توقيت القاهرة المحلي 09:22:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الاختيار».. من يختبئ خلف الإرهابيين؟!

  مصر اليوم -

«الاختيار» من يختبئ خلف الإرهابيين

بقلم: عماد الدين حسين

«ما يضايقنى أن الشهيد رامى مخلوف واللى زيه، ماتوا على يد الكلاب دول، مش اللى متخبيين وراهم».
هذه العبارة جاءت على لسان الممثل أمير كرارة الذى جسد شخصية المقدم أحمد صابر منسى، قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة بشمال سيناء، فى مسلسل «الاختيار»، وهو يتحدث مع أحد أصدقائه، عن الشهيد المقدم رامى مخلوف، قائد الكتيبة السابق، الذى استُشهد خلال تصديه للإرهابيين.
كلام الشهيد أحمد منسى ليس مجرد خيال درامى ابتدعه المؤلف باهر دويدار، ولكنه وليد وقائع كثيرة على الأرض منذ سنوات طويلة، الذين شاهدوا المسلسل وليس لديهم معرفة دقيقة بما يحدث فى سيناء منذ سنوات، سوف يسألون أنفسهم سؤالا بسيطا وهو: من هم الذين يختبئون خلف الإرهابيين والتكفيريين؟.
الإجابة ببساطة وبوضوح شديد ومن دون لف أو دوران هى إسرائيل وربما يكون معها بعض الأجهزة والدول الأخرى.
الوقائع على الأرض تقول إن إسرائيل وبعد هزيمتها العسكرية فى أكتوبر ١٩٧٣ على يد الجيش المصرى، ثم خروجها من سيناء عام ١٩٨٢، وهى تسعى بكل السبل إلى جعل سيناء منطقة عازلة، وليست امتدادا للأمن القومى المصرى.
وقبل الاسترسال فى السرد، وحتى لا يتهمنى البعض بالاستناد فقط إلى نظرية المؤامرة، أسارع بالقول: إن هناك صراعًا تاريخيًا بين العرب والإسرائيليين منذ عام ١٩٤٨ وربما قبله، وأؤمن أنه صراع وجود وليس فقط صراع حدود، إسرائيل لا تخفى تآمرها على العرب، لكن هذا التآمر لم يكن لينجح لولا الأمراض الصعبة التى يعانى منها العرب منذ سنوات طويلة، وأخطرها الفقر والجهل والاستبداد والتخلف وغياب التعددية والديمقراطية، والأخطر فيروس التطرف الدينى الذى نكبت به الأمم العربية والإسلامية.
فيروس التطرف والعنف والإرهاب ليس اختراعا إسرائيلا محضا، لكن تل أبيب نجحت بصورة لافتة فى الاستفادة منه بصورة استراتيجية؛ حيث إنه حقق لها العديد من الأهداف الكبرى من دون أن تطلق رصاصة واحدة على أعدائها التقليديين، السؤال الذى يتبادر إلى ذهن كثيرين هو: وهل يعلم الإرهابيون والمتطرفون والتكفيريون أنهم يعملون لمصلحة إسرائيل؟.
المؤكد أن غالبية قادتهم يدركون ذلك، وأغلب الظن أن الأفراد المغرر بهم لا يدركون أنهم أدوات فى أيدى إسرائيل، لكن إذا كان ذلك مقبولا قبل سنوات، فإن التطورات التى عصفت بالمنطقة منذ عام ٢٠١١، يفترض أن تكشف لكل المخدوعين حقيقة ما يحدث.
إسرائيل تقول إنها ضد التطرف الدينى، وهو أمر صحيح، لكن ما المانع أن تستفيد من هذا التطرف؟!.
وعرفنا باليقين الدور الإسرائيلى الداعم للإرهابيين والمتطرفين فى سوريا، وكيف أنها قامت بنقل بعضهم جوًا، حينما ضيَّق الجيش السورى الخناق عليهم، ومن بينهم ما يعرف بـ«الخوذات البيضاء»، إضافة لعلاجهم لبعض جرحى الإرهابيين السوريين فى مستشفيات الجولان.
المتطرفون والإرهابيون الذين اختطفوا الدين الإسلامى، حققوا لإسرائيل العديد من الأهداف الكبرى، وأهمها تخريب مجتمعاتهم وإشغالها بصراعات وحروب عقائدية وطائفية ودينية لا تنتهى.
وكان مؤلف المسلسل موفقًا حينما وضع مشهدًا لأحد شيوخ سيناء وهو يخبر أحمد منسى بما حدث فى مؤتمر الحسنة بوسط سيناء عام 1968، حينما حاول الاحتلال الإسرائيلى وقتها إقناع شيوخ قبائل سيناء وكبار أعيانها بالانفصال عن مصر فرفضوا وتمسكوا بمصريتهم.
سيسأل البعض ساخرًا، لماذا تفعل إسرائيل ذلك، وعلاقتها الدبلوماسية الآن مع مصر طبيعية؟!.
الإجابة أن الهدف الإسرائيلى لم يتغير، ما تغير هى الوسائل فقط، ولو كانت العلاقات الدبلوماسية هى الفيصل فقط، فلماذا تُصر تركيا مثلا على استمرار علاقتها الحيوية بإسرائيل حتى هذه اللحظة، رغم أنها تزعم وجود خلافات جوهرية معها؟!.
ما حققه الإرهابيون فى سيناء لإسرائيل، لم تكن تحلم به هى أو من يرعاها، ولم يعد مهما أن نعرف هل الإرهابيون يدركون أنهم أدوات أم لا، طالما أنهم يحققون الهدف لإسرائيل.
سيقول البعض جاهلا، ولكن «الجماعات الدينية» هى التى تتصدى لإسرائيل، الحقيقة أنهم الآن الأعلى صوتًا ضد إسرائيل، لكن لا نرى رصاصة واحدة يطلقونها على العدو الذى يحتل القدس وسائر فلسطين، وربما السؤال الذى ينبغى أن ينشغل به كثيرون وهو: لماذا تصر إسرائيل على استمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، والأخطر لماذا تضع فيتو علنيًا على أى مصالحة فلسطينية بين «فتح» و«حماس»؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاختيار» من يختبئ خلف الإرهابيين «الاختيار» من يختبئ خلف الإرهابيين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon