توقيت القاهرة المحلي 22:17:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن ترفع الحكومة أسعار الطاقة

  مصر اليوم -

قبل أن ترفع الحكومة أسعار الطاقة

بقلم : عماد الدين حسين

 ليس سرا أن الحكومة سترفع أسعار الوقود والكهرباء قبل بدء السنة المالية الجديدة فى أول يوليو المقبل أو ربما بعدها بفترة بسيطة.

الحكومة لا تخفى ذلك، بل أعلنت عنه أكثر من مرة. هى قالت منذ عام ٢٠١٤، إنها ستقوم بخفض الدعم الموجه لمختلف أنواع الوقود بصورة تدريجية حتى ينتهى تماما، وتصبح الأسعار مساوية لنظيراتها العالمية.

هل ما ستفعله الحكومة صواب أم خطأ؟!

هذا سؤال جدلى بالطبع، وكل شخص سيجيب عنه حسب مصلحته، ومن الزاوية التى يقف فيها.

الحكومة ترى أنه لا يوجد بديل عن رفع أسعار الوقود، لكى ينجح برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى بدأ بتعويم الجنيه ورفع الأسعار صبيحة يوم ٣ نوفمبر ٢٠١٦. هى تقول إن البديل مخيف وكارثى، وقد يقود إلى الافلاس.

أما المواطنون خصوصا محدودى الدخل، فيقولون إن الحكومة تراهم «الحيطة الواطية»، وأول ما تفكر فيه هو رفع الأسعار، وليس البحث عن بدائل أخرى مثل زيادة الضرائب على القادرين.

وربما هذا الجدل لن يحسم ابدا، لاختلاف المصالح والرؤى والافكار.

ولكى يصبح النقاش مفيدا وصحيا، فعلى الحكومة أن تفكر على الاقل، فى المزيد من حزم المساعدة الاجتماعية للفقراء ومحدودى الدخل، بل والطبقة المتوسطة التى تئن منذ سنوات تحت المطارق المختلفة للإصلاح الاقتصادى.

تقول الحكومة دائما إن دعم الوقود يذهب فى معظمه لغير المحتاجين إليه خصوصا المقتدرين. حسنا سوف نصدق ذلك. ونسأل لنفترض أن عملية زيادة أسعار الوقود بنسبة معينة سوف توفر ثلاثين مليار جنيه كانت مخصصة لدعمه، فلماذا لا تقوم الحكومة بضخ عشرة مليارات جنيه مثلا أو اكثر من هذا المبلغ، فى برامج تستهدف الفقراء فقط؟!
لو كنت مكان الحكومة لوجهت جزءا كبيرا، من هذا الدعم إلى بطاقات التموين بعد تنقيتها، وإخراج غير المحتاجين منها.

بند آخر مهم وهو ضرورة زيادة نسبة المستفيدين من برنامجى تكافل وكرامة. أعرف الجهد الكبير الذى تبذله وزارة التضامن الاجتماعى والوزيرة النشيطة غادة والى، لكن الموضوع يتضمن قرارا استراتيجيا من الحكومة، بضخ المزيد من المخصصات للوزارة لزيادة عدد المستفيدين من البرنامج خصوصا فى الصعيد.

البطاقات التموينية وبرنامحا تكافل وكرامة، استهداف مباشر للمحتاجين، لكنَّ هناك استهدافا غير مباشر ويحقق فعلا العدالة الاجتماعية، فى أرقى صورها، وهو ضمان تمتع المصريين عموما، والمحتاجين خصوصا بالتعليم والصحة بصورة جيدة.

أى انفاق حقيقى على التعليم والصحة، سوف يصب فى النهاية فى صالح الحراك الاجتماعى وتحسين مستوى وجودة الحياة.

طبعا يتطلب ذلك إرادة سياسية، وقبل ذلك وبعده يتطلب وجود مخصصات مالية. ستقول الحكومة إن «الايد قصيرة والعين بصيرة»، وهو كلام صحيح نظريا، لكن يمكن بمزيد من الدراسة والقرار الجرىء أن تبدأ الحكومة فى التعامل بصورة أكثر حسما وحزما مع ضرائب الأغنياء، والانفاق السفهى والمستفز الموجود فى اكثر من جهة.

طبعا هى تريد أن توازن بين رغبتها فى ضمان قيام الأغنياء بالاستثمار، وخلق فرص عمل، وخوفها من أن يؤدى ذلك إلى تقاعسهم عن الاستثمار، ووضع فلوسهم تحت البلاطة!

هناك حل جرىء ويوفر على الحكومة الكثير، ويحل الجزء الأكبر من المشكلة الاقتصادية، وهو خلق فرص عمل. المعروف أن فرصة عمل واحدة تعنى أن الحكومة تخلصت من عبء خمسة أفراد على الأقل، يقوم صاحب العمل بالإنفاق عليهم.

صحيح أن توفير فرص العمل الواحدة يكلف مئات الآلاف من الجنيهات وربما ما يزيد على مليون جنيه، ولكنه سيقلل الضغط على الحكومة فى العديد من الملفات، من أول برامج الحماية الاجتماعية، نهاية ببطاقات التموين ومخصصاتها.
والأهم أنه سيؤدى بصورة آلية إلى تقليل الاحتقان السياسى والاجتماعى، ويجعل المجتمع ينظر إلى الأمام، بدلا من غرقه فى دوامة الأسعار والخدمات المرتفعة بصفة عامة.

هناك حد لاحتمال الفقراء، فالأعباء عليهم كثيرة والضغوط متنوعة، ومن الواجب على الحكومة، قبل أن تفكر فى رفع الأسعار، أن يكون لديها بعض الأخبار السارة التى يمكنها أن تفرح قطاعات واسعة من المصريين وفى مقدمتهم الفقراء.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن ترفع الحكومة أسعار الطاقة قبل أن ترفع الحكومة أسعار الطاقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon