توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهيد أحمد أبو الوفا.. وطريق الصعيد

  مصر اليوم -

الشهيد أحمد أبو الوفا وطريق الصعيد

بقلم: عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى كان أسعد الأيام فى حياة الطالب أحمد محمد أبوالوفا صلاح نصير واسرته واقاربه، لأنه حصل على ٩٨٫٥٪ فى الثانوية العامة من مدرسة القوصية الثانوية. لكن الفرحة لم تستمر، بل تحولت إلى مأساة مكتملة الأركان ليس فقط للطالب وأسرته بل لكثير من المصريين الذين عرفوا بالفاجعة.

فى اليوم التالى ذهب احمد من مدينة القوصية إلى مدينة أسيوط للسؤال عن كيفية الالتحاق بكلية الطب، وهل هناك امتحانات قدرات أم لا. وقبل دخول أسيوط ببضعة كيلومترات وأمام كوبرى منقباد اصطدمت السيارة الميكروباص التى يستقلها أحمد، بسيارة ملاكى، أحمد توفى فورا ولم يهنأ بتفوقه ونجاحه. وتحولت وفاته إلى مأساة لأهله ومحبيه جميعا.

لماذا أكتب عن أحمد اليوم؟

ليس لأنه ابن بلدى القوصية، أو تخرج من نفس المدرسة التى حصلت على الثانوية العامة منها صيف عام ١٩٨٢، ولكن لأن هذا الطريق الذى مات عليه، تحول إلى لعنة كبيرة تلتهم أرواح الأبرياء كل يوم.
على ذمة إبراهيم نظير عضو مجلس النواب عن القوصية، فإن الطريق الزراعى بين ديروط وأسيوط، والذى لا يزيد عن ٥٦ كيلومترا، قد شهد سقوط أكثر من ١٢٠٠ قتيل من أول يناير ٢٠١٧ وحتى الآن، وهو رقم يفوق ضحايا الحروب بين الدول!

فى اليوم الذى مات فيه أحمد، مات معه ثلاثة، وأصيب ١٢ آخرون. الضحايا لا يقدرون بثمن اضافة إلى الخسائر الاقتصادية المتمثلة فى ثروة المجتمع وأفراده من السيارات.

حادثة أحمد المفجعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، هى تحولت إلى خبر فى معظم المواقع والصحف، لأنها تحمل كل عناصر الخبر الأساسية المثيرة.. طالب صغير السن يموت فى حادثة بشعة فى نفس يوم تفوقه الكبير.
فى كل يوم هناك حوادث قاتلة، وإصابات متنوعة لكن لا نشعر بها لفرط تكرارها إلا اذا مست من نحبهم. أذكر أنه فى يوم ١٩ مارس ٢٠١١، وكان يصادف إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية الشهيرة، أن أمى واثنتين من شقيقاتى وابن شقيقتى، قد تعرضوا لحادث مروع فى نفس المكان الذى توفى فيه أحمد. ويومها اصيبوا جميعا إصابات متنوعة، تركت بصماتها على بعضهم، لكن القدر كان رحيما بهم، وكتب لهم عمرا جديدا.

هذا الطريق تحول فعلا إلى مصيدة يختار فيها الموت من يشاء. الأمر ليس قاصرا على طريق القوصية اسيوط، أو ديروط أسيوط ولكن على معظم الطريق الزراعى من القاهرة إلى أسوان.

هذا الطريق، كان هو الوحيد الواصل بين القاهرة والصعيد، إلى أن تم شق طريقين رئيسيين هما القاهرة أسيوط الصحراوى الشرقى، أو ما يطلق عليه طريق الجيش، ويبدأ من حلوان والكريمات وهو طريق جيد لكنه بعيد نسبيا. ثم الطريق الصحراوى الغربى. وكان ممتازا، لكن وبفعل الفوضى والإهمال، صار مكسرا ومؤذيا بصورة واضحة والسبب غياب الرقابة وبالأخص سير المقطورات وسيارات النقل الثقيلة عليه، مما جعله طريقا مشلفطا ومبعجرا !!. الآن هناك عمليات ترميم وتوسيع تتم منذ شهور ونأمل أن تنتهى قريبا.

طريق القاهرة أسوان الزراعى، لم يعد احد يستخدمه للسفر إلى القاهرة، لكنه تحول إلى طريق داخلى يربط بين المراكز والقرى بعضها البعض.

وهو ما يعنى أن التكاتك والميكروباصات والدراجات النارية وكل أنواع المواصلات صارت تستخدمه عمال على بطال. وبسبب كثرة الحوداث، فقد قام كل منزل تقريبا بعمل مطب أمامه، بصورة عشوائية، مما تسبب فى كوارث أخرى أو تدمير لبعض السيارات.

كتبت وكتب غيرى عن هذا الطريق أكثر من مرة، لكن للأسف، لا توجد أى استجابة أو تحرك جاد من قبل الأجهزة المحلية المختصة لوقف هذا النزيف اليومى وإزهاق أرواح الأبرياء، ولا أعرف ما الذى يمنع الجهات المختصة من التحرك لضبط حركة السير عليه.

ولماذا لا يتم محاسبة السيارات المسرعة، ولماذا لا يتم التشدد فى منح تراخيص القيادة ولماذا لا يتم تطبيق قوانين المرور، ولماذا لا يتم إعادة تأهيل الطريق وتقسيمه إلى حارتين منفصلتين حتى نوقف «كارثة المقابل»؟! وهل المشكلة نقص اموال ام نقص ارادة؟!.

أسئلة كثيرة سأحاول أن أناقشها لاحقا إن شاء الله. رحم الله احمد وسائر من مات على كل طرقنا المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهيد أحمد أبو الوفا وطريق الصعيد الشهيد أحمد أبو الوفا وطريق الصعيد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon