توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسعار الوقود.. عندهم وعندنا

  مصر اليوم -

أسعار الوقود عندهم وعندنا

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الخميس الماضى أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مداخلة مهمة مع الصديق والإعلامى المتميز شريف عامر، على محطة «إم بى سى مصر» بمناسبة استضافته «لسائقة الميكروباص نحمده». الرئيس انتقد تناول بعض وسائل الإعلام للمظاهرات فى البلدان الأوروبية قائلا: «عندما تعرضون صور هذه المظاهرات على الناس فى مصر يجب أن تحدثوهم عن واقع تلك الدول، ويا ترى كم ثمن الوقود فى أوروبا، وكم ستكون قيمة الضرائب على الوقود، وقارنوا بين ما يحدث هناك، بما لدينا لكى تقدموا صورة موضوعية، وعندما يدفع الناس فى أوروبا ضرائب ٣٠ و٤٠٪ على دخلها والحوكمة عندهم إجبارية... يا ترى كيف سيكون الوضع عندنا؟».
كلام الرئيس لشريف عامر، أعاد هواجس لدى البعض من احتمال وجود نية لرفع أسعار الوقود قريبا.
صباح الخميس وقبل أن يتحدث الرئيس لبرنامج «يحدث فى مصر»، كنت أناقش مع صديق صحفى كبير نفس الموضوع، على خلفية التظاهرات العارمة فى فرنسا، احتجاجا على تردى الأوضاع المعيشية هناك. قلت للصديق فى النقاش، الذى دار بحضور أربعة أصدقاء، إن لتر البنزين يزيد عن ثلاثين جنيها فى بريطانيا، وبلدان أخرى أكثر بكثير من سعره العالمى، بسبب إضافة قيمة الضرائب عليه.
الصديق عارضنى تماما، وتبنى الرأى القائل إنه لا ينبغى إطلاقا أن نقارن بين أسعار البترول فى أوروبا ومثيلتها عندنا إلا إذا حصل المصريون على نفس الحقوق التى يحصل عليها الأوروبيون، وأن الأوروبى يدفع كثيرا فى أسعار الوقود، لكنه فى نفس الوقت يتلقى تعليما وعلاجا مجانيا وخدمات أخرى كثيرة.
أتفهم جزءا كبيرا من منطق الصديق، خصوصا فكرة المقارنة الشاملة وليست الجزئية، وقلت له بوضوح إننى أوافقه الرأى على سوء أداء غالبية الحكومات المصرية بشأن الوقود وسياسات أخرى كثيرة، لكن المهم أن ندير نقاشا موضوعيا بشأن هذا الموضوع بعيدا عن المناكفة العبثية.
النقاش فى مصر عن الموضوع، وغيره، يدور فى إطار الاستقطاب الحاد. من يؤيد الحكومة، يلتمس لها العذر فى رفع الأسعار «عمال على بطال»، ومن يعارضها يرفض أى زيادة فى سعر أى سلعة، حتى لو كانت المصلحة العامة تتطلب ذلك.
البعض يرى رأيى إمساكا للعصا من المنتصف وهروبا من المواجهة، وأراه بالطبع موضوعيا، بمعنى ضرورة مناقشة الموضوع بهدوء وبالمعلومات والحقائق والأهم السياق العام وظروف كل مجتمع.
أتفق تماما مع ما قاله رئيس الجمهورية للصديق شريف عامر بشأن ضرورة أن تكون الصورة كاملة ونحن نناقش الموضوع.
فإذا كان المواطن الأوروبى يحصل على التعليم والعلاج المجانى فلأنه يدفع ضرائب حقيقية قد تصل إلى أكثر من خمسين فى المائة، ومنها ضرائب على الوقود، وبالتالى فالسؤال هو: هل ندفع نحن المصريين ضرائب حقيقية؟ سؤالى استفهامى ويحتاج إلى إجابة بالمعلومات، والسؤال الثانى إذا كان البعض من الاغنياء يتهرب من الدفع، فهل هى مشكلة المواطن الغلبان، أم الحكومة التى تطبق القانون فقط على الموظفين المساكين؟
بالطبع هذه مشكلة الحكومة، مثلما هى مسئوليتها أن تطبق القانون على الجميع. هناك نقطة مهمة جدا أيضا، وهى أننا لا نعمل ولا ننتج كما ينتج الأوروبيون، وبالتالى لا تكون لدينا موارد كافية لكى تقدم الحكومة دعما مماثلا، والسؤال: على من تقع المسئولية فى هذا الصدد؟!.
هل على الحكومة لقصور سياستها، أم على المواطنين لتكاسلهم واتكاليتهم، أم على الطرفين معا؟
ما قلته للصديق فى ختام المناقشة أن هناك أكثر من نموذج فى مسألة الدعم عموما ودعم الوقود خصوصا. والأمر لا يتوقف على النموذجين المصرى والبريطانى. هناك النموذج الخليجى ورغم وجود الوفرة المالية والإنتاج الضخم من البترول الخام والمكرر فلا يوجد دعم بالمرة فى معظم بلدان الخليج، وكذلك فى بعض الدول الإفريقية الفقيرة. لكن هناك تجارب دعم متنوعة منها مثلا ما هو موجود فى بعض دول أمريكا اللاتينية.
أؤيد تماما دعم غير القادرين، لكن السؤال هو: أى نوع من الدعم هو الأفضل: العينى الراهن الذى يذهب جزء كبير منه لغير المستحقين، أم النقدى بشرط أن يراعى معدلات التضخم؟.
المهم أن يكون النقاش بين خبراء حقيقيين بهدوء وبمعلومات صحيحة، فى ضوء الواقع الفعلى وليس التمنيات. إذا فعلنا ذلك فربما نصل إلى الطريق الصحيح، بدلا من النقاش على طريقة المكايدة بين الأهلاوية والزملكاوية عقب كل مباراة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعار الوقود عندهم وعندنا أسعار الوقود عندهم وعندنا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon