيين يعتقدون أن «مقادير الكون» تسير وفق المشيئة الأمريكية فقط.
الرئيس التركى سيكون من بين المصدومين أيضا من كلام ترامب فهو دائم الانتقاد للحكومة المصرية، وكان ملفتا للنظر أنه ألقى كلمته بعد كلمة الرئيس السيسى مباشرة، والذى ألقى كلمته بدوره بعد كلمة ترامب مباشرة. ورأينا استمرار أردوغان فى نهجه العدوانى ضد مصر، خلال تصريحاته فى نيويورك أو كلمته أمام الأمم المتحدة. وسبق ترامب الرئيس البرازيلى جايير بولسانارو، فى حين جاءت كلمة أمير قطر رقم سبعة.
فى ظنى الشخصى أن تصريحات ترامب عن السيسى هى الحدث الأبرز بالنسبة للرئيس ومصر خلال اجتماعات نيويورك الأخيرة لأنها ببساطة أدخلت ترامب فى صلب ما يجرى داخل مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجديد فى كلام ترامب عن السيسى الجديد فى كلام ترامب عن السيسى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon