توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سما المصري ليست سببا لخروجنا المهين!

  مصر اليوم -

سما المصري ليست سببا لخروجنا المهين

بقلم: عماد الدين حسين

الأخطر من هزيمة المنتخب القومى لكرة القدم من جنوب إفريقيا مساء أمس الأول السبت، هو طريقة تفكير الكثير من المصريين، التى تبتعد تمامًا عن التوصيف الموضوعى، وتلجأ إلى عوامل هامشية جدا، تصل إلى حد السوريالية، وهى نفس الطريقة، التى نطبقها على الكثير من مشاكلنا وأزماتنا.

بعد انتهاء المباراة التى خرجنا فيها من دور الـ١٦، على يد فريق صعد لهذا الدور كأحسن ثوالث، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعى، غضبا وحزنا.

طبعًا هذا شعور نبيل يعبر عن روح وطنية جياشة، وكنا نأمل جميعا، أن تواصل مصر تفوقها حتى الفوز بالبطولة.

لكن المشكلة أن جزءًا كبيرًا من هذا الحزن والغضب يتم إهداره فى مسارات وقنوات غير صحيحة، فلا يتم الاستفادة منه.

تخيلوا أن بعض المصريين أرجع الهزيمة إلى مشاركة اللاعب عمرو وردة فى المباراة، وكذلك حضور الفنانة سما المصرى للمباراة من المدرجات!!

للأسف هذه هى الطريقة الخاطئة التى نفكر بها احيانا فى العديد من القضايا، فلا نستفيد بأى دروس من أى هزيمة، وبالتالى يصبح تكرار الهزيمة أمرًا محتومًا فى كل مرة وبنفس التفاصيل.خيلوا لو أن وردة لم يشارك وظلت سما المصرى تشاهد المباراة من منزلها، فهل كانت ستتغير النتيجة؟!

الإجابة بالطبع هى لا. فشخصيًا كنت أفضل ألا يشارك وردة، وكتبت أكثر من مقال فى هذا المكان، أنتقد فيه سلوك هذا اللاعب المتحرش، كما انتقدت بعض زملائه الذين طالبوا بعودته وكذلك الجهاز الفنى واتحاد الكرة، وكل من طالب أو ساند عودته، بعد فعلته المشينة. لكن مستواه فى المباراة كان سيئا مثل بقية الفريق.

وبالنسبة لسما المصرى، فإنه من المخجل أن يرجع البعض هزيمة الفريق لوجودها فى المباراة، هذا كلام عيب أن يقال. السيدة تبحث عن الأضواء والتريند والترافيك واللايكات والشو فى معظم أنشطتها وهذا حقها، ومن لا يعجبه ذلك، فعليه ألا يتابعها أو يهتم بأخبارها، أما الاعتقاد بأنها سبب وكسة فريقنا فتفكير مريض وغريب، ويعنى أن أصحابه يحتاجون علاجًا سريعًا!!

يسأل هؤلاء بصورة استنكارية كيف تتوقعون لفريق أن يفوز فى حين يلعب له وردة وتشجعه سما المصرى؟!

يا أيها السائلون: الفوز فى المباريات لا يتم على أساس أخلاقى أو دينى فقط رغم اهميته، بل على أسس علمية وادارية وخططية مختلفة، ولو كانت الفرق تفوز لأنها تصلى أو تصوم، لكانت فرقنا الإسلامية أبطال العالم فى كل اللعبات!!

فريقنا خسر، لأن مستواه كان سيئًا منذ بداية الدورة، رغم فوزه فى مباريات المجموعة الأولى الثلاث.

كل من يفهم فى الكرة قال إن مستوانا سيئ، وكان الرهان على أن يتحسن الأداء شيئًا فشيئًا، كما حدث لنا كثيرًا فى بطولات سابقة من قبل. لكن لم تجرِ المياه كما تشتهى السفن، وأداء اللاعبين كان شديد الضعف والهزال والتخاذل، ولم تكن هناك روح بالمرة.

قبل عام انهزمنا فى كل مباريات مجموعتنا فى نهائيات كأس العالم بروسيا. وكان الأداء فى معظمه شديد السلبية ايضا، وكانت الإدارة سيئة جدًا، لم يتم التحقيق بجدية فيما حدث. وللأسف فإن ذلك هو الأسلوب الذى نفكر فيه بصورة دائمة.

لم أكن أفضل إقالة المدرب المكسيكى أجيرى فورًا، أو استقالة اتحاد الكرة. كنت أتمنى أن يكون هناك لجنة تحقيق تدرس بهدوء ما حدث، وترفع تقريرًا للجهات المختصة، وبعدها يتم اتخاذ القرار. أما هذه القرارات السريعة لامتصاص غضب الجمهور، فهى طريقة ثبت أنها مثل «الفولتارين» تسكن الألم، لكن لا تلغيه!!

اتحاد الكرة مثل غيره من الجهات والهيئات فى مصر، يفكر بطريقة انفعالية. لا يجيد الدراسة والتخطيط القائم على العلم والتدريب والتأهيل، يعالج معظم القضايا بصورة عشوائية، والنتيجة هى التخبط الدائم.

لا سامح الله كل من تسبب فى العكننة على ملايين المصريين مساء أمس الأول السبت، بسبب هذا الأداء الهزيل ومنطق الإدارة بالفهلوة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سما المصري ليست سببا لخروجنا المهين سما المصري ليست سببا لخروجنا المهين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon