توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا يتفاوض العرب وإيران مباشرة؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا يتفاوض العرب وإيران مباشرة

بقلم: عماد الدين حسين

إذا كانت الولايات المتحدة فى عهد رئيسها دونالد ترامب تريد الحصول على ثمن أى شىء تفعله مقدما، فلماذا لا تبادر كل من السعودية والإمارات من جهة وإيران من جهة أخرى إلى التفاوض المباشر، والتوصل إلى اتفاق دائم يقوم على حسن الجوار بدلا من وقوع الطرفين وكل المنطقة، فى مصيدة الابتزاز الأمريكى الذى لا تستفيد منه إلا إسرائيل، وكل أعداء المنطقة؟!.

أكتب هذا الاقتراح، وأنا أعرف أنه يصعب تنفيذه على أرض الواقع، بعد أن نجحت الإدارة الأمريكية، فى إقناع البلدان العربية بأنها حامى حمى المنطقة من التهديد الإيرانى!!.

قد يتهمنى البعض بأننى أحاول تبرئة إيران، والسؤال: هل إيران تهدد المنطقة؟.

للأسف الإجابة هى نعم، ولولا هذا التهديد والهيمنة المستمرة، ما اضطرت غالبية بلدان الخليج للاستعانة بالقوة الأمريكية حينا، بل والتقارب مع إسرائيل حينا آخر.

السؤال الثانى: هل الطرفان عرب الخليج وإيران مهيئان للتفاوض هذه الأيام؟.

الإجابة هى لا أيضا. ورغم ذلك فإن مصلحة الطرفين تحتمان عليهما الانخراط فى مفاوضات للوصول إلى حل وسط لمشاكلهما بدلا من أن يجدا أنفسهما تحت رحمة وابتزاز واشنطن وتل أبيب.

نتابع منذ فترة حملة التصعيد فى المنطقة، والتى نتجت عن استهداف السفن الإماراتية والسعودية فى مياه الخليج ثم التصعيد الحوثى المدعوم إيرانيا، ضد المواقع والمنشآت السعودية وصولا إلى تبادل خطف الناقلات بين طهران ولندن، وإسقاط إيران لطائرة مسيرة أمريكية فوق مضيق هرمز.

الولايات المتحدة قالت بصريح العبارة على لسان ترامب إنها لن تحارب إيران من أجل ضمان إمدادات النفط الخليجية، لكنها ستحارب من أجل إسرائيل. ترامب لا يتوقف كل لحظة عن ابتزاز وإذلال دول الخليج ويريد منها المقابل إذا قام بحمايتها ضد إيران.

بهـذا المنطق فإن مصلحة أمريكا تحتم استمرار «الصراع المسيطر عليه»، مع إيران حتى تضمن وجود وظيفة لها، وبالتالى علينا أن نتصور أن هذه المصلحة الأمريكية، وبالتالى الإسرائيلية، قد تتطور لاشتعال صراع ــ حتى لو كان محدودا ــ بين إيران ودول الخليج العربية، لضمان حصول واشنطن على الثمن من دون الخليج.

السؤال مرة أخرى: إذا كانت أمريكا وحليفتها إسرائيل لا يريدان إلا مصالحهما الخاصة، فما الذى يمنع السعودية والإمارات والبحرين وإيران من الجلوس والتفاوض على تسوية شاملة تحافظ على ثروات ومقدرات جميع الأطراف بعيدا عن الاستنزاف الغربى؟!.

مرة أخرى، الأمر ليس بهذه السهولة التى نتحدث عنها، ورغم ذلك فلا نملك إلا المحاولة لعل وعسى!.

جوهر الخلاف هو أن إيران تريد فرض هيمنتها على المنطقة، وتريد تنصيب حكومات وأنظمة وقوى موالية لها فى غالبية المنطقة، خصوصا اليمن وسوريا والعراق ولبنان بل وتسعى لتأجيج الأوضاع داخل السعودية والبحرين على أساس طائفى.

هى تنفى ذلك وتقول إنها تريد حسن الجوار. لكن المهم هو الأفعال وليس الأقوال!.

السؤال إذا كانت إيران وعرب الخليج يدركون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا جراء الحماية أو التدخل الدولى فلماذا لا يجربان التفاوض المباشر وصولا إلى التسوية الشاملة؟!.

موقع ديبكا الإسرائيلى أفاد مساء الجمعة الماضية بأن الإمارات والسعودية تدرسان التفاوض المباشر مع إيران بشأن أمن الملاحة فى الخليج، بعد أن توصلت الدولتان إلى استنتاج بأن أهداف إدارة ترامب فيما يخص إيران لا تتطابق مع أهدافها، ونوه الموقع الإسرائيلى، إلى الوفد الإماراتى الذى زار إيران يوم ٣٠ يوليو الماضى، لبحث أمن الحدود المشتركة وإن السعودية قد تكرر الخطوة الإماراتية.

أتمنى من كل قلبى أن يكون خبر موقع ديبكا صادقا، وإن كنت أتشكك فى كل ما يصدر منه. ليس من مصلحة إسرائيل وجود أى تفاهم خليجى إيرانى، والعكس هو الصحيح، فتل أبيب تحلم باليوم الذى يندلع فيه الحريق الكبير بين العرب وإيران وبين السنة والشيعة.

حدوث ذلك ــ لاقدر الله ــ يعنى أن عرب الخليج سوف يطلبون مساعة تل أبيب التى ستجدها فرصة القضاء على القدرات الإيرانية فى كل المجالات، وليس فقط الطاقة النووية وفى الطريق تضرب لبنان وغزة، على أن تقوم الولايات المتحدة بحلب آخر ما تبقى فى الخزائن العربية.

والنتيجة النهائية ــ حال اندلاع هذا الحريق ــ أن يعود العرب وإيران إلى مئات السنين للخلف، وتتربع إسرائيل سيدة متوجة على أطلال الخرائب العربية والإسلامية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يتفاوض العرب وإيران مباشرة لماذا لا يتفاوض العرب وإيران مباشرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon